وسعت شركات الطاقة أنشطة الاستكشاف فى جنوب شرق آسيا بهدف تعزيز إنتاج الغاز الطبيعى وتلبية الطلب المتزايد على المدى الطويل، وذلك بفضل الاكتشافات الأخيرة وتحسين سياسات الاستثمار، وفقًا لتصريحات مسئولى الشركات والمحللين التى نقلتها “رويترز”.
شهدت ماليزيا وإندونيسيا اكتشافات ناجحة مؤخرًا فى قطاع الاستكشاف والإنتاج، بما فى ذلك اكتشاف كبير لشركة مبادلة للطاقة فى منطقة ساوث أندامان، بعد سنوات من الاستثمار غير الكافى فى هذا القطاع منذ انهيار أسعار النفط فى عام 2015.
ونظرًا لتوقع استمرار نمو الطلب على الغاز فى المنطقة نتيجة النمو الاقتصادى والسكانى، والذى من المتوقع أن يصل إلى ذروته قبل عام 2040، فإنه يوجد “فرصة مهمة للاستثمار فى الغاز الطبيعى والغاز الطبيعى المسال”، وفقًا لستيفانو راسيتي، الرئيس التنفيذى لشركة مبادلة للطاقة، خلال مؤتمر صناعى فى كوالالمبور هذا الأسبوع.
وأضاف: “فى جنوب شرق آسيا، نعتقد أن هذا يعنى مواصلة الاستثمار فى الاستكشاف وتوسيع إنتاج الغاز”.
تعمل شركة مبادلة حاليًا على زيادة إنتاجها فى حقل الغاز بيجاجا فى ماليزيا، حيث ستشارك شركتان كبريان فى هذا المشروع للمرة الأولى بعد الاستحواذات الأخيرة.
وأعلنت شركة توتال إنرجى الفرنسية الشهر الماضى عن شراء حصة بنسبة 50% فى شركة “سابورا أو إم فى” الماليزية، وتقوم شركة شيفرون بالاستحواذ على شركة “هيس” التى تمتلك أصولًا فى ماليزيا.
بشكل منفصل، اكتسبت شركة بيرتامينا الإندونيسية وشركة بتروناس الماليزية حصة شركة شل بنسبة 35% فى حقل الغاز الطبيعى المشغل من قبل “إنبيكس”.
فى يناير، منحت شركة بتروناس الحكومية الماليزية عقودًا للمشاركة فى الإنتاج لستة حقول استكشافية فى جولة المزايدة لعام 2023، وأطلقت مزايدة جديدة هذا العام لاستكشاف عشرة حقول ومجموعات استكشافية للمستثمرين المحتملين.
تخطط إندونيسيا أيضًا لتقديم مزيد من الكتل النفطية والغازية فى حوض شمال سومطرة هذا العام بعد الاكتشاف الكبير الذى قامت به شركة مبادلة للطاقة فى منطقة ساوث أندامان، وتقوم بمراجعة نظامها المالى لجذب الاستثمارات فى الموارد غير التقليدية.
قال براتيك باندى، محلل فى ريستاد إنرجي: “فى السنوات الأخيرة، شهدت إندونيسيا وماليزيا اكتشافات ذات حجم كبير، ما يزيد من الزخم بشكل عام ويدفع لزيادة الاهتمام بالاستكشاف”.
وبحسب باندى، فإن ماليزيا ستحفر حوالى 30 بئرا استكشافية هذا العام و35 بئرًا فى عام 2025، مقارنة بـ 8 آبار فى عام 2021، فى حين ستشهد إندونيسيا حوالى 40 بئرًا استكشافية هذا العام، مقابل 20 بئرًا خلال جائحة كوفيد-19.
وعلى الرغم من أن عدد آبار الاستكشاف سينخفض قليلاً فى إندونيسيا فى النصف الثانى من العقد، إلا أن آبار ماليزيا ستظل مستمرة حتى عام 2028 بفضل المزايدة الناجحة التى شهدتها فى السنوات الثلاث إلى الأربع الأخيرة.
زادت المرونة فى عقود مشاركة الإنتاج وتحسين الشروط المالية أيضًا من جاذبية المنطقة للاستثمارات.
وأعلنت إندونيسيا فى سبتمبر أنها أجرت تحسينات فى شروط النفط والغاز الخاصة بها تسمح للمقاولين بامتلاك حصص فى الأسهم تزيد عن 50% فى بعض الكتل الجديدة.
قال يوزينى يوسوف، رئيس شركة بتروناس كاريجالى فى إندونيسيا: “بصفتنا مستثمرين قادمين من خارج البلاد، نحتاج إلى اليقين فيما يتعلق بسياسات الاستثمار والتنظيم فى أنشطة الاستكشاف. ونرى أن هذا يحدث منذ خمس سنوات الماضية”.
وأضاف: “نحن نركز فيما يتعلق بالاستكشاف على التوسع… إندونيسيا الشرقية هى المنطقة التى توجد فيها العديد من الفرص.