2024 عام عدم اليقين فى التحول لمصادر الطاقة المتجددة
توقع تقرير صادر عن مجموعة كليفورد تشانس للمحاماة أن تكون مصر من بين أكبر الأسواق المصدرة للطاقة الخضراء فى العالم بفضل الاستثمارات الكبيرة المتوقعة فى الهيدروجين الأخضر.
وكشفت المجموعة عن رؤيتها للتحول لمصادر الطاقة المتجددة فى عام 2024، حيث ترى أن العام بمثابة عدم اليقين نحو التحول للطاقة المتجددة.
وأرجعت عدم اليقين إلى عدة عوامل أبرزها صعوبة عمليات النقل والشحن، نظرًا لتوترات فى منطقة البحر الأحمر إلى جانب الصراعات المستمرة فى غزة وأوكرانيا، وتصاعد التوترات في مضيق هرمز.
وترى أيضًا أن اقتراب موعد الانتخابات يمثل سببًا رئيسيا، حيث تسعى الحكومات فى تلك الأوقات إلى الحفاظ على معدلات أسعار الطاقة منخفضة.
وأوضحت أن تلك العوامل ستلزم الدول بإعادة النظر مرة أخرى فى الالتزامات التى قطعتها خلال مؤتمر الأطراف كوب 28 تجاه المساهمات المحددة وطنيًا فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة بحلول عام 2023.
وتابعت أن معدلات كفاءة استخدام الطاقة بشكل ما مقبولة وستزيد مع تحرك البلدان بشكل مختلف للاستجابة لآلية تعديل حدود الكربون التى ستدخل حيز التنفيذ الفعلى بحلول عام 2026، إلى جانب قيام المملكة المتحدة ببدء العمل بتلك الآلية خلال عام 2027.
وأوضحت أنه على الرغم من أن الآلية ستكون بمثابة معالجة سريعة لانبعاثات الكربون فى المنطقة، إلا أن هناك جانب متعلق باستبدال المنتجات رخيصة الثمن مرتفعة الانبعاثات الكربون، بمنتجات مرتفعة الثمن منخفضة الانبعاثات، مما يجعل دخول المنتجات إلى الدولة على أساس الكربون أمر غير عادل على الرغم من تأثيره الإيجابى فى تشجيع البلدان لتخفيف انبعاثاتها.
وتوقعت أن يظهر عدم اليقين جليًا حينما تتقاطع تغير المناخ والأمن القومى المتعلق بالحماية الاقتصادية، وكذلك أى تأثير على أمن الطاقة إلى جانب القدرة على تحمل التكاليف.
غالبية القوى العاملة العالمية معرضة لمخاطر صحية مرتبطة بتغير المناخ
وأشارت إلى أن الحكومات تسعى إلى تحسين مرونة اقتصاداتها من خلال سياسات الأمن القومى وأى تاثيرات محتملة على المناخ.
وتابع التقرير، أن الهيدروجين الأخضر يلعب دورا فاصلاً نحو التحول إلى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، إلا أن الضجيج حوله بات ينحسر مع التركيز على قابلية الحياة المستدامة.
وتقوم صناعات الهيدروجين على 3 أسس رئيسية: استثمار نظيف، ومجموعة واسعة من المستثمرين الاقوياء، وتحديد المواقع للاستفادة من الفرص.
وترى أن هناك 3 اتجاهات للتحول نحو الطاقة النظيفة خلال الفترة من 2023 إلى 2024 حتى فى الأسواق التى يسيطر عليها النفط، موضحة أن هناك علامات واضحة للتقدم بعدما بات هناك تكلفة معقولة للهيدروجين الأخضر وستزداد عقلانية بنهاية العام الجارى.
وتابعت أن التحول سيقود القطاعات بالتبعية للانتعاش، فسيتم نقل الهيدروجين بالشاحنات والحافلات مما يجعل منتجيه يتعاقدون مع متعهدين للنقل، مما سينعكس على تلك الشركات بالتوسع وربما الطيران أيضًا.
وسيمتد الانتعاش إلى موردى الكهرباء لتقديم دورهم لمشروعات الهيدروجين الأخضر وفى مرحلة النضج ستصبح اسواق الكهرباء أكثر وضوحًا العام الجارى.
وقالت المجموعة إنها ترى نشاطًا كبير حول الميثانول والأمونيا كوقود للشحن، وأن عام 2024 سيصبح عام الشحن.
وأكدت على أن التوسع فى الإنتاج سيخلق عددا من الأسواق المصدرة الكبرى على رأسهم مصر وعمان وناميبيا وتشيلى واستراليا والمملكة العربية السعودية.
توقعات بضخ مئات المليارات من الدولارات فى القطاع بنهاية العقد الجارى
وكشفت عن أن هناك مئات المليارات من الدولارات سيتم ضخها فى القطاع نهاية العقد الجارى، لتقديم رأس المال الكافى لتلك المشروعات إلى جانب أسواق الدين التى ستكون قادرة على الوفاء بكل التمويلات المطلوبة لتكون اتساقية مع المساهمات المحددة وطنيًا.
وأكدت على أن الإطار التشريعى يشهد طفرة فيما يخص التشجيع على التحول نحو الطاقة الخضراء مما يزيد اليقين التنظيمى جنبًا إلى جنب مع التحول الرقمي.
وقالت المجموعة فى تقريرها، إن دعم انتقال الطاقة سيلزمه استخدام التكنولوجيا الرقمية لتحسين توزيع وإدارة استخدام الطقاة المتجددة، وتسهيل الاعتماد على مصادر الطاقة منخفضة الكربون.
وأكدت أن الفترة المقبلة ستشهد دورًا أكثر حيويا فى استخدام الذكاء الاصطناعى فى عملية تمكين الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، من خلال المساعدة فى إدارة التوليد والتوزيع والطلب من أجل الحفاظ على استقرار نظام الطاقة.
وأكدت على أنه يجرى حاليًا بعض الاستكشافات حول استخدام شبكة الذكاء الاصطناعى فى التنبؤ بحجم الطلب بشكل أكثر دقة، بهدف تخزين الطاقة الزائدة للاستخدام المستقبلى.
وضربت مثال باستخدام الصين للذكاء الاصطناعى الذى حدد لها هدفًا بتشغيل 50 ألف مركبة تعمل بالهيدروجين بحلول عام 2050.
وتوقعت أيضًا أن تلعب التكنولوجيا دور فى الحد من عملية الغسل الأخضر التى باتت تزايد خلال الآونة الأخيرة، مؤكدة على دور التكنولوجيا كونها عامل تمكين فى عمليات التحول للطاقة.