حذر مصدرو الزيتون الأسود في إسبانيا من أن صادراتهم إلى الولايات المتحدة باتت مهددة بتراجع حاد، بعد فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 15% بموجب الاتفاق التجاري الأخير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وذلك وفقا لتقرير نشرته منصة “ياهو فاينانس”.
وفرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 15% على السلع الأوروبية بموجب الاتفاق التجاري الجديد مع الاتحاد الأوروبي، وهي أقل من النسبة التي هددت بها إدارة ترامب سابقا، لكنها لا تزال أعلى من توقعات الأوروبيين، ما يزيد الضغوط على قطاع الزيتون الإسباني المتضرر بالفعل من تعريفات سابقة فرضت خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتعد إسبانيا أكبر مصدر للزيتون المعلب في العالم، إلا أن حصتها من سوق الزيتون الأسود في الولايات المتحدة تراجعت من 49% عام 2017 إلى 19% في 2024، بعدما فرضت واشنطن رسوماً تفوق 30% بناءً على طلب من منتجي الزيتون في ولاية كاليفورنيا.
وتشمل هذه الإجراءات الزيتون الأسود فقط، دون أن تمتد إلى الزيتون الأخضر أو زيت الزيتون أو الزيتون المعالج جزئيا.
ومنذ بدء تطبيق التعريفات، سعى المنتجون الإسبان إلى تعزيز مبيعات الزيتون الأخضر وتوسيع أسواقهم نحو وجهات جديدة، لكنهم يرون أن الرسوم الإضافية الأخيرة قد تجعل استمرار التصدير غير ممكن.
وقال إدواردو مارتن، الأمين العام لاتحاد المزارعين المحليين “أساجا” في إقليم إشبيلية الجنوبي، وهو أحد أبرز مناطق إنتاج الزيتون في البلاد: “بالنسبة للزيتون الأسود المعلب، فإن الاستمرار بهذه الرسوم سيكون غير مجدٍ اقتصادياً”.
وقد تزامنت الإجراءات التجارية مع موجة جفاف قاسية دفعت المنتجين الإسبان إلى تقليص نحو 400 ألف يوم عمل من إجمالي 2.5 مليون يوم عمل سنوياً، بحسب تقديرات القطاع. كما تراجعت صادرات الزيتون الأسود الإسباني إلى السوق الأمريكية بنسبة 70% خلال السنة الأولى من فرض الرسوم.
وقال جابرييل كابيو، رئيس اتحاد التعاونيات الزراعية في إقليم إشبيلية: “السنة الأولى كانت الأسوأ، وفي السنة الثانية أدركنا أن الوضع لن يتغير، وكان علينا أن نتأقلم”.
وفي مواجهة الخسائر، حول المصدرون الإسبان تركيزهم نحو السوق الأوروبية وأسواق الشرق الأوسط، التي تمتلك تقليدا في استهلاك الزيتون المعلب، كما اتجهوا نحو أسواق آسيا، إلى جانب زيادة صادرات الزيتون الأخضر إلى الولايات المتحدة، نظراً لانخفاض الرسوم المفروضة عليه.
