رأى خبراء العلاقات الدولية أن قمة الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مدينة تيانجين، اليوم الأحد قبيل انطلاق قمة منظمة شنغهاي للتعاون، تحمل وزنًا رمزيًا يمكن أن يمهد لبداية إعادة ضبط في مسار العلاقات بين البلدين وتعزيز التجارة والاستثمار واتخاذ خطوات لبناء الثقة بما يحسن مستوى العلاقات.
وتعهد جين بينج ومودي، اليوم بحل خلافاتهما الحدودية وتعزيز التعاون حيث أكد مودي أن العلاقات مع الصين تحركت في “اتجاه هادف”، مضيفا أن “هناك بيئة سلمية على الحدود بعد فك الاشتباك”، فيما قال جين بينج إنه يأمل في أن يسهم اجتماع تيانجين في “رفع مستوى” العلاقات و”تعزيز التنمية المستدامة والصحية والمستقرة للعلاقات الثنائية”.
من جانبه، قال براين وونج الأستاذ المساعد في جامعة هونج كونج، أن صعود الهند في دورها داخل الجنوب العالمي وسعيها لتحقيق استقلالية أكبر في سياستها الخارجية يجعلها لاعبًا أساسيًا في النظام الدولي الحالي، بحسب ما نقلته شبكة “سي إن بي سي” الاقتصادية.
وأضاف: “لا يمكن الاستهانة بالهند كلاعب مهم في نظام عالمي يتجه لأن يكون متعدد الأقطاب، حتى وإن ظل غير متوازن لصالح القوى الكبرى” مشيرا إلى أن بكين تركز على بناء تفاهم استراتيجي ورمزي مع نيودلهي، بينما تسعى الهند للحصول على مزيد من الاستثمارات والتكنولوجيا الصينية وخفض الحواجز أمام دخول السوق الصينية، فضلا عن قضايا مثل استئناف الرحلات الجوية وتخفيف قواعد التأشيرات وفتح المجال تدريجيا أمام الشركات الصينية للعمل في الهند.
ورأى السفير السابق وخبير الشؤون الصينية فونتشوك ستوبدان، أن الهند تتحرك بحذر وبخطوات تدريجية، في حين تسعى الصين إلى ترتيب طويل الأمد، مؤكدا أن التوصل إلى توافق حول برنامج من عشر نقاط لحل قضايا الحدود سيكون محوريا، مشددا على أن استقرار الحدود ضروري للغاية حتى تتمكن الهند من التقدم في الملفات الاقتصادية والتجارية.
وأشار سانتوش باي الزميل الفخري في معهد الدراسات الصينية، أن مجتمع الأعمال سيراقب إجراءات بناء الثقة بعد سنوات من التوتر السياسي، لافتا إلى أن ذلك قد يشمل تسهيل إصدار التأشيرات، والإسراع في حل القضايا القانونية ضد الشركات الصينية، والموافقة على الاستثمارات الأجنبية المباشرة بموجب مذكرة الصحافة رقم 3.
وأضاف باي أن الشركات الهندية بدورها تسعى لعقد شراكات مع نظيراتها الصينية لتعزيز التصنيع المحلي وزيادة الصادرات وتقليل الاعتماد على الواردات، في خطوة قد تفتح صفحة جديدة من التعاون الاقتصادي بين البلدين رغم التحديات الجيوسياسية.
وتعد هذه أول زيارة لمودي إلى الصين منذ تدهور العلاقات بين الجانبين بعد اشتباكات دامية بين جنود صينيين وهنود على الحدود في عام 2020، ويزور مودي الصين في إطار عضوية بلاده في منظمة شنجهاي للتعاون، وهي مجموعة سياسية واقتصادية وأمنية إقليمية أسستها الصين.
ومن المقرر أيضا أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصل إلى تيانجين اليوم الأحد، بالزعيمين الصيني والهندي خلال الأيام المقبلة.








