بيوت الأزياء الدولية تنافس الشركات المسلمة فى الملابس المحتشمة
يمكن القول إن صعود الأزياء المحتشمة يعكس تغير تمثيل المسلمين فى الثقافة الشعبية الغربية، وهو جدل قائم ازداد زخمه بعد أن أصبحت «حليمة عدن»، أول عارضة أزياء ترتدى الحجاب والبوركينى لالتقاط الصور فى مجلة أمريكية لملابس السباحة الرياضية «Sports Illustrated Swimsuit».
وتعتبر هذه المجلة واحدة من أكبر المجلات الرياضية الأمريكية انتشاراً، ويقدر عدد مشتركيها بحوالى مليونى مشترك.
وبحسب تقرير موقع «راكونتشر» فإنه لا يمكن للموضة أن تؤثر سوى بقدر معين، ولكن أحد الأشياء التى يمكن أن تقوم بها الموضة هو توسيع دائرة النقاش.
قالت «عدن»، فى منشورها على «انستجرام»، إن ظهورها فى المجلة حدث يتخطى الأهمية بالنسبة لها شخصياً؛ لأنه يبعث برسالة إلى المجتمع وإلى العالم مفادها، أن النساء من جميع الخلفيات المختلفة، ووجهات النظر، والتربية يمكن أن يقفن معاً ويتم الاحتفال بهن.
ويمثل ظهور «عدن» واحداً من أحدث عروض نماذج الحجاب فى الحملات الإعلانية لصالح شركات عالمية مثل Macy’s وGap وDolce & Gabbana وNike. وأضافت هذه الشركات الملابس المحتشمة التى تغطى الجزء الأكبر من الجسم إلى خطوط الموضة لديها.
وأدى الاهتمام بالموضة المحتشمة إلى ظهور استثمارات كبيرة قامت بها على سبيل المثال شركة جولدمان ساكس، مؤخراً، فى شركة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت ومقرها تركيا تسمى «مودانيزا».
لكن مع نمو هذا النمط تطورت المناقشات حول التمثيل المجتمعى وتأثير عناصر الهوية الإسلامية.
وتقول رينا لويس، أستاذة الثقافة فى كلية لندن للموضة بجامعة الفنون فى لندن ومؤلفة كتاب «الموضة الإسلامية: ثقافات الأسلوب المعاصر»، إنها تنبأت منذ فترة طويلة بأن الموضة ستكون أحدث صناعة تجمع بين الأيديولوجية والتجارة من خلال أبحاثها حول الملابس المحتشمة منذ منتصف العقد الأول من القرن العشرين.
وأشارت إلى أن سوق الملابس يعيش مرحلة جديدة من سلعة ذات مكونات مرتبطة بالهوية سواء هويات دينية أو عرقية.
أضافت أن ماركات الأزياء التى يقودها المسلمون عززت هذا النمو؛ لأنها ساعدت على بناء سوق مناسب للأزياء المحتشمة، الأمر الذى أظهر لماركة الأزياء العالمية، أن هذا السوق كان قابلاً للتطبيق.
بالإضافة إلى ذلك، هناك خبراء إسلاميون فى مجال التسويق والعلامات التجارية يبنون نجاحات أظهرت المسلمين بشكل فعال كشريحة عالمية للمستهلكين.
وفى البداية، ركز هذا النشاط على الغذاء فأحدث طفرة فى قطاع الغذاء الحلال ثم قطاع التمويل مثل الرهون العقارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وجاءت الموضة الثالثة فى السلسلة بعدهما.
وتقول شميرا إبراهيم، الصحفية التى تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها، والتى تكتب عن الثقافة والسياسة والهوية لـ«واشنطن بوست»، و«أتلانتيك»، و«فايس»، إنه فى حين كان هناك بعض التقدم فيما يتعلق بالتمثيل والاندماج داخل المجتمع فقد تبدو العلامات التجارية فى بعض الأحيان انتهازية.
ومع استمرار اتجاه الموضة المحتمشة فى النمو وتصدر عارضات الأزياء مثل السيدة عدن والشقيقتين المسلمتين بيلا وجيجى حديد الحملات الإعلانية ومنصات العروض، فمن المرجح أن تستمر المناقشات حول تمثيل النساء المسلمات.
وقالت «لويس»، إن الأمر مشجع فبطريقة ما يسمح للمزيد من الشمولية فى إطار كيفية رؤية المسلمين وفهمهم وعالم الموضة أصبح قناة جاهزة لمناقشة هذا التأثير.
ورغم التطورات الأخيرة على صفحات المجلات، فإن الظهور بالحجاب أو البوركينى نفسه الذى تتم الإشادة به فى حالة «حليمة عدن» لا يزال خياراً يحتاج شجاعة من النساء عند الظهور فى مكان عام؛ بسبب الثقافة الاجتماعية التى يجرى بها التعامل اليوم.