اعتبر أنكوش أرورا، الرئيس التنفيذى لشركة منصور للسيارات، أن قطاع السيارات يعيش واحدة من أكثر مراحله «إثارة وتحولاً» فى التاريخ، مشيراً إلى أن السنوات الأخيرة شهدت «انقلاباً كاملاً فى قواعد اللعبة» على مستوى التكنولوجيا، وسلاسل التوريد، وطبيعة المنافسة العالمية.
وأوضح خلال مشاركته فى قمة «إيجيبت أوتوموتيف»، أن هناك ثلاثة سباقات رئيسية تعيد تشكيل خريطة الصناعة عالمياً هى سباق السرعة إلى السوق، وسباق التكامل الرأسى، وسباق الذكاء الاصطناعى.
أضاف «أرورا»، أن الشركات التى لن تتمكن من مجاراة هذا الإيقاع «ستتخلف عن الركب»، لأن التطورات أصبحت متسارعة بشكل غير مسبوق، خاصة فى مجال البطاريات والتقنيات الذكية.
وأشار إلى أن تكنولوجيا البطاريات الصلبة تمثل التحول الأهم فى المرحلة المقبلة؛ إذ توفر مدى يصل إلى 2000 كيلومتر، وزمن شحن لا يتجاوز خمس دقائق، مع عمر افتراضى أطول وتكلفة أقل، مؤكداً أن دخول هذه التكنولوجيا للإنتاج التجارى سيُحدِث «ثورة حقيقية» فى سوق السيارات الكهربائية خلال عامين إلى ثلاثة أعوام.
ولفت إلى أن الصين تتصدر السباق العالمى فى التطوير والإنتاج، وتتحول إلى مركز تصنيعى يمتد خارج حدودها من خلال شراكات واستثمارات فى أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، بينما تسعى أوروبا والولايات المتحدة إلى مجاراة هذا التطور عبر ضخ استثمارات ضخمة فى الذكاء الاصطناعى والتصنيع الذكى.
وأشار «أرورا»، إلى أن الشركات العالمية بدأت تتبنى نموذج التكامل الأساسى للتحكم فى سلاسل التوريد من التعدين وحتى إعادة تدوير البطاريات، لضمان الاستقرار وتقليل التكاليف، موضحاً أن شركات منها «مرسيدس» و«جنرال موتورز» و«BYD» استثمرت بالفعل فى المناجم ومصانع إعادة التدوير ومراكز البحث والتطوير الخاصة بها.
أما عن الذكاء الاصطناعى، فأكد أن مصانع كاملة فى الصين باتت تعمل بنسبة تشغيل آلى تتجاوز 85% بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعى والتحكم الآلى.
وهذا التحول لا يعنى الاستغناء عن العنصر البشرى، بل «يتطلب إعادة تأهيل العمالة لتتعامل مع التكنولوجيا الجديدة وتتكيف معها»، مشيراً إلى أن الصين بدأت بالفعل فى بناء أقوى حاسب فائق فى الفضاء مكون من 2800 قمر صناعى لدعم أنظمة القيادة الذاتية وتحسين سلاسل التوريد عالمياً.
وفيما يتعلق بمصر، أكد «أرورا»، أنها تمتلك فرصة استثنائية لتصبح مركزاً صناعياً للسيارات خلال العقد المقبل، لكن ذلك يتطلب خطة طويلة المدى، واتساقاً فى السياسات، وتعاوناً وثيقاً بين الحكومة والقطاع الخاص.
وأضاف أن مصر تمتلك مقومات تنافسية قوية، من بينها انخفاض تكلفة العمالة، وتوافر الكفاءات الفنية، وارتفاع نسبة الشباب (55% من السكان تحت سن 28 عاماً)، مؤكداً أن هذه العوامل يمكن أن تجعل مصر محوراً مهماً فى التصنيع والتصدير للأسواق الأفريقية والأوروبية.
أما النجاح فى بناء صناعة سيارات قوية، فلن يتحقق إلا من خلال نقل التكنولوجيا، والشراكات الدولية، وتنمية الصناعات المغذية، مشدداً على أن هذه المرحلة تتطلب «رؤية واضحة وصبراً طويل المدى» لتحقيق حلم مصر بأن تصبح مركزاً إقليمياً لصناعة السيارات.








