أرباح «فيصل» و«أبوظبى الإسلامى» الأكثر نمواً وانكماش ربحية بنكين فقط
الإصلاح الاقتصادى يضغط أرباح «العمولات».. وخفض الفائدة يحد نمو «العائد»
أظهر مسح أجراه «بنوك وتمويل» على ميزانيات 16 بنكاً تحقيق 14 بنكاً نمواً فى الأرباح، خلال النصف الأول من العام الجارى مقابل نظيره فى 2017، بمعدلات تراوحت بين %1.9 و%87، فى حين تراجعت أرباح بنكى بلوم والاتحاد الوطنى بنسب بـ%8.5 و%12.8 على الترتيب. وواجه صافى الدخل من الأتعاب والعمولات ضغوطاً فى معظم البنوك؛ نتيجة ارتفاع المصروفات بوتيرة أعلى من الإيرادات، الأمر الذى أدى لتراجع نمو هذه الأتعاب لدى معظم البنوك وانكماشها فى 3 بنوك؛ هى كريدى أجريكول، والأهلى المتحد، والمصرى الخليجى.
فى حين ارتفع الدخل من العائد لدى جميع البنوك بنسب تراوحت بين %24.6 و%52.4، ولكن هذه الزيادة كانت وتيرتها أبطأ من الارتفاع فى تكلفة الأموال التى تزايدت بمعدلات تراوحت بين %6.9 و%82.2، باستثناء بنكى فيصل وكريدى أجريكول.
وقال المدير المالى لأحد البنوك الخاصة، إنَّ إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى تمت خلال الفترة بين يونيو 2017 ويونيو 2018 كان لها أثر كبير على التكلفة سواء للتشغيل أو الأموال، ولم تتمكن البنوك من رفع أسعار العمولات بنسب متكافئة مع الزيادات فى الأسعار؛ حرصاً على تشجيع استخدام القنوات التكنولوجية المصرفية لتدعيم الشمول المالى.
أضاف أن الإجراءات التى تم تطبيقها، نهاية يوليو الماضى، والتى تمثلت فى خفض الدعم جزئياً على الطاقة سيظهر أثرها بشكل أوضح على صافى الدخل من الأتعاب والعمولات فى ميزانيات الربع الثالث، لذا استعدت لذلك أغلب البنوك من خلال رفع أسعار العمولات. وذكر أن نمو صافى الدخل من العائد رغم خفض الفائدة 200 نقطة أساس يعكس نجاح البنوك فى زيادة محافظ القروض لديها وكذلك استثمارها الجيد للسيولة المتاحة فى أدوات الدين الحكومى.
أوضح أن البنوك التى اعتمدت على زيادة القروض كان صافى هامش العائد لديها تحت ضغط أكبر بخلاف البنوك التى أدرت عائداً أكبر عبر أذون الخزانة لديها مستفيدة من الفائدة المرتفعة منذ بداية الربع الثانى.
وذكر أن زيادة الدخل من العائد لا تستوجب زيادة الاكتتابات فى أذون الخزانة ويكفى تجديد الاكتتابات القائمة.
وتعتمد 8 بنوك على فوائد قروض العملاء بشكل أساسى لزيادة إيرادات الدخل من العائد مستحوذة على نسب تراوحت بين %49.8 و%71 وفقاً للمسح.
ويستحوذ الدخل من عائد القروض بالأهلى الكويتى على %71 من إجمالى دخل البنك حتى يونيو 2018، يليه بنك الكويت الوطنى بنسبة %70.7 من إجمالى إيرادات الدخل ثم المصرى الخليجى بنحو %70.47.
وكان بنك فيصل هو صاحب أسرع وتيرة فى النمو بالأرباح بعد تحقيقه أرباحاً استثنائية ناتجة عن فروق إعادة تقييم العملة قيمتها 690 مليون جنيه، لترتفع أرباحه إلى مليار و340 مليون جنيه، مقابل 714 مليون جنيه بمعدل نمو %87.6.
وجاء بنك أبوظبى الإسلامى ثانى أسرع بنك نمواً فى أرباحه %74 لتصل إلى 369 مليون جنيه، خلال النصف الأول من العام.
وارتفع صافى الدخل من العائد لدى أبوظبى الإسلامى بنحو %23.1، وكذلك صافى الدخل من العائد بنحو %24.2، واستحوذت عوائد قروض العملاء على %58.4 من الدخل من العائد، تليها الفوائد على الدين الحكومى بنحو %40.
وحلَّ البنك الأهلى الكويتى ثالثاً بمعدل نمو فى الأرباح يصل إلى %68.9، وذلك بدعم من ارتفاع صافى الدخل من العائد لدى البنك بمعدل %76.8، وصافى الدخل من الأتعاب والعمولات بنحو %33 وزدات مساهمة فوائد قروض العملاء فى إيرادات الدخل من العائد بالأهلى الكويتى لتستحوذ على %71 منها، بدلاً من %67 العام الماضى، فى حين أن الفوائد على أدوات الدين الحكومى شكلت %22 من العائد.
وارتفعت أرباح بنوك قناة السويس والعربى الأفريقى والمصرى الخليجى بأبطأ وتيرة بنسبة %1.94 و%4.83 و%5.08 على التوالى.
وقال عمرو طنطاوى، العضو المنتدب لبنك مصر- إيران، إنَّ ارتفاع الفائدة على أذون الخزانة أسهم فى تخفيف الضغط عن أرباح البنوك، فى الفترة الماضية، مشيراً إلى أن خفض الفائدة وارتفاع مصاريف التشغيل كانا عاملى ضغط على ربحية القطاع المصرفى. وذكر أن صافى الدخل من العائد ينخفض بوتيرة أسرع من انخفاض تكلفة الأموال ما يضغط على هوامش أرباح البنوك.
وقال البنك المركزى، فى تقرير الاستقرار المالى، إنه رغم نمو صافى أرباح البنوك تراجعت مؤشرات الربحية «العائد على الأصول والعائد على حقوق الملكية»، وذلك لأن النمو فى الأصول وحقوق المساهمين كان أكبر من الأرباح.
وذكر أنه بمقارنة مؤشرات الأداء عام 2017 مقارنة بالعام السابق له، فإنَّ مخاطر الربحية ارتفعت نتيجة ارتفاع تكلفة الأموال بوتيرة أعلى من ارتفاع العائد.