أصبحت المنصات الرقمية، أداة رئيسة في سوق العقارات، مما يكشف عن دور كبير للتحول الرقمي في إعادة تشكيل السوق العقاري ودعم فرص النمو، ويظل تطوير البنية التحتية، ركيزة أساسية لدعم رقمنة القطاع وتعزيز العوائد الاستثمارية.
قال فتح الله فوزي نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين رئيس لجنة التشييد والبناء بالجمعية، إن التقدم التكنولوجي والرقمنة أصبحا عنصرين أساسيين في مختلف القطاعات، لا سيما في السوق العقارية، إذ يسهمان في تسهيل عمليات التسويق والبيع، مما يسرّع من حركة المبيعات.
وأوضح أن التكنولوجيا تُحدث تأثيرًا إيجابيًا على الاقتصاد، من خلال تحفيز الوظائف وتحقيق عوائد مرتفعة، مشيرًا إلى أن المنصات الرقمية أصبحت أداة رئيسية في سوق العقارات، إذ تتيح للعملاء الوصول إلى المعلومات والتفاصيل الخاصة بالوحدات السكنية بسهولة، دون الحاجة إلى زيارة المواقع الفعلية، مما يوفر الوقت والجهد.
أضاف فوزي، أن التكنولوجيا تعمل على ربط جميع الأطراف داخل السوق العقاري، مؤكدًا أنها لا تتسبب في زيادة أسعار العقارات أو تكلفة التشغيل والصيانة، بل على العكس، تسهم في تبسيط العمليات وتقليل التكاليف.
وشدد على الدور المهم الذي تلعبه الشركات المتخصصة في الحلول التكنولوجية، والتي تعمل كوسيط رقمي بين المطورين العقاريين والعملاء، مما يعزز فرص التسويق ويرفع من كفاءة السوق العقاري.
العسال:تطوير البنية التحتية يمثل ركيزة أساسية لدعم رقمنة القطاع
أكد هاني العسال، وكيل غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات، أن استخدام التكنولوجيا الحديثة أصبح ضرورة للارتقاء بمستوى الخدمات داخل السوق العقاري، إذ تسهم التقنيات الرقمية في تحسين جودة الأداء وتسهيل المعاملات للعملاء.
وأوضح أن تطوير البنية التحتية يمثل ركيزة أساسية لدعم التحول الرقمي في القطاع العقاري، مشيرًا إلى أن بناء الإنسان يأتي في صدارة الأولويات، إذ يتيح التحول الرقمي للعملاء إمكانية الوصول بسهولة إلى تفاصيل الوحدات العقارية داخل مصر وخارجها، مما يسهم في تلبية احتياجات السوق بمرونة وكفاءة.
أضاف العسال، أن المنصات الرقمية توفر للمستهلكين إمكانية الاطلاع على كافة الشركات العقارية وسيرتها الذاتية، مما يعزز من شفافية التعاملات ويمنح رؤية واضحة عن السوق.
وأشار إلى أن التكنولوجيا الحديثة أسهمت في تقليل الحاجة إلى العمالة غير الضرورية داخل الشركات، ما يرفع من كفاءة الأداء ويوجه الموارد البشرية إلى مهام أكثر إنتاجية، مؤكدًا أن التحول الرقمي أصبح ضرورة استراتيجية تدعم توجهات الدولة نحو التطوير والحداثة في القطاع العقاري.
راشد: منصة مصر العقارية تتيح الربط مع 2 مليون مسوق عالمي
قال محمد راشد عضو غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات، إن التكنولوجيا أصبحت عنصرًا محوريًا في قطاع التطوير العقاري، إذ أحدثت تحولًا جذريًا في أساليب التسويق والتطوير، خصوصا مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والمعزز.
وأوضح راشد أن هذه التقنيات أسهمت في تحسين دقة البيانات المتاحة للمستثمرين والعملاء، مما يسهل اتخاذ القرارات الاستثمارية، مشيرًا إلى أن إطلاق منصة “مصر العقارية” يمثل نقلة نوعية في السوق العقاري.
وتوفر المنصة رؤية تفصيلية للوحدات السكنية قبل بنائها، مما يعزز من شفافية السوق العقاري ويساعد العملاء في اتخاذ قرارات أكثر دقة.
أضاف أن المنصة تعتمد على نظام MLS (Multiple Listing Service)، الذي يسهم في تنظيم السوق العقاري وتوحيده، كما يربطه بشبكة عالمية تضم أكثر من 2 مليون مسوق عقاري، مما يعزز فرص التسويق والتوسع الدولي.
وشدد راشد، على أن التحول الرقمي في السوق العقاري، رغم ما يفرضه من تكاليف إضافية، يوفر عائدا استثماريا مرتفعا وميزة تنافسية كبيرة، خصوصا مع دمج أدوات جديدة مثل البورصة العقارية، التي تدعم الاستثمارات التجارية والإدارية وتعزز قاعدة البيانات العقارية.
اقرأ أيضا: 6 شركات مقاولات تدرس تنفيذ مشروعات في ليبيا بقيمة 100 مليار جنيه
وأشار إلى أن تحليل بيانات العملاء، الذي أصبح ممكنًا من خلال المنصة، أدى إلى تقديم أسعار دقيقة استنادًا إلى عمليات البحث عبر المنصات الرقمية، مما يعزز من كفاءة التسعير العقاري ويحد من المضاربات، مؤكدًا أن العقارات المدرجة على المنصة تخضع لمعايير معتمدة من الحكومة، لضمان المصداقية والشفافية.
وفيما يتعلق بالاستدامة، أوضح راشد أن تطبيق المفاهيم المستدامة في المشروعات التكنولوجية العقارية يسهم في خفض التكاليف التشغيلية بنسبة 25%-28%، رغم ارتفاع التكلفة الإنشائية بنسبة 8%.
وتابع :” حصة مصر الحالية من السوق العالمية لا تتجاوز 600 مليون دولار سنويًا، في حين تبلغ قيمة التجارة العقارية العالمية 250 مليار دولار، مما يستدعي تعزيز استخدام التكنولوجيا العقارية، وتطوير آليات تسجيل العقارات، وإنشاء هيئات متخصصة لتنظيم السوق”.
وأكد أن الشراكات مع شركات التكنولوجيا التي تمتلك خبرات في تطوير الحلول الرقمية ستعزز من قدرة مصر على المنافسة عالميًا، مما يرفع من جاذبية السوق العقاري المحلي ويزيد من فرص الاستثمار الأجنبي في القطاع.
مسعود: شراكات المطورين وشركات التكنولوجيا أسهمت في خفض التكلفة
وأكد أحمد أمين مسعود، الرئيس التنفيذي لشركة معمار الأشراف للتطوير العقاري، أن التكنولوجيا أصبحت عنصرًا رئيسيًا في تعزيز أداء السوق العقاري، من خلال استراتيجيات تسويق مبتكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصولًا إلى استخدام التحليلات الذكية لمراقبة عمليات البناء وتحسين استراتيجيات التشغيل والإدارة.
وأوضح أن دمج التكنولوجيا في المشروعات العقارية يسهم في خفض تكاليف التشغيل والصيانة، عبر أنظمة التحكم الذكية التي تعمل على ترشيد استهلاك الطاقة وفقًا لاستخدام المباني، مما يرفع من كفاءة التشغيل ويسرّع وتيرة المبيعات.
أشار مسعود، إلى أن العوائد الاستثمارية المتوقعة من المشروعات العقارية التي تعتمد على التكنولوجيا تفوق نظيرتها التقليدية، لافتًا إلى أن شركته تتبنى التكنولوجيا كركيزة أساسية في تسويق مشروعاتها، بالشراكة مع شركة فودافون، التي تعد شريكًا استراتيجيًا في دعم الحلول التكنولوجية للمشروعات العقارية.
وأضاف أن التكلفة المرتفعة للحلول التكنولوجية في السابق، كانت تشكل عائقًا أمام الشركات الناشئة. لكن الشراكات المتزايدة بين مطوري العقارات وشركات التكنولوجيا أسهمت في إتاحتها على نطاق أوسع، مما يعزز فرص النمو في القطاع العقاري ويوفر مشروعات أكثر تطورًا وابتكارًا.