العزبى: يدرس الدخول فى مجال تصنيع المستلزمات الطبية
يتطلع مستثمرو الرعاية الصحية لضخ رؤوس أموال جديدة في القطاع، مع اتساع فجوات الطلب على الخدمات الطبية وارتفاع الحاجة إلى كيانات تشغيلية وصناعية قادرة على مواكبة التوسع الحكومي والخاص.
واستعرض كبار المستثمرين وخبراء القطاع، خلال القمة السنوية للاستثمار في الرعاية الصحية، خططهم التوسعية ورؤيتهم لتعزيز قدرة السوق المصري على جذب الاستثمارات، مؤكدين أن الصحة أصبحت أحد أكثر القطاعات استراتيجية وجاذبية في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة.
قال مصطفى شيخون، نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إن القطاع الصحي بات أحد المحاور الرئيسية لحركة الاستثمارات عالميًا، خاصة بعد جائحة «كوفيد-19»، التي أعادت تعريف أهمية سلاسل الإمداد.
وأوضح أن مصر تُعد وجهة استثمارية استراتيجية بفضل موقعها الجغرافي وقناة السويس، إلى جانب المناطق الاقتصادية المتخصصة، ومن بينها منطقة الصناعات الدوائية التي تضم بين 36 و38 شركة باستثمارات تتجاوز المليار دولار.
وأشار إلى أن المنطقة الاقتصادية حققت استثمارات إجمالية بلغت 12.6 مليار دولار خلال عامين ونصف، ما يعكس جاذبية القطاع الطبي، مؤكدًا أن البيئة التشريعية في المنطقة تقوم على الشفافية وتذليل العقبات مع توفير دعم كامل لحل التحديات الإدارية والقانونية لضمان استمرار تدفق الاستثمارات.
أكد أحمد العزبى، رئيس مجلس إدارة مجموعة صيدليات العزبى، أنه يستعد للدخول في مجال تصنيع الأجهزة الطبية عبر شراكة مع شركة «مايندراي» الصينية، لإنتاج أجهزة الألتراساوند والأشعة عبر خطين رئيسيين في المرحلة الأولى.
وأضاف أن الدراسات الأولية أكدت وجود طلب متزايد على الأجهزة الطبية بالتزامن مع التوسع في إنشاء المستشفيات الحكومية والجامعية والخاصة.
وأوضح العزبى أنه تم الاتفاق مع «مايندراي» على خطة لتوطين مختلف منتجاتها تدريجيًا، تبدأ بعمليات التجميع، على أن ترتفع نسبة المكوّن المحلي إلى ما بين 40 و60% خلال 3 أعوام.
وكشف عن دراسة دخول مجال تصنيع المستلزمات الطبية، متوقعًا حسم القرار خلال 3 أشهر.
قال المهندس عمر عبد القادر، العضو المنتدب لشركة «اليفيت» للمستشفيات، إن تحليل نماذج الرعاية الصحية عالميًا يظهر أهمية العمل وفق «خطوط الخدمة» في التشخيص والرعاية الأولية.
وأضاف أن 70–80% من تكلفة المستشفيات تذهب للإنشاءات والتشطيبات، ما يرفع المخاطر ويحد من الإقبال على إنشاء كيانات جديدة.
وأوضح أن «اليفيت» تعتمد على نموذج «الشبكات الجغرافية» لضمان التشغيل الفوري، عبر شراكات مع مطورين عقاريين ووزارة الصحة ومؤسسات أورام، مشيرًا إلى أن أولى مستشفيات الشركة بدأت العمل فور استلامها وبطاقة استيعابية 600 مريض يوميًا.
وأكد أن الشركة تعمل كمنظومة متكاملة تشمل التشخيص والرعاية الأولية والمراكز العلاجية والمستشفيات.
أكد خالد أبو حيف، العضو المنتدب لشركة «الملتقى العربي للاستثمارات – أميك»، أن السوق المصري رغم التحديات الاقتصادية ما يزال من أكبر أسواق الاستثمار الطبي في المنطقة.
وأوضح أن المستثمرين الإقليميين يواجهون مخاطر أعلى من المستثمر المحلي، خاصة ما يتعلق بتقلبات العملة، وهو ما جعل الكثير منهم ينتظر إثبات قدرة المستثمر المحلي على تحقيق دورة تشغيل ناجحة قبل الدخول في السوق.
وكشف أن مصر تمتلك نحو 140 ألف سرير فقط، بينما يضيف القطاع الخاص 4 إلى 5 آلاف سنويًا، معتبرًا هذا الرقم «فجوة كبيرة» تتطلب نماذج شراكة مرنة، مثل عقود امتياز تمتد حتى 49 عامًا لإدارة وتجهيز وتشغيل المستشفيات الحكومية ضمن شبكات طبية متكاملة.
وأشار إلى أن التكنولوجيا أصبحت محورًا أساسيًا في إدارة الرعاية الصحية، سواء في رقمنة الخدمات أو إدارة حركة المرضى أو تقديم خدمات الطب عن بعد، إضافة إلى ضرورة توطين صناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية للحد من تأثيرات العملة.
قالت ابتسام محمود، الرئيس التنفيذي للاستثمار بشركة «مصر لتأمينات الحياة»، إن إجمالي الأصول المدارة يبلغ 80 مليار جنيه، يوجَّه منها نحو 7% من محفظة الأسهم لقطاع الرعاية الصحية.
وأضافت أن الشركة تستثمر في شركات دواء ومستشفيات ومراكز تشخيصية وشركات تعمل في علاج الأورام، مشيرة إلى أن القطاع يتمتع بقدرة عالية على امتصاص ارتفاع التكاليف وتحقيق عوائد قوية ومستقرة.
وكشفت عن دخول الشركة قطاع الحقن المجهري بعد رصد فرص نمو كبيرة مدعومة بارتفاع الطلب وتنافسية الأسعار، إلى جانب إقبال مرضى من دول مجاورة على الخدمات الطبية في مصر.
وأضافت أن شراكة الشركة مع البنك الأهلي في منصة الخدمات الصحية توفر قاعدة بيانات موحدة للمريض، وتمنع تكرار الفحوصات، وتساعد في تحسين كفاءة مقدمي الخدمة وشركات التأمين.
وأكدت أن دمج التكنولوجيا أصبح ضرورة مع توسع مشروعات تكنولوجيا المعلومات الطبية، لرفع الكفاءة وضبط التكاليف والحد من الممارسات الخاطئة.








