ثقافة الشخصية المستقلة ترفض تحكم وسيط فى رحلة الأموال
%67 من جيل الألفية يعتمد على توصيات الحاسوب فى قراراته
قبل عصر الإنترنت، كان التداول والاستثمار يحمى الأثرياء الذين يمكنهم شراء سمسرة الأوراق المالية الخاصة وفى وقت لاحق ومع تطور التداول عبر الهاتف والخدمات منخفضة التكلفة إلى وظيفة التنفيذ فقط أصبح الاستثمار فى الأسواق أشبه بعملية ديمقراطية.
فى العصر الجديد للتحول الرقمى، يمكن لأولئك الذين يرغبون فى لعبة الأسواق الوصول بسهولة إلى البورصات عبر الإنترنت واختيار الاستثمار فى الأسهم والسندات والعملات الأجنبية والعملات المشفرة أيضاً، مما يتيح للشباب من ذوى الدخل الأقل تجربة الاستثمار والتداول بأنفسهم.
ويختلف جيل الألفية بحسب نيل جورلاى، المدير الإدارى للخدمات المالية فى شركة “إكسنتشر” فى المملكة المتحدة من حيث أسلوب الاستثمار اختلافاً كبيراً عن الأجيال التى سبقته، حيث تمثل التكنولوجيا عصب العملية ويعتبر 67 % منهم أن التوصيات الصادرة عن الكمبيوتر مكوناً أساسياً من قرار التداول.
وفى الوقت نفسه، يفضل 66% من جيل الألفية بوابة استثمار ذاتى التوجيه مع إمكانية التواصل مع مستشار مقارنة بـ25% فقط من الأجيال السابقة ويمكن وصف هؤلاء بأنهم مواطنون رقميون يريدون الحصول على استقلالية فى قراراتهم المالية ويرون أى شئ آخر غير تجربة العملاء البسيطة والمباشرة كاحتكاك غير جدير بالثقة.
ويؤكد الخبراء، أن النموذج التقليدى الذى تستخدمه مؤسسات الخدمات المالية لن ينجح فى هذا الجيل الجديد من العملاء فهناك فقط 20% من جيل الألفية يقولون إنهم سيعملون مع مستشار مالى حصرياً لاتخاذ قرارتهم الاستثمارية.
ويلاحظ ريتشارد كوب، شريك الثروة الخاص فى شركة المحاماة “ميشيلمورز” من خلال تجربته أن عدد جيل الألفية الذى يملك أموالاً للاستثمار والأصول التى يجب حمايتها فى تزايد مشيراً إلى أن أبناء جيل الأثرياء الجديد يشعر بالارتياح بشكل متزايد لاستخدام التكنولوجيا لإدارة أموالهم معتقدين أن ذلك يمنحهم درجة أكبر من التحكم من استخدام أساليب أخرى لإدارة الاستثمار.
يقول جوناثان وارين من شركة ألتوس الاستشارية للخدمات المالية إن الإنترنت قد أوجد جيلاً من الباحثين عن المعلومات الذين يعلمون أن المعرفة المطلوبة المتعلقة بشركة ما أو استثماراتهم يمكن الوصول إليها بسهولة.
وتوفر المدونات والمنتديات والشخصيات المؤثرة والتطبيقات والمنصات عبر الإنترنت إمكانية الوصول إلى المعرفة والتحليل والأدوات التى تعمل على زيادة الشفافية، مما يضعف قيمة المشورة المالية التقليدية والشىء الأكثر إبداعاً من حيث التكنولوجيا خفض تكلفة الحصول على المشورة.
وتتطلع صناعة الخدمات المالية، التى عادة ما تكون بطيئة فى التكيف، إلى جذب هؤلاء العملاء الجدد لأنهم أصبحوا الجيل الأقوى اقتصادياً.
وتشير بيانات “جولدمان ساكس” إلى أن حساب التوفير عبر الإنترنت “ماركوس” شهد بتسجيل 250 ألف شخص لمدخرات بقيمة 8 مليارات دولار وهى منصة حاولت المؤسسة الأمريكية الكبرى جذب الأجيال الشابة عبر خدمات عدة من بينها إدارة الاستثمارات الأولية.
ويعتقد كريم ديرهاى، مؤسس ومدير تنفيذى فى شركة إنفستر، وهو تطبيق استثمارى، أن الأجيال القديمة سترفع أسعار السندات والأسهم والممتلكات، لأن جيل الألفية يستثمر فى المجالات التى يشعر أنه يستطيع امتلاكها مثل العملات المشفرة وأسهم التكنولوجيا.
ويبحث الجيل الجديد عن عنصرين أساسيين هما الفورية والراحة وهما عنصران متوفران فى المنصات الرقمية وهذا يمتد إلى الخدمات المالية وخبرات الاستثمار مما يخلق فرصاً أفضل للمزيد من التطبيقات والخدمات التلقائية مثل بطاقات التوفير والاستهلاك والاستثمار أثناء الإنفاق لجعل الاستثمار أسهل وأقل وقتاً بدلاً من الاجتماعات المباشرة أو المكالمات الهاتفية مع المستشار المالى.
الآن يمكن للعديد من الناس، الذين لم يكن لديهم مستشار مالى، بناء محفظة عالمية متنوعة ذات جودة مؤسسية بتكلفة قليلة للغاية وبدعم ومراقبة احترافية.