زيتون: كثيرون اتجهوا لشراء السيارات بدلا من الادخار فى شهادات الاستثمار
لاحظ المتعاملون بقطاع السيارات، تغيير ثقافة المستهلكين فى التعامل مع اقتناء سيارة من مرحلة تصنيفها تحت بند الكماليات أو الترفيه أو حتى الضرورة لدى البعض، إلى اعتبارها أحد أوعية الادخار والاستثمار على غرار (الذهب والعقارات وشهادات الاستثمار البنكية).
وخلال العامين الماضيين، تغيرت الأمور بشكل كبير حيث شهدت الاسعار تقلبات مسجلة ارتفاعات كبيرة مدفوعة بانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، ورصدت جريدة «البورصة» تحرك أسعار السيارات خلال الفترة من يناير 2023 وحتى يناير 2024، حيث وصلت الزيادات إلى أكثر من 1.5 مليون جنيه بسعر السيارة الواحدة، بينما سجلت أقل زيادة نحو 700 ألف جنيه، وذلك وفقًا للقوائم السعرية الصادرة من قبل الوكلاء المحليين.
أكد خالد سعد أمين عام رابطة مصنعى السيارات ورئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة «جنباى رويال» فى مصر، لـ «البورصة»، أن الاستثمار بالسيارات أصبح ينافس الادخار فى القطاعات الآمنة ومنها «الذهب، والعقارات» خلال الفترة الحالية بحسب المتعارف علية سابقًا؛ بسبب الزيادات التى تخطت حاجز الـ مليون جنيه فى سعر السيارة الواحدة.
وأشار «سعد» إلى أن المستهلكين أدركوا قيمة الادخار بالسيارات، فعلى سبيل المثال السيارة التى تم شرائها بـ 250 ألفا سابقًا أصبحت قيمتها السوقية تتخطى أكثر من 800 ألف جنيه خلال أشهر معدودة، بسبب تحريك أسعار صرف الدولار لأكثر من مرة منذ بداية الأزمة الخاصة بالاستيراد مطلع عام 2022.
منتصر زيتون، عضو الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، قال إن استمرار زيادات الأسعار دفع المستهلكون نحو اتخاذ خطوات الشراء وعدم الاستمرار فى تأجيل خطوة شراء السيارات، وذلك نظرًا لانها لن تنخفض مجددًا فى ظل الظروف الحالية.
أوضح أن القضاء على ظاهرة «الأوفر برايس» تماماً، لن يحدث قبل أن يستقر سعر الجنيه المصرى أمام الدولار ، والعودة الى الاستيراد من جديد دون معوقات، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
أشار «زيتون» إلى أن الازمة سوف تستمر حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالى، وأكد أن المستهلك أدرك أن أسعار السيارات لن تنخفض خلال الفترة الحالية؛ لذا يمكن أن ترتفع مبيعات القطاع بشكل نسبى خلال الفترة المقبلة.
طنه: زيادات الأسعار دفعت مستهلكين للتحول إلى تجار بالسوق
من جانبه، قال جمال طنه مدير التسويق بشركة سوق السيارات المتخصصة فى بيع السيارات المستعملة، إن الاستثمار بالسيارات المستعملة أو ما يعرف بسيارات (الكسر الزيرو) أصبح هو الحصان الرابح في هذه الفترة، حيث بلغت قيمة الربح في بعض السيارات إلى ما يقرب من 500 و900 ألف جنيه في السيارة الواحدة خلال أقل من 6 أشهر من شرائها.
أشار «طنه» إلى أن الزيادات التى طرأت على سوق السيارات المستعملة بلغت نحو 30%، بسبب زيادة أسعار السيارات الزيرو أصبحت تشهد زيادات سعرية كبيرة أسبوعياً، مما دفع العملاء للتحول إلى تجاراً للسيارات المستعملة من خلال شراء السيارة (زيرو) من الوكيل المحلى وعرضها بالسوق بأسعار أقل من نظيرتها لدى الموزعين المعتمدين بالسوق ، للاستفادة من فارق السعر المفروض على السيارة وهو ما يسمى بـ «الأوفر برايس».
وقال حسين مصطفى، المدير التنفيذى السابق لرابطة مصنعى السيارات، وخبير السيارات، إن الاستثمار طموح لكل الأشخاص خصوصًا ممن قاموا بالادخار لسنوات طويلة، وهو نشاط مالي أو تجاري تستخدم فيه مدخراتك بطريقة أو بأخرى لزيادة هذه الأموال بدلًا من الاكتفاء بحفظها، ولتحقيق أكبر قدر من النفع من الأموال.
أشار «مصطفى» إلى أن لاحظ خلال الفترة القليلة الماضية اتجاه معظم راغبي الاستثمار لشراء السيارات والتي ارتفعت أسعارها بنسبة كبيرة جدًا، خصوصًا بعد تفاقم أزمة ارتفاع سعر الدولار مع الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمات الاقتصادية التي أثرت على العالم أجمع.