قالت صحيفة “جارديان” البريطانية أن سويسرا شهدت أزمة بعد أن فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسومًا جمركية مفاجئة بنسبة 39% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، وهو ما اعتُبر ضربة قاسية للاقتصاد السويسري المعتمد على التصدير.
وأوضحت الصحيفة أن القرار جاء بعد مكالمة هاتفية وُصفت بـ “كارثية” بين الرئيسة السويسرية الحالية، كارين كيلر-سوتر، وترامب، حيث كان المسؤولون السويسريون يتوقعون التوصل إلى اتفاق بنسبة رسوم لا تتجاوز 10%، بعد ثلاثة أشهر من المفاوضات.
وانخفضت سوق الأسهم السويسرية فور الإعلان عن القرار، وتحديدًا في أول يوم تداول بعد عطلة اليوم الوطني، ما دفع الحكومة إلى عقد اجتماعات طارئة، وعلى الرغم من أن السلطات السويسرية نفت أن تكون المكالمة هي السبب المباشر لقرار ترامب، إلا أن مصادر حكومية اعترفت بأن المكالمة لم تكن ناجحة، وأن ترامب أصر منذ البداية على أن نسبة 10% غير كافية.
كما وجهت الصحافة السويسرية انتقادات لاذعة لكيلر-سوتر، ووصفت تعاملها مع الموقف بالضعف والسذاجة، مشيرة إلى أن ما كان يجب أن يكون إنجازًا دبلوماسيًا تحول إلى أسوأ هزيمة في مسيرتها السياسية.
وحذر اقتصاديون من أن الرسوم قد تؤدي إلى ركود اقتصادي، خصوصًا في حال تم توسيعها لتشمل قطاع الأدوية، الذي لم يتأثر بعد.
وصرّح وزير الاقتصاد السويسري، جاي بارميلين، بأن الحكومة ستسعى لفهم خلفيات القرار الأمريكي، وتعمل على مراجعة عرضها التجاري، على أمل التوصل إلى تسوية قبل دخول الرسوم حيّز التنفيذ في 7 أغسطس الجاري.
كما أشار إلى أن ترامب يركز على العجز التجاري بين البلدين، مرجحًا أن تعرض سويسرا شراء المزيد من الغاز الأمريكي أو زيادة استثمارات شركاتها داخل الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من التصعيد المفاجئ، يرى محللون أن الرسوم قد تتغير لاحقًا، نظرًا لطبيعة القرارات غير المتوقعة من إدارة ترامب، ويتوقع البعض أن تصل النسبة النهائية إلى مستوى مشابه لما حصل عليه الاتحاد الأوروبي في مفاوضاته.








