طالب مستثمرون يعملون فى نشاط تربية النحل، بإدراج القطاع ضمن برنامج المساندة التصديرية، بهدف التوسع فى أسواق جديدة وتعزيز قدرتهم التنافسية.
ويواجه مستثمرو القطاع تحديات عديدة أدت إلى تراجع الإنتاج، وغياب المنافسة التصديرية، وخروج بعض المربين، فى ظل التحديات التى يواجهونها محلياً من تراجع المبيعات.
قال فتحى بحيرى، رئيس اتحاد النحالين العرب، إنَّ القطاع يواجه تحديات عديدة، أبرزها مصادرة سكر النحالين من قِبل مباحث التموين، وتوريطهم فى قضايا احتكار سلع.
أضاف لـ«البورصة»، أن التحديات التى طرأت على تربية النحل من تغيرات مناخية، وارتفاع فى أسعار السكر الذى يُعتمد عليه النحل فى التغذية، بجانب رش المبيدات الضارة والأدوية السامة على الزهور من قِبل المزارعين، أدت إلى تقليص حجم إنتاج العسل بنسبة 50% خلال العامين الماضيين، وخروج العديد من مستثمرى القطاع.
وأشار إلى أن العديد من المناحل المرخصة، تمت مصادرة السكر الذى لديها؛ بسبب عدم الثقافة والوعى بأن القطاع يعتمد خلال فترات من العام على السكر كمصدر لتغذية للنحل.
أوضح «بحيرى»، أن النحالين من أكثر القطاعات المتضررة من التغيرات المناخية، ما أدى لنفوق النحل فى العديد من الخلايا، وخسائر لمستثمرى القطاع.
وكشف عن تراجع حاد فى المبيعات؛ بسبب معدلات التضخم المرتفعة، إذ بات المستهلك يشترى العسل كسلعة دوائية وليست غذائية وترفيهية، وبالتالى أصبح من الصعب تسويق المنتج رغم انخفاض معدلات الإنتاج بنسبة 50% مع ارتفاع المدخلات الأولية.
وصعود سعر المنتج النهائى فى ظل التضخم المرتفع، دفع المستهلك للتركيز على السلع الأساسية فقط والابتعاد عن السلع الترفيهية التى بات يندرج تحتها «العسل».
وقفزت أسعار مدخلات الإنتاج بنسبة 40%، خلال العامين الماضيين، من سكر ومواد تعبئة وتغليف وأجور عمالة وغيرها، إذ تم تمرير 20% منها على سعر المنتج النهائى على فترات، واستقطاع جزء من هامش الربحية حتى لا تتأثر الأسواق.
السعودية ترفع الحظر عن استيراد النحل المصرى
أشار «بحيرى»، إلى أن سعر كيلو العسل جملة من النحال يورد بنحو 100 جنيه، ويباع تجزئة بأسعار تتراوح بين 200 و250 جنيهاً للكيلو، ويتعامل تجار الجملة مع النحالين بنظام الدفع بالسداد الآجل.
وتابع: «التصدير إحدى الفرص أمام القطاع.. ونبحث مع الحجر الزراعى والبيطرى بشكل دائم سبل استهداف ودخول أسواق جديدة مثل أوروبا وغيرها بجانب المحاولة لتجديد تعاقدات وطلبيات مع العملاء القدامى».
أشار إلى أن الدول العربية أحد الأسواق التصديرية للقطاع، ولكنها اتجهت مؤخراً للصين، إذ يبلغ سعر كيلو العسل نحو 1.3 دولار، أى ما يعادل نحو 60 جنيهاً، وأقل سعر للعسل المصرى نحو 100 جنيه، ما يقضى على المنافسة بتلك الأسواق.
وطالب بوضع منتج العسل ضمن السلع التى يصرف لها مساندات تصديرية من قِبل الحكومة، لتعزيز منافستها فى الأسواق الخارجية، ومن ثم استعادة الأسواق التى فقدتها.
قال «بحيرى»، إنَّ مصر صدرت نحو 1.2 مليون طرد من النحل الحى خلال عام 2022، لتتراجع تلك المعدلات بنسب كبيرة العام الماضى.
وأوضح أن صادرات مصر من العسل تراجعت بنسبة تتجاوز 30% العام الماضى، بعدما كانت فى صدارة دول المنطقة، مسجلة نحو 2400 طن، مقابل 3500 طن عسل خلال 2023.
وتراوح إنتاج مصر من العسل بين 15 و20 ألف طن العام الماضى، مقابل كمية لا تتجاوز 10 آلاف طن منذ يناير وحتى الآن.
«عبداللطيف»: الدعم الحكومى للقطاع يعزز منافسة الشركات خارجياً
وقال محسن عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة شركة مناحل الهيثم العالمية، إنَّ القطاع يحتاج إلى دعم حكومى من خلال صرف مساندات تصديرية للشركات؛ حتى تستطيع زيادة صادراتها وتعزز من إنتاجها.
أضاف لـ«البورصة»، أن هناك جهات كانت تدعم المعارض الخارجية للقطاع من خلال صرف 75% من قيمة الاشتراك والشركة تتحمل باقى النسبة، ما كان يساعد القطاع على إبرام تعاقدات وطلبيات تصديرية، حتى رفعت تلك الجهات الدعم وباتت الشركات لا تتحمل مصروفات الاشتراك فى تلك المعارض.
وطالب وزارة الصناعة بدعم الشركات فى المعارض والبعثات الخارجية، حتى تتوسع خارجياً، ومن ثم تتدفق السيولة الدولارية للبلاد.
ولفت إلى أن الشركة تصدر منتجاتها لمعظم الدول العربية مثل الكويت والبحرين والسعودية وغيرها وتستهدف فتح أسواق تصديرية جديدة.
«عادل»: التحديات تتفاقم من مبيدات وسكر وتغيرات مناخية
واتفقت رشا عادل، رئيس مجلس إدارة شركة الملكة لإنتاج عسل النحل، على أن مساندة الحكومة للقطاع تعيد جذب الاستثمارت التى تخارجت، وتفتح آفاقاً للاستثمارات جديدة.
أضافت لـ«البورصة»، أن الشركة توزع إنتاجها فى السوق المحلى، وتستهدف التصدير خلال الفترة المقبلة، لافتةً إلى أن أبرز التحديات التى تواجه القطاع التغيرات المناخية التى أثرت على تراجع إنتاج النحل، والسكر الذى لا تحصل عليه الشركات بسهولة بجانب أسعاره التى صعدت وأدت إلى صعود المنتج النهائى؛ حيث تأتى فترات من العام لا تزهر فيها الأزهار، ويعتمد عليه النحالون كمصدر تغذية.
وأوضحت أن رش المبيدات من التحديات التى تواجه القطاع وتسبب موت النحل، ويعانى منها النحال مع المزارع، مطالبة وزارة الزراعة بنشر الوعى لدى المزارع، وأن تكون هناك أوقات محددة من العام يرش فيها الزرع، ويكون النحال على دراية بها؛ حتى يتحكم فى الخلية أثناء تلك الفترات.








