تعتزم حكومة أوكرانيا إطلاق برنامج دعم «صُنع فى أوكرانيا» بقيمة 1.2 مليار دولار هذا العام لتشجيع الإنتاج المحلى للسلع فى محاولة لزيادة عائدات الضرائب، وجعل الاقتصاد أقل اعتماداً على المساعدات الخارجية.
وتعتمد الدولة التى مزقتها الحرب على دعم الميزانية من الحلفاء الغربيين لتغطية نصف احتياجاتها من الإنفاق.
وبينما تبنت روسيا سياسة إحلال الواردات تحت ضغط العقوبات الغربية، والحفاظ على النمو الاقتصادى وعائدات الضرائب، فإن جزءاً كبيراً من الإنفاق العام يترك البلاد لتدفع ثمن السلع المستوردة، حسب ما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
قال الرئيس فولوديمير زيلينسكى، فى كييف فى مؤتمر وضع برنامج الدعم، وهو أهم رؤية اقتصادية طويلة المدى طرحها منذ الغزو الروسى قبل عامين، إنَّ «مهمتنا هى أن تبقى الأموال الأوكرانية فى أوكرانيا وتعمل فى أوكرانيا».
وقال «زيلينسكى»، إنَّ البرنامج سيتكون من خطوط ائتمان رخيصة ومنح للمصنعين الأوكرانيين، بمن فيهم صانع الأسلحة، بجانب حوافز لاستخدام المواد المصنوعة فى أوكرانيا لإعادة الإعمار واسترداد النقود للمواطنين الذين يشترون السلع المحلية.
وسجلت موازنة البلاد لهذا العام عجزاً قدره 43 مليار دولار، وسداد الجزء الأكبر منه يقع على عاتق الاتحاد الأوروبى وصندوق النقد الدولى.
لكن فشل الولايات المتحدة فى تمرير حزمة مالية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا، وتأخر موافقة الاتحاد الأوروبى على خطة إنقاذ مدتها 4 أعوام وقيمتها 50 مليار يورو، عززت شعور سلطات البلاد بضرورة النظر أيضاً فى الحلول المحلية.
وقالت وزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدينكو: «نحن نفهم جيداً أن المساعدات المالية الكلية قد تنخفض من سنة إلى أخرى، وإذا استمرت الحرب، فهذا يعنى أننا يجب أن نكون أكثر اكتفاءً ذاتياً».
ولا شك أن شعار «صنع فى أوكرانيا» سيعطى أولوية التصنيع المحلى للمكونات والأسلحة والسلع المتعلقة بالحرب مثل معدات إزالة الألغام ومواد إعادة الإعمار، وستتطلب مشتريات الدولة فى هذه المجالات أن يتكون المنتج من مكونات مصنوعة فى أوكرانيا بنسبة 20%.
وبالنسبة لمبادرة استرداد النقود، التى قال سفيريدينكو، إنها ستُنفذ بحلول يونيو، فإن تلك الفائدة ستعود على بطاقات خاصة تُستخدم فقط داخل الدولة.
وتشمل المبادرة أيضاً تعويضات بقيمة مليار هريفنيا أوكرانية «أى 26 مليون دولار أمريكى» للمنتجين المحليين للآلات الزراعية.
وأفاد سفيريدينكو: «هدفنا هو تغيير هيكل الاقتصاد حقاً لزيادة حصة الصناعة التحويلية لدينا».
قال بعض رجال الأعمال إن المخطط لديه القدرة على جذب رأس المال الأجنبى.
وقال كوستيانتين يفيمينكو، الرئيس التنفيذى لشركة «بيوفارما»، إنه ما لم يفهم المستثمرون الأجانب «أننا نقوم بعمل جيد هنا.. فلن يأتى أحد إلى هنا».