تشهد الأسواق الأوروبية مؤشرات انتعاش مع سلسلة من الشركات التي بدأت أو تستعد لطرح أسهمها للاكتتاب العام، مما يمنح الأمل لأسواق رأس المال في المنطقة بعد فترة طويلة من التباطؤ.
الأسبوع الحالي ، جمعت شركة خدمات الأمن “فيرشور” نحو 3.2 مليار يورو في أكبر طرح أوروبي منذ ثلاث سنوات، في حين جمعت شركة الأطراف الصناعية “أوتوبوك” 700 مليون يورو في أكبر طرح عام أولي تشهده ألمانيا هذا العام.
كما تم إدراج كل من البنك الرقمي السويدي “نوبا”، وشركة السيارات الألمانية “أوموفيو”، وشركة أجهزة الليزر الجلدية “ذا بيوتي تيك جروب”، وشركة الإعلانات المبوبة “سويس ماركيت بليس جروب” في الأسواق الأوروبية خلال الأسابيع الماضية.
تُخطط شركات أخرى لعمليات طرح إضافية، من بينها إدراج شركة السيارات الألمانية “موبايل دوت دي” في بورصة فرانكفورت بقيمة 10 مليارات يورو، بالإضافة إلى إدراج شركتي الأغذية المعلبة “برينسز جروب” والمصرف البريطاني المتخصص “شوبروك” في لندن، بحسب ما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
يقول مديرو الشركات ومستشاروهم إن المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية، بما فيها التقلبات التي سببتها الرسوم الجمركية الأمريكية، قد تراجعت إلى حد ما، ما خلق بيئة أكثر ملاءمة للإدراجات بعد أن تم تعليق العديد من الطروحات في السابق.
كما أن أسواق الأسهم تتداول عند مستويات قياسية، مما يشكل دافعاً إضافياً للشركات للتوجه نحو الطرح العام.
قال ريتشارد كورماك، رئيس أسواق رأس المال للأسهم في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى “جولدمان ساكس”: “نحن نكسر الجمود”، مضيفاً أن هناك “مجموعة جيدة من الصفقات… ويبدو أننا الآن عند بداية حقيقية لدورة جديدة”.
من جانبه، قال مارتن ثورنيكروفت، الرئيس العالمي المشارك لأسواق رأس المال للأسهم في “مورجان ستانلي”، إن الطرح الكبير لشركة “فيرشور” سيمنح دفعة قوية للأصول الكبرى وعالية الجودة في خط الطروحات القادمة.
تكافح البورصات الأوروبية منذ فترة لجذب إدراجات جديدة، إذ بلغ عددها هذا العام 76 فقط، وهو أدنى مستوى منذ عام 2009، وفقاً لبيانات “ديلوجيك”.
كما احتفظت شركات الأسهم الخاصة بحصصها في الشركات لفترات أطول بدلاً من طرحها في السوق بسبب ضعف الطلب، بينما اختارت بعض الشركات، مثل شركة التكنولوجيا المالية السويدية “كلارنا”، الإدراج في الولايات المتحدة بسبب التقييمات الأعلى وعمق أسواق رأس المال هناك.
أدى نقص الإدراجات إلى دفع صُناع السياسات الأوروبيين لمحاولة تشجيع المزيد من الاستثمارات المحلية في الشركات الأوروبية وتحفيز المؤسسين على إدراج شركاتهم داخل المنطقة.
ووفقاً لبيانات “ديلوجيك”، جمعت الشركات المدرجة في بورصة “ناسداك” السويدية هذا العام أكبر حجم من الأموال بقيمة 6.7 مليار دولار، بينما جرى جمع 1.2 مليار دولار في بورصة فرانكفورت، والمبلغ ذاته في بورصة “سويس سيكس” السويسرية.
وقال ستيفان جروفات، رئيس قسم الاكتتابات العامة لأسواق رأس المال للأسهم في “دويتشه بنك”: “من المشجع أن النشاط يتوسع إلى ما بعد الأسواق ذات القواعد المحلية القوية مثل سويسرا والدول الإسكندنافية”.
وأضاف: “نرى الآن طلباً متجدداً في المملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا، بما في ذلك من المستثمرين الأفراد”.








