منير: رفع أسعار السلع المحددة إداريًا لن يمنع التضخم من الوصول لمستهدفات “المركزى”
تراجع التضخم السنوى خلال مايو الماضى إلى أدنى مستوى فى 16 شهرًا ليسجل 27.4% على أساس سنوى، بحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
وجاء الانخفاض مدفوعًا بتباطؤ التضخم فى جميع قطاعات الإنفاق وتحديدًا الطعام والشراب الذى تراجع من إلى 37.6% فى أبريل لحوالى 28.9% فى مايو.
وقال يوسف البنا، محلل فى شركة النعيم للأوراق المالية، إن الغذاء هو السبب الرئيسى لتراجع أسعار السلع الغذائية خلال مايو الماضى، واستقرار أسعار الدولار خلال الفترة الماضية.
وكشف مؤشر مديرى المشتريات خلال مايو الماضى أن معدل تضخم أسعار مشتريات الشركات تراجع لأدنى مستوى له منذ أربع سنوات، حتى أن قطاعى التصنيع والإنشاءات سجلا انخفاضاً واضحا في التكاليف.
وبدأ عدد من التجار والمصنعين موجة لتخفيض الأسعار بالاتفاق مع الحكومة بداية من أبريل وامتدت خلال مايو، بالتزامن مع زيادة المعروض فى ظل الإفراج عن سلع بقيمة 14 مليار دولار خلال شهرى أبريل ومايو.
لكن البنا توقع ارتفاع التضخم في شهر يونيو بسبب خفض الدعم عن الخبز، وكذلك الزيادة المتوقعة فى الأسعار المحددة إداريًا.
وأشار إلى أنه من الصعب تحديد التضخم لنهاية العام بسبب التغيرات فى أسعار الكهرباء والوقود وغيرها، وكذلك سعر الصرف.
وتراجعت الأسعار خلال مايو الماضى بنحو 0.8% مقارنة بما كانت عليه فى أبريل، وكان أكبر تراجع فى مجموعة الطعام والشراب التى انخفضت 3.1%، مدفوعة بانخفاض أسعار الخضراوات بنسبة 8.7% واللحوم والدواجن التى تراجعت 4.6%، والحبوب والخبز 2.5%، والجبن والبيض 3.9%، والزيوت والدهون 3%.
وتراجعت أسعار المطاعم والفنادق 0.5% فيما ارتفع أسعار قطاعات الإنفاق الأخرى.
وقال البنك المركزى فى بيان لجنة السياسات النقدية الأخير أن هناك بوادر على عودة التضخم الشهرى لمستوياته الطبيعية التى كان عليها قبل حرب روسيا وأوكرانيا.
وتوقع أن يبدأ التضخم فى الانخفاض بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من العام المقبل على أن يشهد اعتدالًا خلال العام الحالى.
وترى هبة منير، محلل الاقتصاد الكلي بشركة إتش سي، أن رفع سعر رغيف الخبز المدعوم والأدوية، واحتمالية رفع أسعار الكهرباء قد يكون له تأثير خلال شهرى يونيو ويوليو المقبلين.
لكنها استبعدت أن يعرقل ذلك تباطؤ التضخم فى أواخر العام، أو وصوله لمستهدفات البنك المركزى.
ويستهدف البنك المركزى معدل تضخم سنوى بين 5 و9%.
وقالت سارة سعادة، كبير محللى الاقتصاد الكلى فى سى آى كابيتال، إن تباطؤ التضخم كان متوقعًا، خلال مايو، فى ظل استقرار سعر الصرف مع توافر المعروض من العملة الصعبة.
وتوقعت أن يكون التضخم قد وصل ذروته على أساس سنوى مستفيدًا من أثر سنة الأساس.
فيما ترى آية زهير، رئيس قسم البحوث في شركة زيلا كابيتال، أن التضخم سيتسارع حتى أغسطس المقبل قبل أن يعاود الانخفاض خلال الشهور التالية.
أضافت أن أثر رفع أسعار الخبز المُدعم سيظهر فى بيانات الشهر الحالى المقبل ولن يكون كبيرًا.
وتوقعت أن يثبت البنك المركزى الفائدة فى اجتماع لجنة السياسة النقدية المقبل فى ظل الزيادة المتوقعة للسلع المحددة إداريًا مثل الكهرباء.
وقال صندوق النقد فى بيان ختام مشاوراته مع مصر لإتمام المراجعة الثالثة إن هناك حاجة إلى شروط نقدية متشددة على المدى القصير لخفض التضخم.
كتبت .. فرح أحمد