استعادت البورصة المصرية جاذبيتها تدريجيًا خلال تعاملات جلسات الأسبوع الجارى، مدفوعة بعودة المؤسسات المحلية لتكوين مراكز شرائية جديدة، وسط تحسن ملحوظ في مستويات السيولة، وتزايد شهية المخاطرة لدى المستثمرين الأفراد.
وانعكس هذا الاتجاه بشكل مباشر على أداء المؤشر الرئيسى للسوق، والذى نجح فى اختراق مستويات تاريخية جديدة متجاوزًا حاجز 37 ألف نقطة.
وأنهى مؤشر EGX30 تعاملاته مرتفعًا بنسبة 0.84% مسجلًا 37,210 نقطة، كما صعد مؤشر EGX33 بنسبة 0.51% ليغلق عند مستوى 3698 نقطة، وسجل مؤشر EGX70 للشركات الصغيرة والمتوسطة ارتفاعًا بنسبة 1.96% ليصل إلى 11,250 نقطة.
فى حين ارتفع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 1.64% ليصل إلى 14,869 نقطة، وحقق مؤشر EGX30 Capped ارتفاعًا بنسبة 0.65% مغلقًا عند 45,472 نقطة.
المصرى: 40 ألف نقطة مستهدف المؤشر الرئيسي قبل نهاية العام
قال ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة «العربي الأفريقي لتداول الأوراق المالية»، إن هناك عدة عوامل ساعدت المؤشر الرئيسي على كسر مستويات مقاومة جديدة والاستقرار أعلاها، في مقدمتها العامل الفني، والتى تشير إلى أن المؤشر مؤهل لاختراق حاجز 40 ألف نقطة قبل نهاية العام، مدعوماً بوجود أوامر شراء قوية.
وأضاف أن العوامل الأخرى الداعمة للسوق تتمثل في هدوء التوترات الجيوسياسية فى المنطقة، وصدور نتائج أعمال الشركات، إلى جانب أخبار الاستحواذات، بالإضافة إلى استمرارية التيسير النقدي من قبل البنك المركزى.
ولفت المصري إلى أن أسعار الفائدة قد تكون عاملاً مساعداً في تحفيز السوق، لكنها ليست عاملاً أساسياً، موضحاً أن البورصة المصرية لا تُعد حساسة بدرجة كبيرة لحركة الفائدة، إلا أن التراجع في العوائد البنكية قد يسهم في جذب سيولة جديدة من العملاء إلى السوق.
وأشار إلى أن التقارير التي تتحدث عن تراجع سعر الدولار أمام الجنيه تعد من العوامل الإيجابية أيضاً، كونها تشجع دخول السيولة من المستثمرين العرب والأجانب، إذ يتيح لهم ذلك تحقيق مكاسب سواء من فارق سعر الصرف أو من الاستثمار في البورصة.
وشهد السوق قيم تداولات بنحو 4.213 مليار جنيه، من خلال تداول 1.233 مليون سهم، بتنفيذ 116.3 ألف عملية بيع وشراء، بعد أن تم التداول على أسهم 220 شركة مقيدة، ارتفع منها 141 سهمًا، وتراجعت أسعار55 سهمًا، فيما لم تتغير أسعار 24 سهماً، وسجل رأس المال السوقى مستوى 2.619 تريليون جنيه.
أبوغنيمة: تحسن المعنويات وسيولة المستثمرين يواصل دعم الاتجاه الصاعد
ومن جانبه، قال باسم أبوغنيمة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة «عربية أون لاين» لتداول الأوراق المالية، إن المؤشر الرئيسي يقترب حالياً من منطقة المقاومة الثانوية قرب مستوى 37,500 نقطة والتى ستشهد ظهور قوى بيعية، وفى حال تجاوز هذا المستوى فإن المستهدف التالي سيكون عند 38,200 نقطة.
وأضاف أبوغنيمة أن القوة الشرائية الواضحة في السوق مدفوعة بعدة عوامل إيجابية، أبرزها قرار خفض أسعار الفائدة، وانحسار المخاوف الجيوسياسية واستقرار الأوضاع الإقليمية، ما أدى إلى تغير ملحوظ في سيكولوجية المستثمرين.
ولفت إلى أن المؤسسات والمستثمرين الرئيسيين بدأوا بالفعل في عمليات شراء وتجميع مراكز، فيما قد يتجه المستثمرون الذين لم يستكملوا مراكزهم بعد إلى الدخول في الفترة المقبلة، وهو ما يعزز استمرار صعود المؤشر.
وأكد أن الرؤية العامة للسوق لا تزال إيجابية منذ بداية العام، متوقعاً استمرار هذا الاتجاه حتى نهاية 2025، وخاصة في الربع الأخير الذي قد يشهد قوة دفع أكبر مما شهده السوق في الفترات السابقة، مع مراقبة رد فعل السوق عند مناطق الاختبار.
ونصح المستثمرين بالاحتفاظ بمراكزهم مع تنفيذ تعاملات انتقائية، مؤكداً أن السوق يتحرك في اتجاه صاعد ومعظم الأسهم مرشحة لتحقيق عوائد ربحية، مع ضرورة الالتزام بحدود إيقاف الخسائر.
وأشار إلى أهمية تفعيل حد إيقاف خسائر متغير مع كل مستوى جديد يحققه السوق، وأن الحد الوقائي الحالي لمؤشر EGX30 يقع عند مستوى 30,900 نقطة.
واتجهت تعاملات المستثمرين المصريين نحو الشراء بصافى تعاملات نحو 55.3 مليون جنيه، مستحوذين على نسبة 94.55%، فيما توجه العرب والأجانب نحو البيع بصافى تعاملات 14.05 مليون جنيه و 41.26 مليون جنيه مستحوذين على نسبة 4.38% و 1.06% .
واستحوذ الأفراد على 83.65% من التعاملات، فيما سجلت المؤسسات 16.34% من التعاملات.
