«أبو العينين»: حملات المقاطعة إحدى أسباب خفض أعمال الشركات
اتجهت عدد من الماركات العالمية بقطاع الملابس الجاهزة إلى تقليص أعداد فروعها بسبب احتجاز الشحنات المستوردة فى الموانئ لفترات طويلة، وتراجع حركة الشراء عقب زيادة رفع أسعارها مع بداية العام الجارى.
وقالت مصادر لـ “البورصة” إن تأخر الإفراج عن البضائع دفع برند “زارا” و “إتش آند إم” إلى عرض منتجات العام الماضى، بالإضافة انعكاس الزيادة فى سعر الصرف على سعر المنتج النهائى ما أدى إلى عزوف شريحة كبيرة من المشترين.
وأعلنت مؤخرًا مجموعة الشايع الكويتية التى تملك نحو 90 علامة تجارية عالمية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل فيكتوريا سيكريت وستاربكس، عن إغلاق 60 متجرًا وتقليص أعمال بعض الفروع الأخرى بسبب تحديات السوق.
وبلغ حجم تجارة الملابس الجاهزة والمفروشات فى مصر نحو 300 مليار جنيه، بحسب رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية محمد عبد السلام.
ومن بين العلامات التجارية العالمية التى تعمل فى قطاع الملابس الجاهزة بالسوق المصرى زارا، وبيرشكا، وجوتشى، وأديداس، واتش اند ام، وتمبر لاند، وايفانز ليفايس.
وقال محمد المرشدى رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، إن الغرفة تجهز مقترحًا لعرضه على الشركات العالمية المالكة للعلامات الأجنبية فى مصر لاندماجها مع الشركات المصرية والتصنيع المنتج محليًا والاستفادة من وفرة الخامات محليًا.
أضاف لـ «البورصة»، أن المساعى الحالية للغرفة هى الحفاظ على تلك العلامات ومنع خروجها من السوق المصرى، وماركات عالمية شهيرة أخرى متواجدة منذ سنوات تتجه إلى تقليل عدد متاجرها نتيجة التذبذب المستمر فى سعر صرف الدولار.
وأوضح، أن تأخر الإفراج عن مستلزمات الإنتاج جعل الشركات تتعرض لتعطيل عملها وهو ما يؤثر فى النهاية على ارتفاع سعر المنتج النهائى بشكل تدريجى وبالتالى يضعف القوة الشرائية، والسبيل الوحيد أمام الماركات هى تصفية الفروع التى تحقق خسائر والبقاء على الشركات التى تحقق أرباحًا.
وأشار، إلى أن الغرفة تتجه لتوطين مستلزمات الإنتاج المستوردة من خلال مساعدة الشركات الراغبة لتصنيعها وذلك لتقليل الفاتورة الاستيرادية والتوسع فى صادرات القطاع استجابة لتوجيهات الحكومة بتوطين 152 فرصة استثمارية.
وتراجعت صادرات الملابس الجاهزة خلال أول 10 أشهر من عام 2023 بنحو 5% لتسجل 1.96 مليار دولار، مقارنة بـ2.1 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من العام 2022.
وقال مجدى طلبة رئيس مجلس إدارة شركة تى آند سى المصرية لصناعة الملابس الجاهزة، إن ارتفاع سعر الدولار ووجود سعرين فى السوق المحلى أدى إلى تقليص عمل الشركات العالمية ويعتبر فرصة للمصدرين المصريين فى التوسع محليًا فى ظل صعوبة التصدير.
أضاف لـ «البورصة»، أن الأزمات العالمية تعرقل عمل المصدرين وتؤثر على الشركات العالمية أيضًا والتى كان آخرها التوترات الملاحية فى البحر الأحمر وانعكاسها على ارتفاع تكاليف الشحن لثلاثة أضعاف وهو ما يؤثر على رفع المنتج النهائى.
أشار إلى أن الشركات جاهزة لتصنيع البراندات العالمية خلال الفترة المقبلة، وبالفعل بعض العلامات بدأت تصنيع منتجاتها فى مصر للهروب من صعوبة تدبير دولار الاستيراد.
قالت مارى لويس رئيس شركة بشارة للملابس الجاهزة فى تصريح سابق لـ «البورصة»، إن الشركة تتفاوض مع عدد من العلامات التجارية الأوروبية فى قطاع الملابس الجاهزة لتصنيعها فى مصر، وتصديرها إلى الأسواق العربية والأوروبية.
أضافت، أن الشركة تسعى إلى رفع الطاقة الإنتاجية بنسبة 25%، ومن المتوقع أن تنفذ التوسعات على 3 مراحل لزيادة الانتاج، ورفع كفاءة العاملين فى مصانع الشركة.
وقال حمدى أبوالعينين رئيس جمعية رجال الأعمال لأصحاب مصانع الغزل والنسيج، إن حملات المقاطعة التى شنها المصريون أحد أبرز الأسباب التى دفعت الماركات العالمية الشهيرة إلى تقليص نشاطها فى مصر.
أضاف لـ «البورصة»، أن خروج العلامات التجارية يؤثر على السوق المحلى بصورة سلبية خاصة أن غياب مستلزمات صناعة الملابس الجاهزة عطل عددا كبيرا من الشركات المنتجة.