تراجعت الأسهم الآسيوية لليوم الثاني على التوالي مع توقف مؤقت لأسهم وول ستريت بعد تسجيلها أطول موجة مكاسب أسبوعية هذا العام. وانخفضت السندات مع تراجع التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
انخفض مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI) لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة تصل إلى 1.1%، حيث تراجعت المؤشرات في أستراليا واليابان، بينما ارتفعت الأسواق الصينية بشكل طفيف. جاء ذلك بعد أن انخفضت الأسهم في الولايات المتحدة من مستويات مرتفعة للغاية، عقب صعود مستمر وصلت خلاله إلى مستويات قياسية.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 11 نقطة أساس إلى 4.20% يوم الاثنين، بعد أن قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، جيفري شميد، إنه يفضل وتيرة أبطأ في تخفيض أسعار الفائدة نظراً لعدم اليقين بشأن المستوى النهائي الذي يجب أن تنخفض إليه الفائدة. وانخفضت السندات الأسترالية والنيوزيلندية في التداولات الصباحية.
تدفع مجموعة من العوامل عملية بيع السندات، بما في ذلك المخاوف بشأن العرض والبيانات الاقتصادية الأميركية الأفضل، وفقاً لكريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة “بيبرستون”. وأضاف أن الرهانات على الانتخابات الأميركية تؤثر أيضاً على السوق، حيث يتوقع المتداولون احتمال سيطرة الجمهوريين على البيت الأبيض والكونغرس.
وقال: “إن الاتجاه الصعودي يكتسب قوة”.
فوز ترمب
سيؤدي فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية إلى إثارة مخاوف بشأن ارتفاع التضخم نظراً لوعوده الانتخابية، مما قد يدفع تأخير تخفيض أسعار الفائدة.
تستمر أنظار الأسواق في مراقبة جهود بكين لتعزيز النمو في اقتصادها المتعثر عبر التحفيز. وفي يوم الاثنين، خفضت البنوك الصينية أسعار الفائدة الأساسية بعد تخفيف السياسة النقدية من قبل البنك المركزي في نهاية سبتمبر، وذلك كجزء من سلسلة من التدابير التي تهدف إلى وقف تراجع سوق العقارات.
سيؤدي خفض أسعار الفائدة على القروض في البنوك الصينية إلى دفع بعض تكاليف قروض المنازل إلى أقل من 3%، مما قد يؤدي إلى انتعاش في الطلب على العقارات، حسبما ذكرت صحيفة “شينغهاي سيكيوريتيز نيوز” يوم الثلاثاء، مستشهدة بمحللين. وقال جيم كارون، رئيس قسم الاستثمار في “مورغان ستانلي”، على تلفزيون “بلومبرغ”: “السؤال الحقيقي هو كم ستترجم تلك الحوافز إلى تخفيف الشروط المالية بحيث تخلق زيادة دائمة في الطلب”.
كذلك، يراقب المتداولون اليابانيون الانتخابات المزمع إجراؤها في نهاية هذا الأسبوع. ويستمر دعم التحالف الحاكم برئاسة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا في التراجع، مما يشير إلى احتمال أن تؤدي الانتخابات إلى إدارة ضعيفة وغير مستقرة.
لا تزال أسواق العملات تشهد حالة من التوتر مع ضعف الين مقابل الدولار، خلال الليل، ويقترب من مستوى 151 يناً للدولار الواحد.
ترقب أرباح الكبار
تعلن شركات كبرى في وول ستريت نتائج الأعمال هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن تقدم حوالي 20% من شركات مؤشر “إس آند بي 500” تقاريرها المالية، وأبرزها “تسلا” و”بوينج”، و”يونايتد بارسيل سيرفيس” (United Parcel Service Inc).
تظهر أحدث استطلاعات الرأي من “بلومبرج ماركت لايف” أن المشاركين يرون أن نتائج الشركات الأميركية أكثر أهمية لأداء سوق الأسهم من نتيجة الانتخابات في نوفمبر أو حتى مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي.
سجلت أسهم شركة “إنفيديا” ارتفاعاً قياسياً، مع ارتفاع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.2%. وتراجع مؤشر “راسل 2000” بنسبة 1.6%. كما تراجعت أسهم شركات بناء المنازل. وانخفضت أسهم شركة “يونايتد بارسيل سيرفيس” بعد توصية بالبيع من قبل بنك “باركليز”، فيما ارتفعت أسهم “بوينغ” بعد اتفاق مبدئي مع اتحاد العمال الخاص بها.
تشهد أسواق الخيارات على الأسهم والسندات والعملات تقلبات كبيرة، حيث يدفع المستثمرون المزيد مقابل التحوط. وتبدو المخاطر واضحة، في ظل انتخابات أميركية شديدة التنافسية، والقرارات المرتقبة بشأن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا، فضلاً عن تهديد بحدوث صراع أوسع في الشرق الأوسط، ونتائج الربع السنوي. وفي سوق الأسهم، تتجاوز التقلبات الضمنية التقلبات الفعلية، فيما يتم تفضيل الخيارات التي تحمي من الانخفاضات على الرهانات الصعودية.
قال مات مالّي من “ميلر تاباك”: “بغض النظر عن السبب، لا يمكننا بالتأكيد لوم المستثمرين على التحوط عبر سوق الخيارات والذهب”.
استقر الذهب بعد أن وصل إلى أعلى مستوى قياسي في الجلسة السابقة، حيث قام المتداولون بتحليل آراء مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. كما انخفض النفط على نحو طفيف بعد أن ارتفع بنحو 2% يوم الاثنين في ظل توترات الشرق الأوسط.