كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن خطط للدول الغربية السبع الكبرى بزعامة الولايات المتحدة لاستغلال الأرصدة الروسية المجمدة لديها بمقتضى العقوبات الدولية لتمويل إقراض أوكرانيا، المأزومة مالياً، ومساعدتها من جانب، وكذلك توجيه ضربة مالية موجعة لروسيا.
وأضافت فاينانشيال تايمز، أن البلدان الغربية تدرس القيام بمطالبة روسيا بسداد مديونياتها للمصارف الغربية بشكل جماعى، وفى توقيت واحد، وفى ظل أوقات صعبة يمر بها الاقتصاد الروسى حالياً، وفى حال عدم وفاء موسكو بالتزاماتها المالية سيتم مصادرة وخصم تلك المديونية من الأموال الروسية المجمدة لدى المصارف الغربية.
وقالت الصحيفة، إن مسئولين فى العاصمة البلجيكية بروكسيل قد كشفوا لها عن تلك الخطة وأكدوا لها قيام الخارجية البلجيكية بتداول تلك الأفكار مع حكومات مجموعة السبع (G – 7) لضمان موافقتها على التنفيذ بصورة جماعية وفى توقيت متزامن يأتى وسط ظروف مالية صعبة تعانيها أوكرانيا التى باتت مساندتها من الأموال الأوروبية الصرفة عبئا ثقيلا على كاهل اقتصاد الغرب والولايات المتحدة التى ارتأت فى الأموال الروسية المجمدة لديها مخرجا وبديلا مناسبا لحل تلك المعادلة.
وتبلغ القيمة الكلية للأرصدة الروسية المجمدة لدى المصارف والمؤسسات المالية الغربية والامريكية 260 مليار يورو منذ نشوب الحرب الروسية الأوكرانية فى 24 فبراير 2022 منها 191 مليار يورو مودعة فى منظومة المقاصة والتسوية الأوروبية «يورو كلير» التى مقرها بروكسيل.
وكشفت أن بلدان مجموعة السبع ليست كلها على قلب رجل واحد فيما يتعلق بخطة الاستحواذ على الأرصدة الروسية المجمدة، حيث تبدى كل من المانيا وفرنسا تحفظات على «اعتبارات قانونية» قد تشوب هذا الإجراء فضلاً عن «أخلاقيته» فعلى سبيل المثال ترى المانيا انه من الممكن استغلال ارباح تشغيل تلك الأرصدة الروسية المجمدة فى مؤسسة التسوية والمقاصة الأوروبية «يورو كلير» والبالغ قدرها 4.4 مليار يورو، وليس الاستحواذ على أصول الأموال الروسية المجمدة، كما طلبت بريطانيا مهلة تفكير فى الاعتبارات القانونية الممكن عبرها الإقدام على إجراء كهذا ضد روسيا حرصاً على تقنين الإجراءات، ومن جانبها، تصر بلجيكا على ضرورة أن يكون أى إجراء أوروبى أو غربى ضد الأرصدة الروسية المجمدة «جماعياً» حتى لا يشوبه العوار.








