ساهمت أدوات التسوق المدعومة بالذكاء الاصطناعي في زيادة الإنفاق عبر الإنترنت في الولايات المتحدة خلال الجمعة السوداء، حيث تجنب المستهلكون المتاجر المزدحمة ولجؤوا إلى برامج الدردشة الآلية لمقارنة الأسعار وإيجاد عروض وسط مخاوف من ارتفاع الرسوم الجمركية.
وأفادت شركة “أدوبي أناليتكس” والتي تحلل تريليون زيارة لمواقع التجارة الإلكترونية، بأن الأمريكيين أنفقوا رقمًا قياسيًا بلغ 11.8 مليار دولار عبر الإنترنت، بزيادة قدرها 9.1% مقارنة بعام 2024، في أكبر يوم تسوق في العام.
وبدأ موسم التسوق في موسم الأعياد وسط ميزانيات أكثر صرامة، ومعدل بطالة يقترب من أعلى مستوى له في أربع سنوات، وثقة المستهلك الأمريكي عند أدنى مستوى لها في سبعة أشهر، وأسعار تشجع على الاهتمام بكل دولار يُنفق.
ووفقًا لمؤشر “ماستركارد سبيندينج بولس”، شهد الطلب على التسوق عبر الإنترنت ارتفاعًا حادًا مع ازدياد وعي المستهلكين، حيث بلغ نمو التجارة الإلكترونية 10.4% في الجمعة السوداء، مقارنة بنمو 1.7% فقط لمبيعات المتاجر التقليدية في عام 2024.
وأوضحت شركة “أدوبي” أن نسبة الزيارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى مواقع التجارة الإلكترونية الأمريكية زادت بنسبة 805% مقارنة بالعام الماضي، حتى قبل إطلاق أدوات مثل “سباركي” من “وول مارت” و”روفوس” من “أمازون”.
من جانبها، قالت “سوزي ديفيدخانيان” المحللة في “إي – ماركيتير”: إن “المستهلكين استخدموا أدوات جديدة للعثور على ما يحتاجونه بسرعة أكبر، وقد يكون التسوق لشراء الهدايا أمرًا مرهقًا، لكن نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) تجعل عملية الاكتشاف أسرع وأكثر توجيهًا”.
وأوضحت “ديفيدخانيان” أن العروض الترويجية والخصومات تبدو أقل جاذبية من العام الماضي بسبب ارتفاع التكاليف المرتبطة بالتضخم والتعريفات الجمركية، مما يجعل السعر النهائي أقل جاذبية للمتسوقين.
ومن بين أكثر منتجات الجمعة السوداء رواجًا مجموعات “ليجو” وبطاقات “بوكيمون” وأجهزة الألعاب مثل “نينتندو سويتش” و”بلايستيشن 5″ ومنتجات تتراوح من سماعات “آبل إير بودز” إلى خلاطات “كيتشن إيد”.
وعلى المستوى العالمي، أثر الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة على مبيعات الإنترنت في الجمعة السوداء بقيمة 14.2 مليار دولار، منها 3 مليارات دولار من الولايات المتحدة وحدها، وفقًا لشركة “سيلز فورس”.
وأفادت شركة “سيلز فورس”، التي تشمل بياناتها الضروريات اليومية كالطعام، بأن المستهلكين الأمريكيين أنفقوا 18 مليار دولار عبر الإنترنت على التسوق في الجمعة السوداء، بزيادة قدرها 3% على أساس سنوي، وكانت الملابس والإكسسوارات الفاخرة من بين أكثر الفئات رواجًا.
وفي حين أن الأمريكيين أنفقوا هذا العام أكثر من العام الماضي، تشير “سيلز فورس” إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تراجع الطلب على الإنترنت، حيث انخفض عدد المنتجات التي يشتريها المستهلكون في كل معاملة.
وظلت معدلات الخصم مستقرة مقارنة بعام 2024، حيث ساعد الذكاء الاصطناعي المستهلكين في العثور على أفضل العروض، لكن ارتفاع الأسعار يصعب على تجار التجزئة تقديم خصومات أكبر.
بدوره، أعرب “مايكل آشلي شولمان” كبير مسئولي الاستثمار في “رنينج بوينت،” عن اعتقاده بأن الجمع بين ارتفاع الأسعار وثبات الخصومات يقلل من القيمة الحقيقية لعروض الجمعة السوداء بالنسبة للمستهلكين.
وأشارت شركة “سيلز فورس” إلى انخفاض حجم الطلبات بنسبة 1%، بينما ارتفع متوسط سعر البيع بنسبة 7%، كما اشترى المستهلكون عددًا أقل من المنتجات لكل معاملة، مع انخفاض سنوي في عدد الوحدات لكل معاملة بنسبة 2%.
وأعلنت “كايلا شوارتز” مديرة تحليلات المستهلكين في شركة “سيلز فورس” أن “هناك عاملين يفسران ارتفاع متوسط سعر البيع في الولايات المتحدة: الأول بلا شك هو تأثير الرسوم الجمركية، لا سيما على الفئات التقديرية حيث يكون نمو أسعار البيع كبيرًا، أما العامل الثاني فيتعلق بقوة المتسوقين ذوي الدخل المرتفع مقارنة بالمتوسط، كما يتضح من صحة قطاع السلع الفاخرة”.
وهذا الارتفاع في الإنفاق يمهد الطريق لأكبر “سايبر الاثنين” (هو يوم تسوق عبر الإنترنت يُقام في يوم الإثنين الذي يلي عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، وهو امتدادٌ لـ”الجمعة السوداء”)، حيث تتوقع أدوبي مبيعات بقيمة 14.2 مليار دولار بزيادة 6.3% على أساس سنوي، الأمر الذي سيجعل هذا اليوم الأكثر أهمية في السنة للتجارة عبر الإنترنت.
ومن المتوقع أن تشهد الإلكترونيات أكبر الخصومات، التي تصل إلى 30% من سعرها الأصلي، بالإضافة إلى عروض مميزة على الملابس وأجهزة الكمبيوتر، وفقًا لشركة أدوبي.
وفي المتاجر التقليدية، ظل البحث عن الصفقات ضعيفًا نسبيًا خلال الجمعة السوداء، حيث تردد بعض المستهلكين في إنفاق مبالغ طائلة.








