أطلقت شركة إنتربرينيل “Entreprenelle” المجتمعية الرائدة في مجال التنمية المجتمعية وتمكين النساء ، منصة تعليمية رقمية تضم أكثر من 100 برنامج تدريبي ، حسبما قالت رانيا أيمن، مؤسسة الشركة والرئيسة التنفيذية.
أضافت أيمن ، على هامش فعالية “She Can – Tech & AI Edition” التى أطلقتها شركة إنتربرينيل، أن المنصة تمثل نموذجاً متطوراً للتعلّم الإلكتروني، يعتمد على دمج محتوى تدريبي متنوع على منصة واحدة بهدف تمكين النساء من اكتساب المهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل أو تطوير مساراتهن المهنية.
وأكدت أن التطورات التكنولوجية المتسارعة خلال السنوات الماضية أسهمت في خلق فرص واسعة لتقديم حلول تعليمية أكثر مرونة وملاءمة للنساء في مختلف المحافظات، خصوصاً اللواتي يواجهن تحديات مرتبطة بظروف الأسرة أو ضيق الوقت أو البعد الجغرافي عن مراكز التدريب.
أوضحت أيمن، أن الشركة تعمل حالياً على تطوير نظام تعليمي يعتمد على الإتاحة الرقمية الكاملة، بما يسمح للسيدات بالوصول إلى البرامج التدريبية من أي مكان وفي أي وقت، بعيداً عن الحاجة للحضور الفعلي أو الارتباط بمواعيد ثابتة.
أضافت أن المشروع الذي بدأ منذ 11 عاماً كان موجهاً بالأساس لدعم السيدات اللواتي لم يستطعن الالتحاق بالبرامج التدريبية التقليدية، سواء بسبب الظروف الأسرية أو البعد الجغرافي، مؤكدة أن المنصة الجديدة صُممت لمعالجة تلك التحديات بشكل كامل من خلال نموذج يعتمد على التعليم الرقمي المرن.
بركة: جاهزية البنية التكنولوجية في مصر تمثل عاملاً حاسماً في دعم التدريب
وقالت الدكتورة هدى بركة، أستاذة كلية الهندسة ومستشارة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال مشاركتها في إحدى جلسات الفعالية، إن الحكومة قطعت شوطاً كبيراً في دعم التحول الرقمي منذ عام 2019، مشيرة إلى أن وزارة الاتصالات أطلقت في يناير 2025 الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تُعد إطاراً شاملاً لتعزيز استخدامات التكنولوجيا المتقدمة في القطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة.
وأوضحت أن مصر أدركت مبكراً أهمية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي .. لذلك تأسس المركز الوطني للذكاء الاصطناعي عام 2019 ليكون الذراع الفنية المختصة بتعزيز تبني هذه التكنولوجيا في مؤسسات الدولة.
وأشارت بركة، إلى أن سرعة التطور التكنولوجي تتطلب تبني نماذج جديدة للتعلم، مؤكدة أن فكرة الاكتفاء بالدراسة الجامعية لمدة أربع سنوات لم تعد مناسبة لمتطلبات سوق العمل، وأن الاتجاه نحو مسارات “Fast Track Skills” أصبح ضرورياً للتمكين السريع من المهارات المطلوبة.
أضافت أن حجم اقتصاد الذكاء الاصطناعي عالمياً مرشح للوصول إلى 15 تريليون دولار بحلول عام 2030، في حين لا تزال مساهمة المنطقة العربية «محدودة للغاية» مقارنة بالأسواق الكبرى.
ولفتت إلى أن ارتفاع معدل استخدام الشباب والأطفال لأدوات الذكاء الاصطناعي، مثل “Chat GPT”، يعكس توجهاً متزايداً نحو التبنّي الرقمي على المستويين الفردي والتعليمي.
وأكدت بركة، أن الوظائف الحديثة أصبحت «هجينة»، تتطلب دمج مهارات متعددة، موضحة أن المحاسب والصيدلي والمعلم وغيرهم أصبحوا بحاجة إلى إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي لضمان قدرتهم على المنافسة.
أشارت إلى أن نحو 22% فقط من النساء عالمياً يمتلكن مهارات رقمية أساسية، وتنخفض النسبة إلى أقل من 10% في بعض الدول، وهو ما يبرز فجوة رقمية واضحة تحتاج إلى تدخلات عاجلة.
وأضافت أن إتقان مهارات مثل هندسة المحادثة (Prompt Engineering)، الذي لا يتجاوز تدريبه 12 ساعة، أصبح ضرورة لجميع التخصصات، دون الحاجة لخلفية تقنية أو هندسية، مؤكدة أن الأدوات الحديثة تتيح فرصاً واسعة للتطوير المهني السريع.
وأكدت بركة أن المرأة المصرية تمثل نحو 43% من قوة العمل، لكن التحديات تظهر بشكل أكبر في المراحل المهنية المتقدمة التي تتطلب مهارات رقمية أعلى، بالإضافة إلى محدودية فرص التدريب وضعف الثقة بالنفس لدى بعض السيدات، وعدم توافر الإرشاد المهني، فضلاً عن ضغوط الأسرة وريادة الأعمال.
وأشادت بجهود وزارة الاتصالات وهيئاتها المختلفة في توفير برامج تدريب رقمي واسعة، مثل مبادرة مستقبلنا رقمي ومراكز الإبداع الرقمي ومعهد تكنولوجيا المعلومات ITI والمعهد القومي للاتصالات NTI، إضافة إلى منصات التعلم الإلكتروني التي صُممت لتوفير تدريب مرن يناسب جميع الفئات.
وأوضحت أن جاهزية البنية التكنولوجية في مصر تمثل عاملاً حاسماً في دعم التدريب الرقمي، حيث تضم البلاد أكثر من 110 ملايين مواطن و150 مليون جهاز متصل بالإنترنت، ما يوفر «فرصة ذهبية» لتعزيز وصول النساء إلى منصات التعلم الرقمي من أي مكان، وتمكينهن من اكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل الجديد المعتمد على التكنولوجيا.








