بدأت شركة “بروكفيلد أست مانجمنت” العمل مع جهاز قطر للاستثمار على مشروع مشترك بقيمة 20 مليار دولار يستهدف تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، في خطوة تؤكد تصاعد المنافسة الإقليمية على تعزيز النفوذ في هذا القطاع سريع النمو.
قالت الشركتان في بيان اليوم إن “بروكفيلد”، وشركة “كاي” (Qai) -وهي شركة أُنشئت حديثاً تابعة للصندوق السيادي القطري تبلغ أصوله 524 مليار دولار- ستسهمان برؤوس أموال تُوجه للاستثمار في بنية الذكاء الاصطناعي داخل قطر وفي أسواق دولية مختارة.
تستثمر “بروكفيلد” في هذا المشروع عبر صندوق الذكاء الاصطناعي الجديد الذي أطلقته مؤخراً، والذي يستهدف جذب ما يصل إلى 100 مليار دولار من الاستثمارات العالمية، وتلقت بالفعل تعهدات من مستثمرين من بينهم الهيئة العامة للاستثمار الكويتية.
تدير الشركة حالياً نحو تريليون دولار من الأصول، وتُعد من أكثر المستثمرين الأجانب نشاطاً في الخليج خلال الأعوام الأخيرة.
شراكة قطر وبروكفيلد
قال الرئيس التنفيذي بروس فلات: “بصفتها أول استثماراتنا في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، تجمع هذه الشراكة بين الرؤية الاستراتيجية لقطر والخبرة العالمية لبروكفيلد”.
تقدر “بروكفيلد” أن بناء البنية التحتية العالمية للذكاء الاصطناعي سيتطلب 7 تريليونات دولار على مدى الأعوام العشرة المقبلة. تدير أكبر الصناديق السيادية في الشرق الأوسط تريليونات الدولارات، ما يجعلها ركيزة رئيسية في تلبية هذا الطلب الضخم.
في السنوات الأخيرة، سرعت القوى الإقليمية الكبرى وتيرة إنفاقها على التكنولوجيا بهدف تقليص الاعتماد على عائدات الطاقة التقليدية. من خلال صناديقها السيادية، تضخ هذه الدول مليارات الدولارات في صناعات الذكاء الاصطناعي، بما يشمل الرقائق ومراكز البيانات وتطبيقات الدردشة الآلية.
كما أن الإمارات والسعودية – الجارتان الثريتان لقطر- أسستا صناديق بمليارات الدولارات لدعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالتوازي مع بناء شركات وطنية رائدة مثل “جي 42″ في أبوظبي و”هيوماين” في الرياض.
توسع قطر في الذكاء الاصطناعي
على الجانب القطري، يواصل جهاز قطر للاستثمار تعزيز حضوره في هذا القطاع؛ إذ شارك في جولة تمويل بقيمة 13 مليار دولار لشركة “أنثروبيك” في وادي السيليكون، كما دخل في شراكة مع “بلو آول كابيتال” (Blue Owl Capital) في مشروع لإنشاء مراكز بيانات بقيمة 3 مليارات دولار.
قال الرئيس التنفيذي للجهاز محمد سيف السويدي إن المشروع المشترك مع “بروكفيلد” “سيسهم في تقدم رؤية قطر الوطنية 2030 ويساعد في بناء اقتصاد متنوع قائم على الابتكار”.
تأتي هذه الصفقة ضمن جهود أوسع تبذلها الدوحة لجذب المستثمرين العالميين، وهي جهود شجعت شركات مثل “غلوبال إنفراستركشر بارتنرز” (Global Infrastructure Partners) التابعة لـ”بلاك روك” وشركة “بي كابيتال” (B Capital) المملوكة لـ إدواردو سافرين على التخطيط لافتتاح مكاتب في العاصمة القطرية.
تعد دبي وأبوظبي مراكز مالية إقليمية كبيرة، كما تشتهر قطر بكونها وسيطاً في النزاعات الجيوسياسية. وتسعى الدوحة اليوم إلى توظيف ثروتها السيادية لتشجيع صناديق الملكية الخاصة وصناديق البنية التحتية على تأسيس وجود لها داخل البلاد، مستفيدة من ثقلها الاستثماري، بحسب ما ذكرته “بلومبرغ”.







