كشف علي العلاق، محافظ البنك المركزي العراقي، أن عددًا من البنوك المصرية يدرس حاليا الدخول في شراكات استراتيجية مع مصارف عراقية لتأسيس بنوك مشتركة تعمل في السوق العراقى، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون المصرفي بين القاهرة وبغداد، لتلبية متطلبات زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين.
وأضاف العلاق لـ”البورصة” على هامش منتدى البركة الإسلامي الذي عقد بالقاهرة، أن البنك المركزي العراقي يعمل على تسهيل جميع العقبات التنظيمية والإجرائية أمام مؤسسات القطاع المصرفي المصري الراغبة في التوسع داخل العراق، بما يسهم في تسريع تدفقات التمويل وتيسير حركة التجارة والاستثمار.
وأشار إلى وجود تنسيق وثيق مع السلطات المصرية، معربًا عن انتظار موافقة البنك المركزي المصري على طلب إعادة افتتاح فرع «مصرف الرافدين» في مصر، بعد توقفه لسنوات طويلة، لما لذلك من أثر إيجابي في دعم العلاقات المالية والمصرفية بين البلدين.
مصرف الرافدين، الذي تأسس عام 1941 ويعد أحد أقدم وأكبر البنوك الحكومية العراقية، يمتلك شبكة فروع داخل العراق وخارجه، من بينها فرع كان يعمل في القاهرة قبل أن تتوقف تعاملاته لاعتبارات تنظيمية وقانونية فرضتها قواعد مزاولة العمل المصرفي الأجنبي في مصر وعقب سحب الرخصة بحسب متطلبات البنك المركزي المصري.
وكان الفرع المصري للمصرف قد تعامل في السابق مع عدد من العمليات المالية، لكن تم إيقافها، ما فتح الباب أمام مباحثات متكررة بين الجانبين بهدف إعادة تشغيل الفرع، في ضوء الحاجة لتسهيل التعاملات المالية بين المستثمرين المصريين والعراقيين والجالية العراقية المقيمة في مصر.
وشدد محافظ البنك المركزي العراقي على أن الشراكات المصرفية المتبادلة يمكن أن تمثل جسرًا ماليًا مباشرًا لدعم حجم التبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية، من خلال توفير خدمات تمويل التجارة، التسهيلات الائتمانية، وخدمات المقاصة بين الشركات في البلدين.
وأوضح أن العراق سيعمل على تهيئة البيئة التنظيمية لاستقبال البنوك المصرية، مع ضمان إزالة العوائق التشغيلية، تماشيًا مع توجهات العراق لتعزيز دوره كمركز إقليمي للتبادل التجاري والمالي، وتهيئة مناخ مناسب لجذب رؤوس الأموال المصرية في القطاعات الصناعية والخدماتية والزراعية.
وعلى الجانب المصري، فإن دخول بنوك مصرية إلى العراق عبر شراكات محلية يمكن أن يفتح آفاقًا لتمويل المشاريع المشتركة وتسهيل التصدير والاستيراد بين البلدين، خصوصًا في قطاعات الطاقة، الغذاء، واللوجستيات، ما يعزز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مرحلة تُعد من الأكثر ديناميكية بين القاهرة وبغداد.








