لم أكن أنتوى أن أكتب عنه رغم أنه يستحق أن يكتب عنه وعن إنجازاته فى منصبه كرئيس تنفيذى لهيئة الاستثمار.. إنه محسن عادل ذلك الشخص المتسامح المتواضع النشيط المخلص والذى ترك منصبه منذ أيام وسط دهشة الكثيرين وحزنهم على ما أنجزه محسن عادل فى هيئة الاستثمار فى تيسير الإجراءات لتأسيس الشركات وسهولة مقابلته لحل أى مشكلة تواجه المستثمرين.. محسن عادل الذى رفض مقارنته بمن خلفه فى المنصب بل وتمنى له التوفيق.. هذه هى أخلاق محسن عادل الذى نتابع نشاطه منذ سنوات طويلة فى كل منصب تولاه تجد له بصمات، فهو يحب عمله، ولا يبخل على أحد بأى مساعدة أو مشورة..
لذلك تجده معروفاً لكل العاملين فى سوق المال فهو واحد من أفراد هذا السوق سواء منذ عمله فى شركات هذا السوق أو عندما تولى منصب نائب رئيس البورصة المصرية تم رئيس تنفيذى لهيئة الاستثمار.. وكان بالنسبة لنا كصحفيين من أقرب وأفضل وأنشط المصادر الذى تجده وقتما تريد، لا يبخل عليك بمعلومة، متواضع فى تعاملاته مع الصحفيين، قريب إليهم، تجده معك فى أى مناسبة يشرح لك ما تريده دون ملل، رغم مشاغله الكثيرة ولذلك فرح له الجميع فيما تم اختياره فى المجلس الرئاسى للشئون الاقتصادية، فكان صوتاً لسوق المال فى هذا المجلس..
ولأنه كان مزاولاً ومتابعاً لمشاكل المستثمرين سعى لإعادة النظر فى كثير من الإجراءات بهيئة الاستثمار، أما لماذا ترك محسن عادل منصبه؟ قد تكون إجابته استراحة محارب يريد أن يستريح لبعض الوقت لاستئناف مسيرته فى عمل جديد لم يحدده بعد.. ولكن سيكون كعادته مشاركاً أو متحدثاً فى أى ندوة أو مؤتمر اقتصادى يدلى بدلوه ويطرح أفكاره ويناقش بأدب واحترام ولا يخشى من ينتقده أو يختلف معه..
فى أحد وأهم الجروبات للأطباء والمهتمين بالشأن الصحى وجدت من يشيد بمحسن عادل وبإنجازاته وينشر على الجروب الكتب الدورية والمنشورات والقراءات التى أصدرها محسن عادل بصفته رئيساً لهيئة الاستثمار وكلها تأتى بهدف التيسير على المستثمرين وعلى كل من يرد خدمة بالهيئة أو تأسيس الشركات.
ليس من طباعى أن أكتب عن مسئول ذى منصب مادحاً له رغم نشاطاته وإنجازاته ولكن لكى لا يفهم أنى أريد منه أمراً ما..
لذلك لا أجد هذا الشعور وأنا أكتب عن محسن عادل وقد غادر منصبه.. وهو يستحق هذا المدح خاصة أن كثيرين جداً من أصدقائه ومجتمع الأعمال الكل شكر له جهوده وإنجازاته فى هيئة الاستثمار.. ولكن عزاء الجميع أن محسن عادل يكتب قصة نجاح فى مسيرة عمله فى كل مكان أو منصب يتولاه ولعل هذه الإنجازات والخبرات التى اكتسبها فى العمل بالحكومة تجعله أكثر علماً أكثر نفعاً لوطنه.. ومن أهم الخبرات التى اعتقد أنه استفاد منها هو العمل بجوار وزيرة نشيطة مثل الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار.. عزيزى محسن عادل الآن لك أن تستريح ولكن مؤقتاً وإلى منصب جديد ومزيد من النجاح.
بقلم: حسين عبدربه
رئيس تحرير جريدة البورصة
