من المتوقع أن يبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع لفترة أطول مما تتوقعه الأسواق ومحافظي البنوك المركزية، وفقًا لاقتصاديين أكاديميين استطلعت صحيفة “فاينانشيال تايمز” آراءهم.
ويعتقد أكثر من ثلثي المشاركين في استطلاع “فاينانشيال تايمز – شيكاغو بوث”، أن الفيدرالي الأمريكي سيُخفض الفائدة مرتين أو أقل هذا العام، في وقت يكافح فيه لإكمال “الميل الأخير” من معركته ضد التضخم.
وكان الرد الأكثر شيوعًا لتوقيت الخفض الأول بين يوليو وسبتمبر، وهذه بداية متأخرة عما كان متوقعًا في الأسواق المالية، إذ يتوقع المتداولون ثلاثة تخفيضات هذا العام، على أن يأتي التخفيض الأول بمقدار ربع نقطة مئوية في يونيو أو يوليو.
ويشير الاستطلاع إلى أن المستثمرين قد يضطرون إلى كبح جماح مزيد من الرهانات على التيسير من الفيدرالي، والذي من المتوقع أن يبقي أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 23 عاماً، عند 5.25% إلى 5.5%، يوم الأربعاء القادم.
وقال جيسون فورمان، الاقتصادي في جامعة هارفارد، والذي كان واحداً من 38 مشاركاً استُطلعت آرائهم، إن البيانات ستصعب مهمة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، إذ يعتبر التضخم عنيدا للغاية”.
وإذا كان الاقتصاديون على حق، فإن ذلك من شأنه أن يخيب آمال إدارة الرئيس جو بايدن، الحريصة على انخفاض تكاليف الاقتراض إلى مستويات ما قبل الوباء عاجلاً وليس آجلاً، وبالتالي التخفيف من مخاوف الناخبين من أن الرهن العقاري أصبح أمراً لا يمكن تحمله قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
سعى بايدن إلى تخفيف الضغوط التي يواجهها أصحاب المنازل المحتملين من خلال إعفاءات ضريبية مبينة في خطاب حالة الاتحاد هذا الشهر، لكن من غير المرجح أن تخلف هذه الفائدة تأثيراً كبيراً مثل خفض تكاليف الاقتراض.
كما يعتقد فنسنت راينهارت، المسؤول السابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والذي يشغل الآن منصب كبير الاقتصاديين في بنك “دريفوس وميلون”، أن التقويم السياسي سيؤثر على واضعي أسعار الفائدة، موضحأ أن “البيانات تقول إن أفضل وقت لخفض أسعار الفائدة هو سبتمبر، لكن السياسة تقول يونيو”.
وقال بعض واضعي أسعار الفائدة، مثل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك، “إنهم يفضلون إجراء تحركات أقل من التخفيضات الثلاثة المتوقعة”.