«عشماوى»: البورصة أداة استثمار وتمويل بأقل تكلفة
تزداد جاذبية البورصة المصرية كأداة تمويل متاحة للشركة، مع ارتفاع أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية فى السوق المصرى، وبات التمويل عن طريق التملك أقل كلفة من القروض فى ظل مستويات قياسية من الفائدة، ويرى المتعاملون، رغم تلك التحديات، أنَّ العام الجارى سيشهد رواجاً فى عمليات الطروحات للحصول على التمويلات المطلوبة للشركات، خاصة بعد عام من الأداء القوى حققته البورصة المصرية فى 2023.
ويترقب السوق المصرى عدداً من الطروحات، خلال العام الجارى، فى مقدمتها «أكت فاينشيال» إذ تعتزم طرح جزء من أسهمها، إلى جانب اتجاه شركة القلعة القابضة لطرح حصة من شركتها التابعة الوطنية للطباعة إلى جانب عمليات القيد لبعض الشركات فى سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال مصطفى الشنيطى، رئيس قطاع بنوك الاستثمار بشركة زيللا كابيتال، إنَّ الحصول على التمويل عن طريق طرح الشركة بالبورصة ليس مجانياً؛ حيث سيحصل المستثمر على حصة من الشركة، لكنها تعد الأقل تكلفة فى الوقت الراهن بعد ارتفاع تكلفة الحصول على التمويلات.
وتوقع أن يشهد سوق الأسهم رواجاً فى الطروحات الجديدة، خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد وصول تكلفة التمويل لأكثر من 30%، وزيادة فى دخول رؤوس أموال من المساهمين كاستثمار مباشر.
«الشنيطى»: ما زال سوق الأسهم جاذباً على الرغم من الانخفاضات الأخيرة
وتابع أن السوق حالياً جاذب، بالرغم من الانخفاضات الأخيرة؛ حيث يشهد تخارج الأفراد لصالح الاستثمار فى أدوات الدخل الثابت مع ارتفاع العائد عليها، لكن على النقيض تتجه المؤسسات للدخول فى السوق فى ظل الحركة التصحيحية الحالية، خاصةً أن أسعار الأسهم متدنية، مرجحاً أن يتزايد التخارج من الأفراد والدخول للمؤسسات خلال الأشهر القادمة، على أن تكون هى المحرك الرئيسى للسوق.
وأوضح أن السوق حالياً وصل لحالة من التشبع، ويحتاج لطروحات جديدة، لافتاً إلى عدم طرح شركات كبيرة منذ فترة كبيرة فى البورصة، كما تم شطب بعض الشركات اختيارياً، وأصبحت مغلقة أكثر من الشركات التى تم طرحها.
ورجح أن تكون القطاعات الأكثر جاذبية حال الطروحات هى القطاع الزراعى، و الصناعى، والسياحى، والرعاية الصحية، والخدمات المالية غير المصرفية، بالإضافة إلى القطاع المهتم باستبدال الفاتورة الاستيرادية.
وتوقعت منوش عبدالمجيد، رئيس مجلس إدارة شركة ميزان للاستثمارات المالية، أن تشهد البورصة، خلال الفترة المقبلة، رواجاً فى الطروحات بعد انتهاء إجازات الصيف؛ لأن حجم السوق حالياً يسمح لمزيد من المعروض، خاصةً مع وضوح الرؤية واستقرار سعر الصرف حالياً.
«عبدالحكيم»: اتجاه الشركات للطرح بالبورصة نتيجة قفزات الأسهم
وأشارت إلى أن أبرز القطاعات الجاذبة في السوق ، القطاع المالى غير المصرفى والقطاع المالى، والقطاعات الصناعية المختلفة، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا وقطاع الرعاية الصحية.
ورجح معتز عشماوى، العضو المنتدب بشركة عربية أون لاين، أن تشهد البورصة رواجاً فى الطروحات خلال العام الجارى، خاصةً بعد أن أعلنت شركة القلعة للاستثمارات عن طرح شركتها التابعة «الوطنية للطباعة»، وإعلان شركة «أكت فاينانشيال» عن استعدادها للطرح.
وذكر أن البورصة أداة استثمار وتمويل لكل من يبحث عن تمويل بأقل تكلفة، مشيراً إلى أن نجاح البورصة يعتمد على العوائد الاستثمارية للمتعاملين، والتى تتمثل فى التوزيعات النقدية والكوبونات، مشيراً إلى الشركات المدرجة بالأسواق الخارجية والتى نادراً ما تمتنع عن توزيع الكوبون، ما يمثل حدثاً غير طبيعى على عكس السوق المصرى.
وأكد أن أساس البورصة هو وسيلة لإيجاد تمويل وأقل تكلفة بكثير من الاقتراض من أحد البنوك، خاصةً بعد ارتفاع الفائدة لنحو 28.25%، بالإضافة إلى أن البنوك تضع نسبة هامش ربح إلى سعر الكوريدور الرسمى.
«عبدالنبى»: التمويل بالملكية بات أعلى تكلفة من القروض
وتوقع محمد عبدالحكيم، رئيس قسم البحوث بشركة أسطول لتداول الأوراق المالية، أن تتجه الشركات للطرح فى سوق الأسهم؛ نتيجة ما حققته البورصة من تعظيم مضاعفات أسهم الشركات والصعود خلال العام الماضى والتقييمات أصبحت أعلى، مشيراً إلى أن رفع الفائدة ليس العامل الأكبر فى التأثير على اتجاه الشركات للطرح بالبورصة.
وأوضح أنه يصعب على بعض أصحاب الشركات أن تطرح جزءاً من حصصها بالشركات لشريك آخر أو بعض المساهمين من الممكن أن يكون لهم حق فى الإدارة، وبالتالى التأثير على قرارات صاحب الشركة ومؤسسها، حتى وإن كانت ستتغير مكانة الشركة بعد زيادة رأسمالها وتوسعاتها.
وأوضح أحمد عبدالنبى، رئيس قسم البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، أن التمويل بالملكية عن طريق طرح جزء من حصص المستثمرين للمساهمين يعد أعلى تكلفة من الحصول على تمويلات عن طريق القروض بتكلفة أعلى تتخطى 30%؛ لأنها شراكة طويلة المدى تصل إلى ما لانهاية، على الرغم من أن كل شريك له نسبته فى رأسمال الشركة والتى مقابلها يحصل على أرباح مرتفعة بعد زيادة الاستثمارات والتوسعات.
«محمد»: كل شركة لها استراتيجيتها الخاصة وهيكل ديونها المختلف
وتابع أن رفع أسعار الفائدة أثره سلبى على المتعاملين بالبورصة، ويقلل من جاذبية السوق للطروحات، وبالتالى لا يوجد قطاعات بها جاذبية للطرح فى الوقت الحالى فى حالة استمرار معدلات الفائدة المرتفعة.
وأشار عبدالخالق محمد، محلل استراتيجى بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، إلى اهتمام ملحوظ بالطروحات خلال الربع الثانى، خاصة بعد إعلان شركتين عن نيتهما للطرح الربع المقبل، مشيراً إلى أنه مع ارتفاع الفائدة، ما زالت تكلفة الديون أقل من تكلفة الاستثمار المباشر فى الشركة.
وتابع أنه مع الاستثمار المباشر، فإن التكلفة تُحسب بتكلفة الحصول على الدين مضافاً إليها علاوة المخاطر، وكل شركة لديها الاستراتيجية الخاصة بها وتختلف نسبة الديون أو المساهمين من شركة لأخرى .