قال أحمد عبد المولى مدير العمليات في شركة “رينايل”، التى ظهرت مؤخرًا فى برنامج “شارك تانك”، إن أحدث تقييم معتمد حصلت عليه الشركة فى بداية العام الجارى، قُدّر بنحو 3.5 مليون دولار، ومن المتوقع أن تتراوح القيمة بين 18 إلى 20 مليون دولار بنهاية العام المقبل، بعد تنفيذ خطة توسعات إقليمية شاملة.
وأضاف فى حوار لـ”البورصة” أن تقييم “رينايل” يتم عبر جهات حكومية أو جهات خاصة معتمدة ومتخصصة، بناءً على تطور نمو الشركة وأصولها وقدرة فريق التسويق والمبيعات على تنمية الإيرادات بشكل مستدام.
وظهرت شركة “رينايل” المتخصصة فى تقديم حلول بيئية تكنولوجية للمزارع والمصانع خلال برنامج “شارك تانك” التلفزيونى خلال ديسمبر الجارى، وطلبت الحصول على تمويل يُقدر بنحو 15 مليون جنيه مقابل حصة 10%، ولم يتجاوب مع طلب التمويل من المستثمرين إلا رجل الأعمال “ياسين منصور”.
ولكنه طلب الحصول على 30% من الشركة مقابل القيمة نفسها، موضحًا أنه تمويل مشروط أو استعادة أمواله حال لم تنجح الشركة فى تحقيق مستهدفاتهان وهو ما رفضه حازم الطواب المدير التنفيذى وأحد مؤسسى الشركة.
وتتيح الحلول التكنولوجية التى تتيحها الشركة، متابعة الوضع البيئى للمياه أو التربة أو المصنع، عبر أجهزة قياس مرتبطة بتطبيقات رقمية تتيح مراقبتها عن بُعد.
تحديات وفرص.. كيف يبدو قطاع التكنولوجيا الزراعية فى مصر عن قرب؟
وتعتزم الشركة التواجد الفعلي فى المملكة العربية السعودية بنهاية العام المقبل عبر التصنيع والتوزيع وتكوين فريق عمل فني، وبالفعل وقعت مؤخرًا اتفاقية شراكة استراتيجية مع الشركة العربية للتصنيع لإنتاج أجهزة وأنظمة الشركة داخل السعودية، فضلًا عن تقديم خدمات الدعم الفنى لتعزيز تواجد الشركة هناك.
وبذلك تكون الشركة متواجدة داخل مصر والسعودية بجميع مراحل نشاطها، بينما تُصدر منتجاتها وخدماتها إلى عدة دول أخرى.
وتوزع الشركة منتجاتها حاليًا فى عدة دول، خاصة أنها منتجات سهلة التركيب من قِبَل العميل، ويمكن متابعتها وصيانتها عن بُعد، إلا فى حالة الأعطال الكبيرة حيث يسافر أحد أفراد فريق الصيانة للعميل، وأوضح عبد المولى أن أنظمة الشركة تتكون من أجهزة ونظام تشغيل يتم تصنيعها داخل وخارج مصر.
وأشار عبد المولى إلى أن الشركة تقدم خدماتها لكلٍّ من القطاعين العام والخاص، ومن أبرز عملائها الحكوميين، الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، وشركة قناة السويس للاستزراع السمكى، والهيئة العامة لحماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، وتتعاون الشركة بالفعل مع العديد من المصانع.
أسعار منتجات “رينايل” أقل من المستوردة بنحو 40%
وكشف عن التعاون مع شركة الكهرباء عبر مشروع تجريبي حاليًا تحت إشراف وزارة البيئة، ويتراوح فارق السعر بين منتجات الشركة والمنتجات الأجنبية الشبيهة بين 40% إلى 50% حسب نوع المنتج.
وأرجع عبد المولى هذا الفارق إلى التصنيع المحلي بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، والاعتماد على نسبة مكون محلى تقارب 40% حاليًا وتعمل الشركة على زيادة تلك النسبة خلال السنوات المقبلة، فضلًا عن أن تكلفة العمليات والتشغيل بالعملة المحلية تمنح الشركة تنافسية سعرية إضافية.
وذكر أن السوق الإفريقى من الأسواق الواعدة بالنسبة للشركة، خاصة أن أسعارها تنافسية داخل تلك الأسواق التى تشهد نموًا سريعًا فى القطاع الزراعى، كما تتمتع بمبادرات زراعية حيوية ممولة من جهات أوروبية.
وأوضح أن خطة التصدير للسوق الإفريقى تتطلب من الشركة التمهيد عبر التواجد بمراكز وفرق للصيانة والدعم الفنى داخل كل دولة مستهدفة لتقديم خدمات متكاملة، وتخطط الشركة لتصدير 15% من منتجاتها بنهاية العام المقبل، على أن تصل النسبة إلى 26% بحلول عام 2026.
ويجري حاليًا التفاوض مع عدة مستثمرين للحصول على التمويل اللازم لتنفيذ خطة التوسعات.
وقال عبد المولى إن أنظمة القياس والتتبع الخاصة بالشركة تحقق وفرًا متوسطه 16% سواء في المزارع السمكية أو الحقول الزراعية والصوب الزراعية أو داخل المصانع.
بدأ الفريق المؤسس لشركة في عام 2017 بتقديم منتجات طاقة شمسية، وفي عام 2019 بدأت الشركة تتخذ منحًى مختلفًا عبر تقديم منتجات خاصة بالقياسات البيئية والتحكم عن بُعد في مزارع الثروة السمكية.
تراجع الاستثمارات بشركات التكنولوجيا الزراعية الناشئة في أفريقيا خلال 2024
تساهم منتجات الشركة في تقليص الهدر في مشروعات المزارع السمكية، حيث تتيح متابعة مياه الاستزراع مراقبة تغييرات بيئة المياه واختيار التوقيت المناسب لتوزيع الأعلاف أو تغيير المياه عند الحاجة.
وأسس الشركة مهندسان هما حازم الطواب، خريج جامعة زويل قسم الطاقة المتجددة والعمليات الحيوية، وإبراهيم الزيات خريج جامعة القاهرة من قسم الاتصالات والإلكترونيات بكلية الهندسة، ومتوسط أعمار فريق العمل فى الشركة الثلاثينيات أو أقل، وخلال السنوات الماضية، انضم إليهم مستثمرون عبر شراكات.
التحقت الشركة بحاضنة الأعمال “ابني”، ثم دخلت عدة مسرعات أعمال، ونجحت في الحصول على تمويلات ساهمت في استمرارها ونموها، سواء عبر الجوائز أو الدعم المادي من خلال مسرعات الأعمال، وبعد تحقيق إيرادات عبر المبيعات، حصلت على استثمارات ملائكية استمرت حتى الآن.
وقال عبد المولى إن الشركة ابتكرت منتجات فريدة تميزها عن المنافسين العالميين، حيث تتيح التنبؤ بالتغيرات البيئية والتحكم فيها عن بُعد، ويتم تصميم هذه المنتجات خصيصًا لكل منشأة لتتناسب مع احتياجاتها والتحديات التي تواجهها.
وأضاف أن الشركة بدأت بسوق المزارع السمكية ثم توسعت لخدمة الأراضى الزراعية والصوب الزراعية والمصانع، موضحًا أن أنظمة وأجهزة الشركة يمكن تركيبها وتوصيلها بأي مصدر متاح للإنترنت، مع إمكانية تشغيلها عبر الخوادم المحلية الخاصة بكل منشأة.
ويُحظر على الشركات الحكومية نقل بياناتها عبر الإنترنت، وهو ما تم تطبيقه في مشروعات “الفيروز” التابعة للشركة الوطنية للاستزراع السمكى.
ونجحت الشركة فى تطوير منتجات لقياس تغيرات التربة والتحكم فيها، وكذلك مياه الرى، فضلًا عن قياس جودة الهواء داخل عنابر الدواجن صباحًا ومساءً، والتنبؤ بالمتغيرات السلبية للتدخل فى الوقت المناسب، ما يساهم فى تقليل الهدر عبر البحث والتطوير.
وتتواجد الشركة فى أكثر من 300 مزرعة فى مصر، والسعودية، والإمارات، والتشيك وألمانيا، وتتيح إدارة المزراعة عن أجهزة عن بعض، إلى جانب التحكم الداخلى وفقًا على القراءات والقياسات للحساسات، واتخاذ رد فعل المناسب حال تم رصد قراءات تضر بالمزرعة، ويتيح نظام التحكم المتكامل فى توفير هدر يتراوح بين 12 إلى 20% من التكلفة التقليدية، سواء من المياه أو الأعلاف أو الطاقة.
وتتعاون الشركة مع العديد من المزارع داخل السعودية فى الوقت الحالى وتعمل تحت مظلة إحدى الوزارات هناك.
وابتكرت الشركة مؤخرًا أنظمة تتناسب مع المصانع وتم ترويجها بالفعل، ويعتمد جهاز هيئة المجتمعات العمرانية فى مدينة السادس من أكتوبر، لقياس المياه فى أكثر من 70 مصنع و”كومبوند” بالمدينة.
وحققت “رينايل” مبيعات بنحو 16 مليون جنيه خلال الثلاث سنوات الماضية، وبلغت المبيعات بالدولار نحو 40% من إجمالى مبيعات العام الماضى، و12 مليون جنيه خلال 2024 منفردة، ويصل متوسط سعر أنظمة الشركة نحو 750 دولارًا، تبدأ من 500 دولار وتصل إلى ألفين و3 آلاف دولار فى حالات معينة.
وتوقع الطواب تحقيق مبيعات تُقدر بنحو 40 مليون خلال العام المقبل، وتحقيق صافى أرباح الشركة يُقدر بنحو 50% من المبيعات.
وتستهدف الشركة توظيف التمويل لإجراء توسعات إقليمية بالمملكة العربية السعودية ومنطقة شمال أفريقيا، وفقًا لما ذكره “الطواب” خلال حلقة برنامج “شارك تانك”، وكذلك الحصول على شهادات جودة معتمدة من عدة جهات دولية.








