بحث الاتحاد الأوروبي وفرنسا والصين، الوضع الجيوسياسي العالمي الراهن، وسط تعهد بتعزيز العلاقات وإجراء تبادلات واضحة ومفتوحة وصادقة حول النقاط التي تختلف فيها وجهات النظر.
جاء ذلك في بيان صحفي مشترك صدر عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عقب اجتماع ثلاثي عقدته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينج؛ ونشرته المفوضية عبر موقعها الرسمي اليوم الثلاثاء، حيث أكدت أن هذا الاجتماع يعكس الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لتعزيز علاقته مع الصين.
وقالت فون دير لاين “نتفق على أن أوروبا والصين لهما مصلحة مشتركة في إرساء السلام والأمن حول العالم، ونعول على الصين في استخدام كل نفوذها على روسيا لإنهاء عملياتها العسكرية في أوكرانيا.. وقد لعب الرئيس شي دورًا مهمًا في تهدئة التهديدات النووية غير المسئولة لروسيا وأنا على ثقة من أن الرئيس شي سيواصل القيام بذلك على خلفية التهديدات النووية المستمرة من قبل روسيا” .
وأضافت “ناقشنا أيضًا التزام الصين بعدم تقديم أي معدات فتاكة لروسيا مع ضرورة بذل المزيد من الجهود للحد من تسليم السلع ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا والتي تجد طريقها إلى ساحة المعركة.. ونظراً للطبيعة الوجودية للتهديدات الناجمة عن هذه الحرب بالنسبة لكل من أوكرانيا وأوروبا، فإن هذا يؤثر بالفعل على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين”.
وأضافت “بحثنا أيضا سبل تعزيز علاقاتنا الاقتصادية والتجارية، وأنا على اقتناع بأنه إذا كانت المنافسة عادلة، فسوف يكون لدينا في أوروبا اقتصادات مزدهرة ودائمة قادرة على دعم المزيد من الوظائف الجيدة.. لكن بالطبع، ناقشنا اليوم أيضًا الاختلالات التي لا تزال كبيرة، وهذا أمر يثير قلقًا كبيرًا ، وكما أظهرنا، فإننا سندافع عن شركاتنا وعن اقتصاداتنا .. ولن نتردد أبدًا في القيام بذلك إذا كان ذلك مطلوبًا .. وهنا، يجب أن نتحدث عن المنتجات الصينية المدعومة، مثل السيارات الكهربائية، أو صناعة الصلب على سبيل المثال، والتي تغمر السوق الأوروبية” .
وأوضحت أن الصين تواصل دعم قطاع التصنيع بشكل كبير، “وإذا أضفنا إلى ذلك الطلب المحلي الذي لا يتزايد، فإن العالم لن يتمكن من استيعاب فائض الإنتاج لدى الصين.. لذلك، شجعت الحكومة الصينية على معالجة هذه القدرات الهيكلية الفائضة، وفي الوقت نفسه، سننسق بشكل وثيق مع دول مجموعة السبع والاقتصادات الناشئة التي تتأثر أيضًا بشكل متزايد بتشوهات السوق الصينية”.
وتابعت رئيسة المفوضية الأوروبية أنه لكي تكون التجارة عادلة، يجب أيضًا أن يكون الوصول إلى أسواق الطرف الآخر متبادلاً؛ “ونحن بحثنا بالفعل كيفية تحقيق تقدم حقيقي في الوصول إلى الأسواق، وما زلت على ثقة من إمكانية تحقيق المزيد من التقدم .. في الوقت نفسه، نحن على استعداد للاستفادة الكاملة من أدواتنا للدفاع التجاري إذا كان ذلك ضروريًا”.