بينما يثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اضطرابًا اقتصاديًا جديدًا بسبب سياساته التجارية القائمة على الرسوم الجمركية المرتفعة، تبدو أيرلندا في طريقها لتصبح أسرع الاقتصادات المتقدمة نموًا في العالم، بحسب صحيفة ذا آيريش تايمز.
وتشير توقعات وزارة المالية الأيرلندية وبنك أيرلندا إلى أن معدل النمو قد يقترب من 11% خلال العام الجاري، ويُعزى هذا التحسن إلى قوة قطاع الصناعات الدوائية، واستمرار إنفاق المستهلكين، وزيادة الاستثمارات الحكومية.
غير أن هذا النمو المرتفع يعكس في الواقع تكديس الشركات الأمريكية مخزونًا من الأدوية الأيرلندية خلال النصف الأول من العام، تحسّبًا لتطبيق الرسوم الأمريكية الجديدة، مما أدى مؤقتًا إلى ارتفاع كبير في الصادرات، ومن ثم في الناتج المحلي الإجمالي.
وقال كونال ماك كويل، كبير الاقتصاديين في بنك أيرلندا: “على الرغم من الرياح الاقتصادية المعاكسة عالميًا، فإن هيكل الصادرات الأيرلندي الدفاعي، خصوصًا في قطاعات الأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يواصل حمايتنا من التقلبات الخارجية.”
وقد بلغت قيمة السلع الأيرلندية المصدَّرة إلى الولايات المتحدة العام الماضي نحو 73 مليار يورو، منها 58 مليار يورو في المنتجات الدوائية وحدها، وهي حتى الآن خارج نطاق الرسوم الأمريكية الجديدة.
وعلى الرغم من تهديد ترامب بفرض رسوم بنسبة 100% على شركات الأدوية التي لا تصنّع داخل الولايات المتحدة، فإن تحركاته الأخيرة تشير إلى اتجاه مختلف؛ إذ عقدت إدارته اتفاقات مع شركات كبرى مثل فايزر وأسترازينيكا لتجنّب الرسوم، ما يمثل فائدة مزدوجة لتلك الشركات وللاقتصاد الأيرلندي في آنٍ واحد.
وبذلك لا يتبقى سوى نحو 15 مليار يورو من الصادرات الأيرلندية – أي ما يعادل 2% فقط من إجمالي تجارة البلاد في السلع والخدمات (809 مليارات يورو) – المعرَّضة فعليًا لخطر الرسوم الأمريكية.








