يواجه قطاع التعبئة والتغليف ضغوطًا متزايدة نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار المواد الخام، ما أثّر بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج وأربك حسابات الشركات العاملة في السوق.
ورغم ارتفاع صادرات التعبئة والتغليف بنسبة 25% خلال أبريل 2025، لتصل إلى 89.2 مليون دولار، مقارنة بـ71.2 مليون دولار أبريل 2024، إلا أن الأزمة الحالية تتمثل في التفاوت الكبير في أسعار المواد الخام.
وأرجع مصنعون هذا التفاوت، إلى تحكم بعض التجار الذين يشترون الخامات بالدولار، ثم يحدد كلٌّ منهم السعر وفقًا لتقديراته الخاصة، ما أدى إلى تفاوت واضح في السوق المحلي ورفع تكلفة الإنتاج بنسب تتراوح بين 30% وتصل أحيانًا إلى 100%.
قال حمادة السيد عبدالسلام مدير شركة تكنو لماكينات التعبئة والتغليف، إن الأسعار المفروضة المحلية دفعته للتفكير في استيراد خامات المعدن من الخارج لخفض التكلفة، إلا أن العقبات الإجرائية تعرقل هذه الخطوة.
وأوضح لـ”البورصة”، أنه قد يلجأ إلى خفض جودة المعدات تماشيًا مع متطلبات العملاء لتجنب خسارتهم أو انتقالهم إلى موردين آخرين.
وأكد منير سيد العضو المنتدب لشركة فيجين باك، المتخصصة في أنابيب التعبئة البلاستيكية لمستحضرات التجميل، أنهم يتعاملوا مع تقلبات الأسعار بمرونة، ويقومون بتعديل أسعار العبوات بشكل يومي دون المساس بجودة المنتج أو تقليص وزنه، حفاظًا على ثقة العملاء.
في حين أكدت رفيدة رأفت مسؤول مبيعات شركة الصفا باك، على شراء المواد الخام “يومًا بيوم”، مع التأقلم مع تغير الأسعار دون تقليل الجودة أو خفض وزن العبوة.
ولقتت وفاء احمد مديرة المبيعات في شركة داود باك، إلى لجؤها للاستيراد المباشر للمواد الخام، معتمدة على مخزون كبير لديها لتقليل تعاملها مع السوق المحلي، مشيرة إلى أن تكلفة الإنتاج ارتفعت بأكثر من 30%، لكنها فضّلت الحفاظ على جودة المنتج.
وأوضح شادي إبراهيم صاحب شركة “تريدر لصناعة الاسترتش”، أن تفاوت الأسعار يؤثر على سعر المنتج النهائي فقط، دون أن المساس بجودة الخامة، لافتة إلى أن صادراتها تصل إلى 90% من حجم الإنتاج في بعض الفترات.
إبراهيم: بعض المواد المحلية لا ترقى إلى معايير الأسواق الخارجية
من جانبها أكدت سارة إبراهيم، الرئيس التنفيذي للمجلس التصديري للتغليف، لـ” البورصة”، أن القطاع يواجه تحديات متزايدة نتيجة الارتفاع المستمر في أسعار المواد الخام، خاصة المستوردة، ما يؤثر على القدرة التنافسية للمنتج النهائي.
وأشارت إلى أن بعض المواد المحلية لا ترقى إلى المعايير المطلوبة في الأسواق الخارجية، مما يدفع الشركات للاعتماد على الاستيراد، رغم التكلفة العالية، لضمان مطابقة المواصفات.
وأضافت إبراهيم، أن العديد من الأسواق الأوروبية والخليجية تفرض معايير صارمة فيما يخص التغليف، تشمل الالتزام باستخدام مواد قابلة للتدوير، وخفض البصمة الكربونية، وتوحيد أبعاد العبوة لتسهيل النقل والتخزين، وهي معايير تتطلب استثمارات إضافية في المواد والتقنيات.
وأوضحت أن هناك توجهًا متزايدًا لدى المصنعين للاعتماد على موردين محليين بهدف تقليل التكلفة وتسريع التوريد، إلا أن هذه الخطوة مازالت تتطلب تحسين جودة الخامات المحلية ورفع كفاءة الموردين، خصوصًا فيما يتعلق بالاتساق والجودة والمعايير البيئية.
السقطي: لا توجد حوافز مالية مباشرة حتى الآن رغم أهمية القطاع
وقال علاء السقطي، رئيس اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إنه رغم أهمية القطاع، لا توجد حتى الآن حوافز مالية مباشرة مخصصة له.
وأوضح أن الدولة تعمل على تقديم دعم غير مباشر من خلال تسهيل الإجراءات وتوفير التمويلات عبر هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لدعم الشركات التي تسعى إلى التوسع أو توطين صناعتها.








