يععقد وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة اجتماعهم السنوي الـ 56 خلال الفترة من 28 فبراير الجاري إلى 5 مارس القادم في شلالات فيكتوريا بزيمبابوي تحت شعار “تمويل الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر الشامل في أفريقيا : الضرورات والفرص والسياسات المتاحة”.
وأوضح السكرتير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا كلافر جاتيتيه ، خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت ، أن الاجتماعات ستنطلق يوم 28 فبراير المقبل من خلال اللقاءات التحضيرية للجنة الخبراء التي يتبعها المؤتمر الوزاري.
وأشار إلى أن الوزراء الأفارقة سيناقشون القضايا المتعلقة بأجندة التنمية في أفريقيا ومصادر تمويلها وقضايا المناخ والاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي ومعالجة إشكالية الديون، وإسهام التكنولوجيا في مساعدة الدول الأفريقية على تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 بالإضافة إلى جهود إقامة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
ولفت جاتيتيه إلى أن الدول النامية والأفريقية في حاجة إلى توافر مزيد من التمويل طويل المدى وبنسبة فائدة منخفضة من المؤسسات المالية الدولية للاستجابة إلى احتياجاتها الإنمائية المتزايدة وبخاصة في ظل الأزمات المتعلقة بكوفيد 19 والحرب الأوكرانية وتداعيات تغير المناخ ، وما يستتبع ذلك من هزات وصدمات اقتصادية ، وزيادة في معدلات التضخم ونقص الموارد المتاحة.
ودعا السكرتير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة دول العالم إلى الوفاء بتعهداتها بتوفير تمويل يصل إلى 500 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول النامية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 ..مشيرا إلى أن الدول الأفريقية لا تحصل سوى على 4% فقط من حقوق السحب الخاصة من المؤسسات المالية الدولية، والتي تستحوذ الدول المتقدمة على أغلبيتها رغم عدم حاجتها إليها.
وأشار جاتيتيه إلى أنه لا يمكن الحديث عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوقت الذي تجب فيه الدول الأفريقية أنفسها توجه الجانب الأكبر من موازنتها إلى سداد أقساط وفوائد الديون ، ومن هنا فإن تسوية مشكلة المديونية ستسهم في قدرة الدول النامية على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر أمر ضروري لمواجهة التغيرات المناخية في أفريقيا والعالم، غير أن الأمر يتطلب المزيد من التمويل والاستثمارات لتوفير الموارد المطلوبة إلى جانب تغيير الثقافات والممارسات للحد من استهلاك البلاستيك على سبيل المثال في إطار جهود حماية البيئة.
وفي هذا الصدد أشار وزير مالية زيمابوي ميتولي نكوب الذي تستضيف بلاده المؤتمر الوزراء الأفريقي القادم، إلى أن هناك العديد من البلدان الأفريقية التي حققت نجاحات في مجال التحول نحو الطاقة المتجددة مثل مشروعات الطاقة الشمسية في وزرزات بالمغرب ومشروع بنبان في أسوان بمصر وأيضا مشروعات الطاقة الشمسية في كينيا، وكلها جهود تصب في صالح التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأوضح أن زيمبابوي بدأت في منع تصدير الليثيوم الخام ومعادن أخرى، للاستفادة من تعظيم القيمة المضافة لها، وزيادة فرص العمل وعائدات التصدير.