المرأة فى الإدارة تعتمد على التواصل.. والرجل يميل إلى المنافسة
ترى داليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة نهضة مصر، أنه لا يوجد فرق جوهرى بين إدارة المرأة والرجل للشركات، وأن كفاءة الإدارة تعتمد على مهارات وقدرات الفرد، بغض النظر عن جنسه، وكلا من الرجل والمرأة يهدف إلى تحقيق أهداف الشركة ونجاحها، ولكن قد تختلف الأساليب والنهج.
وأضافت لـ«البورصة»، أن الاختلاف يتمثل فى كون المرأة فى الإدارة تميل إلى التركيز على التواصل والتشارك والتعاون، مع خلق بيئة عمل إيجابية وداعمة، والنساء بشكل عام أكثر مهارة فى التواصل والتعبير عن أفكارهن، مما يُحسّن من التواصل مع الموظفين ويزيد من شعورهم بالثقة والراحة، مما يُعزّز من روح التعاون والعمل الجماعى، وأن النساء يمتلكن ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا، مما يُساعدهن على فهم مشاعر الموظفين والتعامل مع المواقف الصعبة بحكمة.
وحول الاختلاف فى التعامل مع الكوادر البشرية فى الشركات، قالت إبراهيم، إنه وفقًا للدراسات قد يختلف التعامل بين الموظفين من المرأة للرجل فى جانب إدارة العامل البشرى فالمرأة تميل إلى إظهار المزيد من التعاطف والتفهم لمشاعر الموظفين، وتُولى اهتمامًا أكبر باحتياجات الموظفين الشخصية والمهنية، وتُشجع على التواصل المفتوح والحوار بين الموظفين والإدارة، وتُعطى الموظفين المزيد من الحرية والمسئولية ولكن هذا لا يعنى أن الرجل لا يهتم بالعامل البشرى، فيمكن للرجل أيضًا أن يكون قائدًا إنسانيًا يهتم باحتياجات الموظفين ويُشجع على التواصل والتعاون.
وأوضحت: “لا أفضل الاعتماد على الرجال أو النساء بشكل حصرى فى تنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بالشركة، فكفاءة تنفيذ الاستراتيجيات تعتمد على مهارات وقدرات الفرد، بغض النظر عن جنسه، ولكن أعتقد أن وجود مزيج من الرجال والنساء فى فريق العمل يُساعد على تحقيق تنوع فى الأفكار والمهارات، مما يُثرى عملية صنع القرار ويُعزّز من فرص النجاح”.
حسين عبدربه يكتب: داليا إبراهيم.. وزارة تعليم لوحدها
وأكدت أنه لايوجد اختلاف جوهرى فى استراتيجيات الشركات التى تديرها النساء عن تلك التى يديرها الرجال، خاصة أن الكفاءة تحكم وكلاهما يهدف إلى تحقيق أهداف الشركة ونجاحها، ولكن قد تختلف الأساليب والنهج فالمرأة تميل إلى التركيز على التعاون والمشاركة، مع اتباع نهج أكثر شمولًا وتركيزًا على الاستدامة، أما الرجل قد يميل إلى التركيز على المنافسة والنتائج، مع اتباع نهج أكثر حزمًا.
وأشارت إلى أن هناك تحديات ما زالت تواجه عملية تمكين المرأة، خاصة أن هناك بعض الصور النمطية ما زالت موجودة حول دور المرأة فى المجتمع تُعيق تمكينها، مثل الصورة النمطية التى تُحصر دور المرأة فى رعاية الأسرة فقط، وتواجه بعض النساء التمييز فى فرص العمل والترقيات بسبب جنسهن، فضلًأ عن أنهن قد لا تحصلن على الدعم الكافى من عائلاتهن أو مجتمعاتهن لمتابعة طموحاتهن المهنية.
وتابعت أن هناك معوقات حول تمكين المرأة فى المناصب القيادية، لا تزال نسبة تمثيل النساء فى مجالس الإدارات العليا حول العالم منخفضة وهذا بسبب أنهن لا يحصلن على نفس فرص الترشح لعضوية مجالس الإدارات العليا مثل الرجال ولعلاج هذه الأزمة يجب تغيير الصورة النمطية حول دور المرأة فى المجتمع، بالإضافة إلى نشر الوعى حول أهمية تمكين المرأة.
وقال إنه يجب سن قوانين لمكافحة التمييز ضد المرأة فى العمل والترقيات وتوفير الدعم للنساء من عائلاتهن ومجتمعاتهن لمتابعة طموحاتهن المهنية، ومكافحة العنف ضد المرأة بكل أشكاله، لضمان مشاركتها الكاملة فى جميع مجالات الحياة ومساعدتهن فى تحقيق التوازن بين العمل والحياة مع منحهن مرونة فى العمل وخدمات رعاية الأطفال لمساعدتهن فى تحقيق التوازن بين مسئوليات العمل والمسئوليات الأسرية.
وأكدت ضرورة تشجيعهن على الانضمام إلى مجالس الإدارات العليا، وتوفير برامج تدريبية لتنمية مهاراتهن وخبرتهن وبناء شبكات العلاقات التى تُساعدهن على الانضمام إلى مجالس الإدارات العليا ومن الضرورى العمل على مكافحة التحيز ضد النساء فى عملية الترشح لعضوية مجالس الإدارات العليا لأن تمكين المرأة ضرورى لتحقيق التنمية المستدامة فى جميع أنحاء العالم ويجب على جميع الجهات الفعالة فى المجتمع العمل معًا لمعالجة التحديات التى تواجه تمكين المرأة وضمان حصولها على فرص متساوية.