تستهدف منصة “رولوجي” ، المتخصصة في حلول خدمات الأشعة عن بعد التوسع في غرب وشرق أفريقيا بحلول 2026، وتغطية مناطق جغرافية أكثر بمصر والسعودية وكينيا، وزيادة عدد العملاء إلى ثلاث أضعاف.
قال عمرو أبو دريع، الرئيس التنفيذي لشركة Rology، إن سوق تشخيص الأشعة في الشرق الأوسط وأفريقيا يُقدَّر بأكثر من 3 مليارات دولار سنويًا، مشيرًا إلى أن المنصة تستهدف مضاعفة قاعدة عملائها ثلاث مرات بحلول عام 2026 عبر التوسع في أسواق رئيسية مثل السعودية وكينيا ومصر، إضافة إلى غرب وشرق أفريقيا.
وتابع أبو دريع أن الشركة تأسست عام 2017 لمعالجة النقص الكبير في أطباء الأشعة في العديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا، وهذا النقص يؤدي إلى تأخير التشخيص وارتفاع معدلات الخطأ.
وأضاف لـ”البورصة” أن المنصة بدأت كنظام بسيط لخدمات الأشعة عن بُعد، ثم تطوّرت إلى منصّة متكاملة لطب الأشعة الاتصالي “Tele-Radiology” تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التقارير وسرعة إنجازها.
أوضح أبو دريع، أن المنصّة أصبحت أول حل إقليمي يجمع بين تقنيات الأشعة الطبية ومشاركة الصور الطبية والتشخيص والذكاء الاصطناعي وخدمات الأشعة عن بُعد وحلول الهاتف الذكي ضمن إطار تنظيمي عالمي موثوق.
ولفت إلى أن “رولوجي” تلعب دور البنية التشخيصية الأساسية لمئات المستشفيات، إذ تقدّم تقارير أشعة عالية الدقة خلال دقائق، عبر شبكة تضم أكثر من 200 طبيب أشعة، و تخدم ما يزيد على 300 مستشفى في 13 دولة، ما يمكّن المستشفيات ـ من المدن الكبرى إلى المناطق المحرومة ـ من الحصول على خبرات متخصصة على مدار الساعة.
قال أبو دريع، إن المنصة حققت معدل نمو سنوي تجاوز عدة أضعاف مقارنة بالعام السابق، ويعود ذلك إلى التوسع الجغرافي والسرعة في اعتماد حلول المنصة داخل أسواق رئيسية مثل السعودية وكينيا ومصر.
أضاف أن النمو في السعودية جاء نتيجة جاهزية السوق للتحول الصحي واعتماد نماذج الأشعة الرقمية، إلى جانب التوسع في شراكات جديدة مع مستشفيات كبرى، وارتفاع الطلب على حلول التشخيص السريع نتيجة النقص في الأطباء المتخصصين.
أما كينيا فقد أسهمت فجوات الوصول الكبيرة إلى خدمات الأشعة، وارتفاع الحاجة إلى تقارير سريعة ودقيقة، في تسريع اعتماد المنصة داخل المستشفيات والمراكز الطبية، خصوصًا في المناطق ذات الحاجة.
ولفت أبو دريع، إلى أن زيادة نسبة النمو في مصر جاء نتيجة امتلاك المنصة حضورًا قويًا منذ التأسيس، وارتفعت معدلات الاستخدام بشكل واضح مع دخول منشآت جديدة من القطاعين الحكومي والخاص، وتزايد الاعتماد على الحلول الرقمية لتحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل أوقات الانتظار للمرضى .. و هذه العوامل مجتمعة أسهمت في تحقيق نمو متسارع ومستدام خلال الفترة الماضية.
وأوضح أن المنصة تخدم 13 دولة من خلال 3 مكاتب إقليمية في مصر، وكينيا، والمملكة العربية السعودية، موكداً على تميزها في هذ المجال لوجود فجوة كبيرة في خدمات التشخيص. وتستحوذ “رولوجي” على حصة متنامية باعتبارها المنصة الوحيدة الحاصلة على اعتماد FDA في المنطقة، وتغطي بشكل مباشر احتياجات مئات المستشفيات العامة والخاصة.
قال الرئيس التنفيذي لشركة Rology، إن المنصة جمعت منذ تأسيسها عددًا من الجولات الاستثمارية بمشاركة مؤسسات عالمية مرموقة في مجالات الصحة والتقنية والاستثمار المؤثر، إذ شكّلت هذه الجولات دعمًا مهمًا لتوسيع عملياتنا وتعزيز حضورنا في عدة أسواق، وتواصل الشركة العمل مع شركائنا الرئيسيين لدفع خطط التوسع وتطوير تقنياتنا في الأشعة الاتصالية والذكاء الاصطناعي، بما يلبي الاحتياجات المتزايدة للمستشفيات في المنطقة.
وأكد أبو دريع ، أنه تم تخصيص رأس المال لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، وتحسين المنصة وتطويرها، وتوسيع شبكة الأطباء، والتوسع الجغرافي في السعودية وشرق أفريقيا، وتعزيز التكامل مع الأنظمة الصحية الوطنية.
وأشار إلى أن الشركة تركز التوسع داخل مصر في المستشفيات الحكومية والخاصة وتعزيز التواجد في المحافظات المختلفة. وتحطط خارجيًا لتعزيز التوسع في السعودية، وكينيا، وشرق أفريقيا، مع خطط للوصول إلى أسواق عالمية جديدة مستقبلاً.
وحول أبرز التحديات، قال إن الشركة تواجه معوقات بيروقراطية، وتفاوت البنية الرقمية بين الدول، والاختلافات التنظيمية، وتتغلب عليها عبر منصة لا تحتاج لأي تكاليف إعداد (Zero-setup)، وعبر شراكات تنظيمية محلية، وتطوير أدوات ذكاء اصطناعي ترفع من كفاءة الاعتماد على الموارد النادرة.
كشف أبو دريع، أن الشركة تتجاوز نسبة العملاء المتكررين بها 90%، وهو ما يوفر استقرارًا كبيرًا للإيرادات ويساعد على التخطيط للتوسع بطريقة مستدامة.
وتابع أن “رولوجي” أسهمت في مبادرات ترتبط بالتحول الرقمي وتبنّي ممارسات أكثر استدامة في خفض التكاليف التشغيلية بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة، فمن خلال الاستغناء عن البنية التقليدية المعتمدة على أجهزة PACS داخل المستشفيات، والاعتماد على بنية سحابية مرنة وموفّرة، تمكّنوا من تقليل تكاليف الصيانة والدعم الفني وتحديث الأجهزة.
وأضاف أن رقمنة دورة العمل بالكامل والتخلص من الاعتماد على نقل الأقراص أو الأفلام الطبية والملفات الورقية، خفّض تكاليف اللوجستيات وسرّع تدفق المعلومات بين الأطباء والمراكز، وبفضل هذه التحسينات.
وتمكنت “رولوجي” وشركاؤها من تحقيق كفاءة تشغيلية تصل إلى نحو 25%، إلى جانب تحسين مستوى الأمان، وتقليل الهدر، ورفع سرعة اتخاذ القرار داخل المستشفيات.
قال الرئيس التنفيذي لشركة Rology، إن شركته ستتوافر لها أكبر فرصة خلال السنوات المقبلة وهي التحوّل المتسارع نحو التشخيص الذكي المعتمد على الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في الأسواق التي تواجه نقصًا حادًا في أطباء الأشعة وارتفاعًا في حجم الفحوصات.
أضاف أن هذا التحول يفتح المجال أمام نماذج التشخيص الآلي لتصبح معيارًا أساسيًا في تقديم الخدمة، بحيث يُنجز جزء كبير من العمل التشخيصي بواسطة نماذج ذكاء اصطناعي متعددة الوسائط، مع إشراف الأطباء على الحالات بالخبرة البشرية.
وتابع: “التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا النماذج اللغوية المتقدمة وتقنيات الذكاء التوليدي، يفتح الباب أمام طفرة غير مسبوقة في قطاع الأشعة والتشخيص الطبي”.
وأوضح أن هذه التقنيات أصبحت قادرة على تحسين جودة التقارير الطبية بشكل ملحوظ، وتوحيد معايير الكتابة والتحليل، وتقليل الأخطاء الناتجة عن الاجتهاد البشري، إلى جانب اختصار زمن التشخيص داخل المستشفيات بصورة تعزز كفاءة العمل الطبي.
ولفت إلى أن هذا التحول سيُعيد تشكيل سوق خدمات الأشعة بالكامل، ويوفر فرصًا ضخمة للشركات التي تستطيع تقديم حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي تجمع بين الأمان والفعالية والقدرة على التوسع.
وأشار أبو دريع إلى أن خطة المنصة لعام 2026 تعتمد على ثلاثة محاور رئيسة؛ أولها تطوير وإطلاق أدوات ذكاء اصطناعي وكيلي ومتعدد الوسائط، قادرة على دعم التشخيص المبكر والآلي للأمراض بمختلف درجات تعقيدها.
أما المحور الثاني فيركز على التوسع الجغرافي في أسواق ذات احتياج مرتفع لخدمات الأشعة المتخصصة، بينما يتضمن المحور الثالث تعزيز التكامل مع الأنظمة الصحية الوطنية والمستشفيات الحكومية والخاصة وشركات التأمين الصحي، بما يضمن إدماج التقنيات الجديدة بشكل سلس داخل البنية الصحية.
وتوقع أن يشهد القطاع الطبي خلال السنوات المقبلة تحولًا جذريًا نحو الأتمتة الكاملة، مع انتقال المستشفيات تدريجيًا إلى نماذج تشخيص رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي في سير العمل.
كما توقع أن يصبح التشخيص عن بُعد ركنًا مهمًا في منظومة الرعاية الصحية، وأن يتجه القطاع إلى نموذج عمل هجين يجمع بين خوارزميات الذكاء الاصطناعي وخبرة الأطباء.
وأوضح أبو دريع، أن المنصة عملت على تطوير تطبيق خاص للهواتف المحمولة، يسمح لفرق الأشعة برفع الدراسات الطبية مباشرة من الأجهزة أو الهواتف الذكية، ما يضمن وصول الخدمة للمناطق الريفية والمجتمعات محدودة الإمكانيات.
ويتميز التطبيق بسهولة التكامل مع أنظمة إدارة المستشفيات دون الحاجة لاستثمارات إضافية، ما يتيح اعتمادًا سريعًا وفعّالًا، ويسهم في تحسين دقة التشخيص وتسريع وصول النتائج للمرضى.








