قالت مها مندور، الشريك المؤسس لصندوق الاستثمار الملائكى “كورأنجلز ميا” ورئيس مجلس إدارة شركة “بى تى اس انفستمنتس القابضة”، إن “بى تى اس القابضة” مجموعة استثمارية متكاملة بدأت فكرتها من خلال دمج الخبرات الطويلة فى تكنولوجيا الاتصالات مع مفهوم بناء المشروعات الخاصة.
أضافت فى حوارها مع “البورصة” أنه منذ عام 2021، كرست جهودها لإنشاء نظام استثمارى يدعم الشركات الناشئة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، بالتركيز على التكنولوجيا والكوادر البشرية.
المجموعة تضم 3 شركات أساسية لخلق نظام متكامل لريادة الأعمال
تابعت مندور: المجموعة تضم ثلاث شركات أساسية تعمل بشكل تكاملى لتحقيق هذا الهدف: الأولى “كورأنجلز ميا”: وهو صندوق استثمار ملائكى يركز على الاستثمار فى الشركات الناشئة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وخصوصًا فى مجال التكنولوجيا، ويقدم الصندوق للشركات الناشئة ليس فقط التمويل، بل أيضًا الدعم من خلال الخبرات والعلاقات.
والشركة الثانية “كيمتكس فينتشرز”: وتهدف هذه الشركة إلى دعم النظام الاقتصادى الخاص بريادة الأعمال من خلال استغلال خبرة رواد الأعمال لتوجيه المواهب الشابة ودفعهم لتأسيس شركات ناشئة، كما تساعد فى إدارة ودعم هذه الشركات فى مراحلها الأولى.
والثالثة “بى تى اس بروجيكتس”: وهى شركة متخصصة فى إدارة وتصميم المشاريع الخاصة بإدارة الأعمال، وتملك سابقة أعمال مميزة مثل العمل مع المجلس الأعلى للجامعات التكنولوجية و”اكست مينا” فى مشروع “اكس ماتش”.
أشارت مندور، أن هذه الشركات تعمل بشكل تكاملى لخلق نظام متكامل لريادة الأعمال، يبدأ من البحث عن المواهب الواعدة وتطويرها إلى مرحلة الاستثمار فى الشركات الناشئة، وصولًا إلى طرح الشركات فى البورصة أو بيعها أو الاستحواذ عليها.
هذا النهج يقلل المخاطر بشكل كبير سواء بالنسبة للمستثمرين أو للشركات الناشئة، حيث تصل نسبة النجاح المتوقعة للشركات الناشئة فى النظام إلى 30 إلى 40% مقارنة بالمعدل الطبيعى الذى يصل إلى 15%.
السوق المحلى يمتلك العديد من الفرص الجاذبة خاصة فى قطاع التكنولوجيا
وعن خططها الاستراتيجية فى السوق المحلى أشارت الشريك المؤسس لـ”كورأنجلز ميا” ورئيس مجلس إدارة “بى تى اس القابضة” إن خططهم الاستراتيجية تركز على التعاون مع الشركات الكبيرة التى تدعم الابتكار لإنشاء مراكز ابتكار.
هذه المراكز تساهم فى ربط الشركات الناشئة بالشركات الكبرى أو عمالقة الصناعة، مما يوفر فرصًا كبيرة جدًا للنمو ويعزز فرص نجاح رواد الأعمال.
تابعت: “نحن نعمل أيضًا على تبنى نموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والذى يتطلب دمج عناصر متعددة من المجتمع، بما فى ذلك الشركات الكبرى، الحكومة، رواد الأعمال، والمواهب الشابة”.
وعن النمو المستهدف فى حجم الأعمال أشارت أنهم يتطلعون لتحقيق نمو مستدام وطموح فى حجم الأعمال من خلال التوسع فى السوق المحلى والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين.
أضافت أنهم يركزون على دعم الشركات الناشئة عبر تقديم خدمات استشارية وتمويلية تساهم فى تقليل المخاطر وزيادة العوائد.
وقالت إنهم يستهدفون تحقيق نستهدف تحقيق معدل ربح “IRR-معدل العائد الداخلى” بنسبة 25%، ويطمحون إلى رفع نسبة الربح NYC إلى ما بين 4 و5% من خلال نموذج الشركة المتكامل.
أضافت أن رؤية الشركة لا تقتصر على الاستثمار فى السوق المحلى فقط، بل تستهدف الاستثمار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وهما سوقان يتمتعان بجاذبية كبيرة للاستثمارات العالمية، على حد وصف “مندور”.
أشارت إلى أن عدم وجود قناة قوية تربط العالم بأفريقيا يعتبر من أكبر التحديات التى تسبب مخاطر وقلق لدى المستثمرين.
وتتضمن التحديات أيضًا جهل المستثمرين بقوانين الدول، وعدم معرفتهم بالفرص المتاحة، وقلة الوعى بالمواهب المحلية، بالإضافة لعدم الفهم الكامل لطرق الاستثمار فى الشركات الناشئة والدعم المقدم من الدول لهذه الشركات.
وقالت إن الشركة تركز على أهداف التنمية المستدامة العالمية خاصة فى قطاع التكنولوجيا، وأشارت إلى أن نموذج العمل الخاص بالشركة، هو نموذج متكامل يبدأ من بناء المشروع وصولاً إلى مرحلة الاستثمار، مما يقلل المخاطر ويزيد من معدل الربح.
من أبرز ممولى الشركات الناشئة فى مصر خلال النصف الأول؟
وعن الفرص التى تراها فى السوق المصري، أشارت إلى أنها ترى فى السوق المصرى العديد من الفرص الكبيرة، خصوصًا فى قطاع التكنولوجيا وريادة الأعمال، حيث يتميز بتوفر المواهب الشابة والدعم الحكومى للشركات الناشئة، مما يخلق بيئة مثالية للاستثمار.
وعن عدد الشركات التى يستثمرون فيها أشارت إلى أنهم يستثمرون فى عدد من الشركات الناشئة من خلال صندوق “كورأنجلز ميا”، الذى يركز على دعم الشركات الناشئة فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
تابعت: “نقدم لهذه الشركات التمويل، والتوجيه، والتدريب، والاستشارات، مما يزيد من فرص نجاحها”.
وأعلنت “كورأنجلز ميا”، التابعة لشبكة كورأنجلز الدولية، مؤخراً عن استثمارها فى شركة بلاين تيجر Plain Tiger الناشئة فى قطاع السياحة والفنادق بين الشركات (B2B).
جاء هذا الاستثمار بعد اجتماع لجنة الاستثمار الرابعة لـ “كورأنجلز ميا” الذى عُقد فى 3 يوليو الماضي، والذى شهد تقديم أكثر من 750 طلباً من شركات ناشئة من جميع أنحاء المنطقة، وبعد عملية تقييم دقيقة، تم اختيار 5 شركات لعرض أفكارها على المستثمرين الملائكة، وانتهى القرار بالاستثمار فى Plain Tiger، وقد شاركت المنظمة الأفريقية للاستثمار الملائكى (ABAN) فى هذه الجولة كشريك استثماري.
وعن خطط التوسع خارجياً، أكدت أن هناك خطة واضحة للتوسع خارج السوق المحلي، وتستهدف الشرق الأوسط وأفريقيا باعتبارهما أسواقًا واعدة تمتاز بجاذبية كبيرة للاستثمارات العالمية، حيث نرى أن هذه المنطقة غنية بالفرص، ولكنها تحتاج إلى جسر قوى يربطها بالمستثمرين الدوليين.
وفيما يتعلق برؤيتها لنمو نشاط الشركات الناشئة فى مصر وهل تأثرت بالتغيرات الاقتصادية التى أصابت العالم أوضحت أن الشركات الناشئة فى مصر شهدت نموًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة، بفضل الدعم الحكومى المتزايد والتحسن فى البنية التحتية التكنولوجية.
وعلى الرغم من التغيرات الاقتصادية العالمية، فإن الشركات الناشئة فى مصر استطاعت الصمود والتكيف بفضل الابتكار والدعم المحلي.