تستعد شركة “سبيس إكس” (SpaceX) لبيع أسهم داخلية في صفقة من شأنها تقييم شركة الصواريخ والأقمار الصناعية التابعة لإيلون ماسك بما يصل إلى 800 مليار دولار، وفقاً لأشخاص مطلعين، لتستعيد بذلك لقب أكبر شركة خاصة في العالم من حيث القيمة.
لكن التفاصيل، التي ناقشها مجلس إدارة الشركة يوم الخميس في مركز “ستاربيس” (Starbase) في تكساس، قابلة للتغيير بناءً على اهتمام البائعين والمشترين أو عوامل أخرى، بحسب بعض الأشخاص الذين طلبوا عدم نشر هوياتهم لأن المعلومات غير معلنة.
وأضاف أحدهم أن “سبيس إكس” تدرس أيضاً إمكانية تنفيذ طرح عام أولي ربما في أواخر العام المقبل.
وذكر شخص آخر مطّلع على المناقشات أن السعر الذي جرت مناقشته لبيع أسهم بعض الموظفين والمستثمرين يتجاوز 400 دولار للسهم، ما يقيّم “سبيس إكس” بين 750 ملياراً و800 مليار دولار.
ولن تجمع الشركة أي تمويل من خلال هذا البيع المزمع، لكن نجاح الطرح عند هذه المستويات سيدفعها لتجاوز التقييم القياسي البالغ 500 مليار دولار الذي حققته “أوبن إيه آي” (OpenAI) في أكتوبر.
ماسك ينفي
إيلون ماسك نفى يوم السبت أن تكون “سبيس إكس” تجمع أموالاً بتقييم 800 مليار دولار، دون أن يتطرق لتقرير بلومبرغ بشأن الطرح المزمع لأسهم المطلعين.
“سبيس إكس تحقق تدفقات نقدية إيجابية منذ سنوات، وتقوم بإعادة شراء الأسهم بشكل دوري مرتين سنوياً لتوفير السيولة للموظفين والمستثمرين” على حد قول ماسك في منشور على منصة “إكس” التي يملكها.
علاوة كبيرة على سعر السهم
سعر بيع الأسهم المطروح في المناقشات ينطوي على زيادة كبيرة عن 212 دولاراً للسهم، وهو السعر الذي حدد في يوليو عندما جمعت الشركة أموالاً وباعت أسهماً بتقييم 400 مليار دولار.
وكانت صحيفتا “وول ستريت جورنال” و”فاينانشال تايمز” قد ذكرتا سابقاً هدف التقييم البالغ 800 مليار دولار.
انتشار خبر التقييم أدى إلى ارتفاع سهم شركة “إيكوستار كورب” (EchoStar Corp)، المتخصصة في البث الفضائي والاتصالات اللاسلكية، بما يصل إلى 18%.
وكانت إيكوستار قد وافقت الشهر الماضي على بيع تراخيص نطاقات ترددية لـ”سبيس إكس” مقابل 2.6 مليار دولار، بعد اتفاق سابق لبيع ترددات الاتصالات اللاسلكية بنحو 17 مليار دولار للشركة المملوكة لماسك.
هيمنة “سبيس إكس”
“سبيس إكس”، وهي أكثر الشركات إطلاقاً للصواريخ في العالم، تسيطر على صناعة الفضاء من خلال صاروخ “فالكون 9” (Falcon 9) الذي ينقل الأقمار الصناعية والبشر إلى المدار.
كما أنها أكبر مزود لخدمات الإنترنت من المدار الأرضي المنخفض عبر شبكة “ستارلينك” (Starlink)، التي تضم أكثر من 9 آلاف قمر صناعي، متقدمةً بفارق كبير على منافسين مثل نظام “أمازون ليو” التابع لشركة “أمازون”.
مجموعة نخبوية
تأتي “سبيس إكس” ضمن مجموعة نخبوية من الشركات التي تمتلك القدرة على جمع التمويل عند تقييمات تفوق 100 مليار دولار، بينما تؤجل أو تنفي نواياها للطرح العام.
ومن شأن طرح عام أولي بتقييم 800 مليار دولار أن يضع “سبيس إكس” ضمن فئة نادرة أخرى — وهي أكبر 20 شركة مدرجة في العالم — على بعد خطوات قليلة من شركة ماسك الأخرى “تسلا” (Tesla).
أكبر اكتتاب أولي في التاريخ
ولو باعت “سبيس إكس” 5% من أسهمها بذلك التقييم فستجمع نحو 40 مليار دولار، ما يجعلها أكبر عملية طرح عام أولي في التاريخ، متجاوزة بكثير إدراج “أرامكو السعودية” الذي جمع 29 مليار دولار عام 2019.
وقد باعت أرامكو في ذلك الطرح 1.5% فحسب من أسهمها، وهي نسبة أقل بكثير مما تعرضه عادة الشركات المتداولة في السوق.
كما أن إدراج “سبيس إكس” سيجعلها عرضة للتقلبات التي تواجهها الشركات المتداولة، مقارنةً مع الشركات الخاصة التي تظل تقييماتها سرية إلى حد كبير.
وتفاوت استقبال السوق لطروحات شركات الفضاء والدفاع خلال عام 2025؛ إذ تضاعفت أسهم “كارمان هولدينغز” (Karman Holdings) ثلاث مرات تقريباً منذ إدراجها، بينما تراجعت أسهم “فايرفلاي إيروسبيس” (Firefly Aerospace) و”فويجر تكنولوجيز” (Voyager Technologies) بما يفوق 10% منذ بدء تداولها.
فكرة متكررة
وكان المسؤولون التنفيذيون في “سبيس إكس” قد طرحوا مراراً فكرة فصل نشاط “ستارلينك” في شركة مستقلة تُطرح للاكتتاب العام — وهو تصور كانت الرئيسة التنفيذية غوين شوتويل أول من اقترحه عام 2020.
لكن ماسك شكك علناً في إمكانية تنفيذ الفكرة على مر السنوات، بينما قال المدير المالي بريت جونسن عام 2024 إن طرح “ستارلينك” سيكون أكثر ترجيحاً “في المستقبل”.
وبحسب تقرير لموقع “ذا إنفورميشن” (The Information) نقلاً عن أشخاص مطلعين، أبلغت “سبيس إكس” المستثمرين وممثلي المؤسسات المالية أنها تستهدف طرح الشركة بالكامل للاكتتاب في النصف الثاني من العام المقبل.
صفقات “الطرح الثانوي”، التي يمكن من خلالها للموظفين وبعض أوائل المساهمين بيع أسهمهم، تتيح للمستثمرين وسيلة لتوليد السيولة في الشركات ذات الدائرة الضيقة من المساهمين مثل “سبيس إكس”.
وتعمل الشركة على تطوير مركبة “ستارشيب” (Starship) الجديدة، التي يُروج لها على أنها أقوى صاروخ تم تطويره على الإطلاق، لنقل أعداد كبيرة من أقمار “ستارلينك” الصناعية، بالإضافة إلى شحنات وروّاد فضاء إلى القمر، ثم إلى المريخ في نهاية المطاف.







