شهدت سوق الأسهم في زامبيا انتعاشا قويا خلال الفترة الأخيرة، مدفوعة بارتفاع أسعار النحاس في الأسواق العالمية.
ووضع هذا الصعود المفاجئ بورصة لوساكا ضمن المؤشرات العالمية، مع تزايد اهتمام المستثمرين بالاقتصاد الزامبي المعتمد بشكل كبير على صادرات النحاس.
فقد تفوقت سوق الأسهم في زامبيا في أغسطس، حيث ارتفع مؤشر بورصة لوساكا للأوراق المالية بنسبة 14.3% مع استفادة البلاد من طفرة النحاس.
كما حقق المؤشر نموا قويا هذا العام، حيث ارتفع بنحو 56% بالعملة المحلية وحوالي 84% بالدولار، ليحتل المرتبة الثانية بعد بورصة غانا، وفق بلومبيرج.
ويأتي هذا الصعود مدفوعا بنشاط شركة كوبربلت للطاقة (CEC) زامبيا التي تزود المناجم في ثاني أكبر منتج للنحاس في أفريقيا بالطاقة.
وقد قفز سهم الشركة بأكثر من 75% خلال عام 2025، مما جعلها أول شركة زامبية تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار، كما أعلنت الشركة، عن توقعاتها بزيادة أرباح السهم للنصف الأول بنسبة 42%.
ووفقا للتقرير، ارتفع إنتاج النحاس بنسبة 18% في النصف الأول ليصل إلى 439,644 طنا متريا، وتستهدف الحكومة إنتاجا قياسيا يبلغ مليون طن في عام 2025.
وعزز ارتفاع أسعار النحاس أيضا قيمة العملة الزامبية، حيث ارتفعت قيمة الكواشا بنسبة 19% مقابل الدولار هذا العام، مما يجعلها من أفضل العملات أداء عالميا، وذلك في ظل استكمال الحكومة لإعادة هيكلة ديونها السيادية المرتقبة.
وتعتبر زامبيا من بين أبرز منتجي النحاس في العالم، حيث يشكل قطاع النحاس العمود الفقري لاقتصادها ويعد المصدر الرئيسي للإيرادات الوطنية والعملات الأجنبية.
وشهد إنتاج النحاس في زامبيا نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، مدعوما باستثمارات كبيرة في المناجم والتكنولوجيا الحديثة، إلى جانب تحسين البنية التحتية المتعلقة بقطاع التعدين.
وسجلت أسعار النحاس ارتفاعا ملحوظا في الأسواق العالمية خلال الأسابيع الماضية، مدفوعة بزيادة الطلب من قطاعات الصناعة والتكنولوجيا، خاصة مع التوسع المستمر في مشاريع الطاقة المتجددة والبنية التحتية حول العالم.
وبحسب بيانات الأسواق، تجاوز سعر الطن الواحد من النحاس مستويات لم يشهدها منذ عدة سنوات، وسط مخاوف من نقص الإمدادات بسبب التوترات الجيوسياسية وتعطل بعض سلاسل التوريد.
