يترقب السوق العقاري مطلع العام المقبل موجة من صفقات الاندماج والاستحواذ، كخيار استراتيجي أمام صغار المطورين وحل عملي لإعادة هيكلة المشروعات المتعثرة وضمان استكمالها.
ويبرز هذا الاتجاه كآلية لتعزيز قوة الكيانات الكبرى، ورفع قدرتها التنافسية، وتخفيف الضغوط المالية على الشركات التي تواجه أزمات سيولة أو التزامات متراكمة تجاه العملاء.
وقالت مصادر مطلعة لـ “البورصة”، إن 10 شركات تعمل بالقطاع بصدد تنفيذ صفقات استحواذ ودمج على مشروعات صغيرة خلال الفترة المقبلة، الأمر الذى سيكون له إنعكاس قوى على السوق، خاصة في توفير السيولة للشركات التي لم تنتهى من الأعمال الإنشائية لمشروعاتها.
وأوضحت أن معظم الشركات المرشحة للاندماج تقع في العاصمة الإدارية، وأن صفقات الفترة المقبلة قد تكون بين كيانات محلية أو بين مطورين مصريين ومستثمرين خليجيين.
وأشارت إلى أن الاندماج يمثل «حلاً عملياً» لأزمة الشركات الصغيرة، سواء عبر دمج كيانات متعثرة أو استحواذ شركات كبرى عليها لتغطية التزامات العملاء وإعادة تنظيم المشروعات العالقة.
ولفتت إلى أن تغطية فجوة السيولة وسداد تكلفة التمويل يمثلان أحد أهم دوافع الاندماج، مؤكداً أن الشركات الكبرى لديها القدرة على استكمال المشروعات وضمان حقوق العملاء، مما ينعكس على سمعة السوق.
سويدة: الشركات تبحث عن شركاء لضخ السيولة وتجنب المساءلة القانونية
قال وليد سويدة، رئيس لجنة الاستشارات الهندسية بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن الاندماجات باتت أحد الحلول السريعة أمام المطورين لتخفيف الأعباء المالية، مشيراً إلى أن الشراكات بين الشركات تساعد فى بناء الثقة مع العملاء.
وأضاف أن «هناك دراسة لاندماج شركة ميلي التابعة للأهلي صبور مع شركة أخرى في قطعة أرض بمدينة 6 أكتوبر».
وأوضح سويدة أن الاندماج يعزز تبادل الخبرات الفنية ويتيح تنفيذ مشروعات أكبر وأكثر تميزاً، مستشهداً بتجربة مشروع “جريان” الذي نفّذته بالم هيلز ونيشنز أوف سكاي وماونتن فيو عبر تحالف بين ثلاثة مطورين كبار، وهو نموذج يؤكد نجاح التحالفات في تحقيق نتائج قوية.
وأضاف أن الشركات المتعثرة أصبحت تبحث عن مستثمر قادر على ضخ السيولة لاستكمال المشروعات، خصوصاً أن العديد منها معروض حالياً للاستحواذ أو الشراكة بأسعار أقل من قيمتها الفعلية نتيجة الضغوط المالية.
وأوضح أن بعض الشركات تسعى لدخول شريك لتجنب أي مساءلة قانونية عن التأخير، مما يجعلها فرصة للمستثمرين الذين يمتلكون سيولة ويرغبون في دخول السوق.
من جانبه قال علاء الشيخ، رئيس القطاع التجاري بشركة تسلا للتطوير العقاري، إن الاندماجات تساعد الشركات على تعويض نقص السيولة وتسريع وتيرة التنفيذ، ما يعزز ثقة العملاء ويساعد الشركات على تحسين صورتها بالسوق.
وأوضح الشيخ أن عمليات الاندماج تتركز غالباً بين الشركات الصغيرة والمتوسطة، في حين تعتمد الشركات الكبرى على أدوات تمويل بديلة مثل التوريق والتمويل البنكي، مما يقلل حاجتها إلى الاندماج.
وقال المهندس شمس الدين يوسف، عضو مجلس إدارة اتحاد مقاولى التشييد والبناء والعضو المنتدب لشركة الشمس للمقاولات، إن الاندماج يخلق كيانات أكثر قوة ومرونة، وقادرة على تنفيذ مشروعات كبيرة بمعدلات أسرع.
وأوضح أن غالبية عمليات الاندماج تتم بين كيان يمتلك الخبرة الفنية وآخر يمتلك القدرة المالية، وهو ما يعزز تنافسية الشركة الجديدة.
وفي المقابل، يرى إبراهيم عبدالمعنم، رئيس مجلس إدارة شركة كونسلتنج للتسويق العقاري، أن موجة الاستحواذ التي يشهدها السوق مؤخراً تمثل توجهاً إيجابياً يساعد الشركات على التوسع وتعزيز حضورها بالسوق العقاري.
وأوضح أن الاستحواذ «من الأدوات الاستراتيجية» التي تلجأ إليها الشركات للبحث عن التوسع والنمو، بينما الاندماج غالباً ما يكون نتيجة لنقص السيولة لدى إحدى الشركات وليس بالضرورة خطوة استراتيجية مخططة.








