أعلنت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، نجاح مشروع “تقييم وإكثار سلالات جديدة متفوقة من اللوبيا والثوم وتقديمها للتسجيل كأصناف جديدة للمزارعين بمصر”، والذي تم تمويله ضمن المشروعات القومية بالشراكة مع كلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور – في تصريح اليوم الأحد – أن هذا النجاح يأتي في إطار سعي الأكاديمية لتلبية احتياجات المجتمع، ودعم القطاع الزراعي، كما يعكس التزام الأكاديمية بتحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني من خلال مخرجات البحث العلمي.
وأشار إلى أن هذه النقلة النوعية في السياسة الزراعية في مصر تعد جزءا من حرص الدولة على إنتاج تقاوي محلية للمزارعين؛ مما يسهم في توفير غذاء آمن ومستدام للشعب المصري.
وأوضح أن المشروع يسهم – كذلك – في تقليل فاتورة استيراد تقاوي الخضار، وتعزيز الإنتاج المحلي، لافتا إلى أن هذه الخطوة تعد خطوة حيوية لتحقيق الأمن الغذائي المصري.
وقال الوزير إن جائحة كورونا أظهرت – بوضوح – أهمية هذه الرؤية، حيث واجهت العديد من الدول الغنية صعوبات في تلبية احتياجات مواطنيها من الخضار والفواكه؛ نتيجة توقف حركة التجارة، ولذلك فإن تعزيز الإنتاج المحلي يُعد إستراتيجية رئيسة لضمان استدامة الأمن الغذائي في مصر.
من جانبها، أشارت القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الدكتورة جينا الفقي إلى أن الأكاديمية أعدت خريطة طريق تتناول أولويات واستعدادات البحث العلمي لمرحلة ما بعد كورونا، وتضمنت الخريطة عشرة أوراق سياسات في مجموعة من القطاعات الحيوية، مثل التعليم، الصحة، الدواء، الزراعة، الغذاء، البيئة، الطاقة، المياه، البترول، الثروة المعدنية، النقل، الفضاء، الاستشعار عن بُعد، العمران الأخضر، التكنولوجيات البازغة، الصناعة، الاقتصاد، العلوم الاجتماعية، والإنسانية، بالإضافة إلى الأخلاقيات، مؤكدة أن هذه الخريطة تهدف إلى توجيه الجهود البحثية نحو تحقيق تنمية مستدامة وشاملة تلبي احتياجات المجتمع.
وأوضحت أن الأكاديمية أطلقت نداء في يوليو 2020 لتلقي مقترحات مشروعات تطبيقية، وبحوث تطوير، وابتكار، وفقًا لأولويات الدولة لمرحلة ما بعد كورونا، وشمل هذا النداء مجموعة من المجالات، من بينها إنتاج تقاوي الخضر بهدف تقليل فاتورة الاستيراد، بالتعاون مع وزارة الزراعة.
ونوهت إلى أن نتائج التقييمات اسفرت عن فوز ثلاثة مقترحات بحثية ضمن دعم أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا للمشروع القومي لإنتاج تقاوي الخضر في مصر، وقد جاءت المقترحات الفائزة من معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، بالإضافة إلى شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث.
وقالت إنه من بين هذه المشروعات، يبرز مشروع “تقييم وإكثار سلالات جديدة متفوقة من اللوبيا والثوم وتقديمها للتسجيل كأصناف جديدة للمزارعين في مصر”، والذي تنفذه جامعة كفر الشيخ تحت إشراف الدكتور المهدى إبراهيم متولي والدكتور محمد توفيق سالم رخا من قسم البساتين بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ.
وأكد المشرف على المشروع الدكتور المهدي متولي أن الأصناف الجديدة تتميز بإنتاجية أعلى مقارنة بالأصناف الحالية المستخدمة من قبل المزارعين، مثل صنف كفر الشيخ 1 الذي يعطي حوالي 0.9 طن للفدان، في حين أن الأصناف الجديدة ستنتج أكثر من 1.25 طن للفدان.
ونوه إلى أن هذه الأصناف الجديدة تتسم بميزة النضج المبكر، حيث تستغرق أقل من ثلاثة أشهر من زراعة البذور حتى الحصاد؛ مما يسهم في تقليل تكلفة الإنتاج على المزارع المصري، بالإضافة إلى ذلك، تتميز هذه الأصناف بجودة بذور عالية ومحتوى مرتفع من البروتين.
ولفت إلى قرار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي رقم (221) لعام 2024 بتسجيل صنفين من الثوم هما (طيبة 1 وطيبة 2)، كما نجح المشروع سابقًا في تسجيل ثلاثة أصناف من اللوبيا (كفر الشيخ 2، كفر الشيخ 3، كفر الشيخ 4) بموجب القرار الوزاري رقم 535 لعام 2022.
وأوضح الدكتور محمد رخا، المشرف على المشروع أن اللوبيا والثوم يعدان من أهم المحاصيل الخضراء في مصر، حيث تمتلك كلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ برنامجا متميزًا لتربية وتحسين هذه المحاصيل منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وقد نتج عن هذا البرنامج تطوير العديد من السلالات المحسنة، من خلال تقنيات مثل التربية بالإشعاع، وزراعة الأنسجة، وتم تسجيل أربعة أصناف جديدة تمثل حاليًا الخيار الأكثر انتشارًا بين المزارعين في مصر.
وأضاف أن المشروع الحالي يهدف إلى تسجيل عدد من الأصناف الجديدة التي تتميز بتفوقها في الإنتاجية وقدرتها على التحمل في الظروف البيئية المتنوعة، ويأتي هذا الجهد في إطار السعي لتحسين إنتاجية وجودة محصولي اللوبيا والثوم؛ مما يسهم في تحسين الأوضاع المعيشية للمزارعين، وتوفير غذاء آمن ومحلي للشعب المصري.