يقترب المغرب من إنشاء مركز للغاز الطبيعي المسال بتكلفة مليار دولار تقريباً في ميناء بحري جديد على ساحله المتوسطي، حيث يُخطط لزيادة الواردات للحد من استخدام الوقود الأكثر تلويثاً.
طرحت المملكة هذا الأسبوع مناقصة على الشركات لتوريد وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة، سترسو في ميناء الناظور غرب المتوسط، ومن المقرر أن تبدأ العمل العام المقبل. كما تتطلع إلى اختيار شركات لبناء وتمويل وتشغيل خطوط أنابيب جديدة تربط الميناء بالمناطق الصناعية الرئيسية.
يهدف المغرب إلى أن يصبح لاعباً رئيسياً في استيراد الغاز الطبيعي المُسال، حيث تُخطط الحكومة لإنفاق 3.5 مليار دولار لزيادة استهلاك الغاز من 1.2 مليار متر مكعب إلى 12 مليار متر مكعب بحلول عام 2030. وستُساعد المشاريع الجديدة في تعويض فقدان الإمدادات الجزائرية في عام 2021 بعد نزاع دبلوماسي، في حين يُعد الغاز جسراً مهماً للصناعات التحويلية التي تصدر السلع إلى أوروبا.
شبكة خطوط أنابيب للغاز والهيدروجين الأخضر
قدرت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة تكلفة وحدة التغويز العائمة (FSRU) بحوالي 273 مليون دولار، بينما تتطلب خطوط الأنابيب الجديدة استثمارات بقيمة 681 مليون دولار. وسيتم ربط خطوط الأنابيب بخط “المغاربي الأوروبي”، الذي يستورد المغرب من خلاله الغاز من أوروبا، حيث ستشكل هذه المشاريع أيضاً العمود الفقري لشبكة غاز قد تنقل الهيدروجين الأخضر إلى الداخل والخارج في المستقبل.
تتضمن خطط الغاز في البلاد إنفاق 1.5 مليار دولار على البنية التحتية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لاستبدال اللقيم الأكثر تلويثاً للبيئة مثل زيت الوقود والفحم في القطاع الصناعي، واستثمار ملياري دولار لبناء محطات كهرباء تعمل بالغاز من شأنها مضاعفة كمية الطاقة المولدة منه ثلاث مرات.
يعتزم المغرب إزالة الكربون من اقتصاده بحلول عام 2050 -مع التخلص التدريجي من الفحم في هذه العملية- بما في ذلك من خلال التوسع في توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى مرافق تخزين البطاريات.
استثمارات المغرب في الطاقات المتجددة
وتتوقع السلطات استثماراً بقيمة 11 مليار دولار لإضافة 12.5 غيغاواط من الطاقة المتجددة بين عامي 2025 و2030، وهو ما يمثل حوالي 80% من إجمالي الطاقة الجديدة المُركّبة خلال تلك الفترة.
قال رشيد الناصري، مدير مبادرة إيمال للمناخ والتنمية إن “الغاز سيلعب دوراً محدوداً في استبدال الفحم، حيث يُشكّل التوسع المُخطط له في الطاقة المتجددة نسبةً أكبر بكثير من الطاقة الجديدة”.
سيتم فتح باب تقديم عروض مناقصة وحدة تخزين وإعادة تغويز الغاز العائمة (FSRU) في أوائل فبراير، وسيتم الكشف عن المرشحين المؤهلين مسبقاً لخطوط الأنابيب الجديدة في الوقت نفسه تقريباً.







