حصلت جنوب أفريقيا على أكبر استثمار خاص في تاريخ قطاع السكك الحديدية، بعدما تعهدت شركة تشغيل السكك الحديدية الخاصة “تراكشن” باستثمار 3.4 مليار راند، ما يزيد على 200 مليون دولار، لتوسيع طاقة نقل البضائع عبر شبكة القطارات في البلاد.
ويشمل الاتفاق الاستحواذ على 46 قاطرة ديزل كهربائية من شركة “كيواي ريل” النيوزيلندية، في خطوة تعكس ثقة كبيرة في إصلاحات قطاع السكك الحديدية في جنوب أفريقيا، بحسب ما نقلته صحيفة “بزنس إنسايدر أفريكا” الاقتصادية.
وبحسب بيان صادر عن “تراكشن”، قال الرئيس التنفيذي للشركة جيمس هولي إن هذا الاستثمار يعكس ثقة الشركة في مسار الإصلاحات الحكومية لقطاع السكك الحديدية، خاصة مع فتح شركة “ترانسنت” الشبكة الوطنية أمام المشغلين من القطاع الخاص.
وأضافت الشركة في بيانها: “البرنامج، الذي يضم 1.8 مليار راند للقاطرات و1.6 مليار راند للعربات، يعد أكبر استثمار خاص في نقل البضائع بالسكك الحديدية في تاريخ جنوب أفريقيا من حيث حجم الأسطول والقيمة، مع استهداف حد أدنى يبلغ 60% للمكون المحلي، وتوفير 662 وظيفة مباشرة خلال مرحلتي التصنيع والتشغيل”.
وتتمتع “تراكشن” بخبرة تمتد 38 عاما في التشغيل عبر 10 دول أفريقية، وتسجل بذلك أول دخول لها إلى قطاع السكك الحديدية في جنوب أفريقيا، الذي كان يهيمن عليه سابقا مشغل الدولة “ترانسنت”.
وتشغل الشركة حاليا 55 قاطرة، وتقوم يوميا بصيانة أكثر من 100 قاطرة و450 عربة ويشمل استثمارها البالغ 4ر3 مليار راند، نحو 1.8 مليار راند للقاطرات، و1.6 مليار راند للعربات.
وقال هولي إن إتاحة قاطرات “كيواي ريل”، التي تم استبدالها في إطار تجديد أسطولها، وفرت فرصة نادرة لـ”تراكشن” للحصول على وحدات عالية الجودة ضيقة القياس ومناسبة لمنطقة جنوب القارة الأفريقية، كما أنه من المقرر تحديث القاطرات بالشراكة مع شركة “وابتيك”، إحدى أكبر الشركات العالمية المصنعة لتقنيات السكك الحديدية الديزل الكهربائية.
وبخلاف توسيع الأسطول، ترى “تراكشن” أن هذا الاستثمار سيؤدي إلى تقديم خدمات نقل بضائع حقيقية من القطاع الخاص في جنوب أفريقيا لأول مرة، حيث قال هولي إن الشركة تشغل بالفعل تقنيات قاطرات مماثلة عبر القارة، وأن هذه الأنظمة تتوافق بشكل كبير مع ما تستخدمه “ترانسنت”، بما يضمن التوافق وسرعة الدمج في الشبكة.
ومن المقرر تسليم أول قاطرات من أصل 46 قاطرة من إنتاج “وابتيك” في مايو 2026، ليتم تحديثها إلى مواصفات C30MEI بمحركات موفرة للوقود وأنظمة تحكم متقدمة، على أن يتم تنفيذ جميع أعمال التحديث في مركز خدمات السكك الحديدية التابع لـ”تراكشن” في “روسلاين”، على أن يصبح كامل الأسطول جاهزا للتشغيل بحلول 2028.
وأشار هولي إلى أن “هذه القاطرات ذات السعة العالية والموثوقية المرتفعة يمكننا تسليمها للصناعة بسرعة وبكفاءة من حيث التكلفة”، مضيفا أن أولى الوحدات ستدخل الخدمة خلال 12 شهرا.
ونوه هولي عن أن الصفقة ستدعم أيضا الصناعة المحلية، حيث سيتم توجيه 79% من قيمة التعاقد إلى شركات جنوب أفريقية، بينما سيترجم نحو 60% منها إلى محتوى محلي مباشر، ومن المتوقع أن يوفر المشروع 662 وظيفة مباشرة، إلى جانب أثر اقتصادي أوسع عبر سلسلة التوريد.
ويعد قطاع السكك الحديدية في جنوب أفريقيا، الذي عانى طويلا من أوجه قصور كبيرة، هدفا رئيسيا لرؤوس الأموال الخاصة مع تسريع الحكومة وتيرة الإصلاحات الرامية إلى تخفيف الاختناقات اللوجستية.
وبشبكة تمتد لمسافة 20 ألفا و986 كيلومترا، تمتلك جنوب أفريقيا أكبر نظام سكك حديدية في أفريقيا، ما يجعلها وجهة مثالية للاستثمارات في هذا القطاع، وتنقل الشبكة حاليا ما بين 160 و165 مليون طن من البضائع سنويا، مقابل طلب يتجاوز 250 مليون طن، ما يعكس الحاجة الملحة لزيادة الطاقة الاستيعابية.








