تحولت المعارض العقارية الخارجية خلال السنوات الأخيرة إلى إحدى أهم القنوات البيعية التي تعتمد عليها الشركات العقارية لتحقيق مستهدفاتها، مع نجاحها في الوصول المباشر للمصريين العاملين بالخارج وارتفاع معدلات الشراء داخل أسواق الخليج تحديدًا.
ومع توسع الشركات في المشاركة بمعارض تُقام في دول عربية وأوروبية مختلفة، اكتسبت هذه الفعاليات أهمية متنامية باعتبارها منصة فعالة لفتح أسواق جديدة، فضلًا عن دورها في مواجهة المنافسة المتصاعدة داخل السوق المحلي وتغير تفضيلات العملاء في الخارج.
العسال: الأجانب لا يمثلون سوى 15%.. والمعارض موجّهة للمصريين العاملين بالخارج
قال المهندس هاني العسال، مؤسس مجموعة مصر إيطاليا العقارية ووكيل غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات، إن المعارض الخارجية، إلى جانب أدوات التسويق الإلكتروني، أصبحت من أهم آليات تعزيز المبيعات، شرط إدارتها وفق خطط مدروسة تستهدف الأسواق الأكثر فاعلية.
وأضاف أن أسواق الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات وقطر والكويت، أثبتت قدرتها على تحقيق أفضل نتائج للمطورين، مقارنة بأسواق بعيدة مثل الولايات المتحدة حيث تنخفض رغبة الجاليات في الشراء أو العودة للاستقرار داخل مصر.
وأوضح العسال أن القطاع العقاري أصبح أحد أعمدة الاقتصاد بعد أن تجاوزت مساهمته 21% من الناتج المحلي، مشيرًا إلى أن المعارض الخارجية تُعد قناة محورية لدعم نمو القطاع.
وكشف أن نسبة المشترين الأجانب في هذه الفعاليات لا تتجاوز 15%، بينما يشكل المصريون بالخارج الشريحة الأكبر من المشترين، ما يجعل هذه المعارض موجّهة لهم بالأساس رغم أهميتها في مسار تصدير العقار.
وشدد على ضرورة إصدار إطار تشريعي واضح ينظم تصدير العقار، بما يضمن استدامة توسع الشركات في هذا المسار، خصوصًا مع الطفرة العمرانية والمشروعات القومية الكبرى التي عززت من تنافسية السوق.
من جانبه، قال محمد منير، رئيس مجلس إدارة شركة «فيوتشر هومز»، إن بعض المعارض الخارجية تحقق نتائج تصل إلى 100% من المستهدف، مؤكدًا أن قوة السوق المستهدف هي العامل الرئيسي في نجاح أي معرض.
وأشار إلى أن الكويت وقطر والسعودية والإمارات تمثل الأسواق الأكثر جذبًا للمطورين المصريين، بينما تأتي البحرين وعمان وليبيا في مرتبة أقل من حيث حجم الطلب.
وأوضح منير أن المصريين بالخارج أصبحوا أكثر ميلًا لشراء وحدات جاهزة أو متقدمة في مراحل التنفيذ لتجنب مخاطر المشروعات على المخطط، ما يدفع الشركات لتقديم مشروعات قائمة فعليًا لضمان نتائج قوية.
وكشف أن نحو 70% من عملاء هذه المعارض هم من المصريين العاملين بالخارج، ما يجعلها قناة بيع رئيسية وليست مجرد نشاط تسويقي تكميلي.
ولفت إلى أن ارتفاع أسعار العقارات محليًا تسبب في تباطؤ نسبي بالطلب، ما يجعل الدمج بين التسويق الإلكتروني والمعارض الخارجية ضرورة لتوسيع قاعدة العملاء.
الطماوي: اختيار المعرض المناسب يحدد النتيجة وليس حجم المشاركة أو الإنفاق التسويقي
وفي السياق ذاته، قال الدكتور عمرو الطماوي، عضو مجلس إدارة شركة بيتا للتطوير العقاري، إن نتائج المعارض الخارجية تعتمد بدرجة كبيرة على اختيار الفعاليات المناسبة وفق دراسة دقيقة للسوق، إلى جانب الاعتماد على أبحاث Market Research لتحديد الشرائح الأكثر اهتمامًا بالعقار المصري.
وأشار الطماوي إلى أن السوق السعودي -خاصة الرياض- يمثل الوجهة الأقوى للمطورين المصريين، يليه جدة ثم أسواق مثل دبي وأبوظبي والدوحة، مدفوعًا بارتفاع القدرة الشرائية وكثافة العمالة المصرية هناك.







