قال السفير حسام زكي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن أزمات الديون لم تعد ظاهرة عابرة، بل أزمة هيكلية ممتدة أثرت بشكل خاص على الدول النامية وذات الدخل المتوسط، وهو ما يستدعي البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة، تتجاوز الأدوات التقليدية والنهج القصير الأجل.
أضاف زكي، أن انعقاد منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي هذا العام تحت عنوان «المالية الإسلامية والاقتصاد المستدام: ابتكارات لتمويل التنمية ومعالجة أزمات الديون» يأتي في توقيت بالغ الدقة، في ظل تفاقم أزمات الديون السيادية عالميًا، واتساع فجوة تمويل التنمية، بجانب تصاعد الضغوط الناتجة عن التغيرات المناخية والتحولات التكنولوجية المتسارعة، وما تفرضه من تحديات مباشرة على حركة الاقتصاد العالمي.
أكد زكي، في كلمته خلال أعمال المنتدى، أن الدورة الحالية تعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة المرحلة الراهنة، مشيرًا إلى أن منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي بات منصة فكرية وتفاعلية تحظى باحترام واسع، لما يتيحه من مساحة تجمع صناع القرار وصناع السياسات والخبراء والممارسين، لتبادل الخبرات وصياغة حلول عملية قائمة على التشخيص الدقيق للتحديات الاقتصادية والتمويلية.
ولفت إلى أن المنتدى لم يكتفِ عبر دوراته المختلفة بطرح الإشكاليات، بل حرص على تقديم رؤى قابلة للتطبيق وإجابات واقعية للأسئلة الأكثر تعقيدًا.
أوضح زكي، أن المالية الإسلامية تمتلك مقومات حقيقية للإسهام في معالجة أزمات الديون، من خلال أدوات تمويل تشاركية وأكثر ارتباطًا بالاقتصاد الحقيقي، بما يعزز الاستدامة المالية ويحد من المخاطر، ويساعد الاقتصادات على بناء قدرات أعلى على الصمود في مواجهة الصدمات غير المتوقعة، في عالم بات يوصف بـ«عصر الأزمات المركبة».
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية تولي اهتمامًا خاصًا بدعم جهود الدول الأعضاء لتعزيز الاستدامة المالية، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتنويع مصادر التمويل، عبر تشجيع استخدام أدوات تمويل مبتكرة وخلاقة، مؤكدًا أهمية الشراكات الاستراتيجية مع المنتديات والمؤسسات البحثية والاقتصادية، وفي مقدمتها منتدى البركة.







