فى حين أن الرهن العقارى كبير الحجم يعتبر أحد أكبر الرهونات المنظمة فى الأشهر الأخيرة، إلا أنه ليس الوحيد، إذ يقدم المقرضون الائتمان بشكل متزايد لأهم عملائهم بعد أن خفضت البنوك المركزية أسعار الفائدة لحماية الاقتصاد من آثار تفشى جائحة «كوفيد-19».
ويتيح ذلك الأمر لفاحشى الثراء، الاقتراض من أجل الاستثمار فى أسواق الأسهم أو العملات الإلكترونية أو العقارات، حتى فى الوقت الذى تؤدى فيه البطالة المزمنة إلى حالات إعسار خطيرة تصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2010، وفقا لما أوضحته وكالة أنباء «بلومبرج».
قال المستشار المالى فى «برود جروب»، كيسى كريدمان، وهى وحدة مقرها نيويورك وتابعة لمجموعة «يو.بى.إس» لإدارة الثروات العالمية، إن أسعار الفائدة منخفضة وبالتالى يتطلع العملاء إلى الاستفادة، باستخدام شكل من أشكال الديون ليكونوا قادرين على الوصول إلى الأموال الرخيصة، وتظهر تلك الأموال فى البيانات الخاصة بالأثرياء فقط.
بعد الصدمات التى شهدتها الأيام الأولى لتفشى الوباء، زاد عدد قروض المنازل الضخمة بقيمة 766 ألف دولار أو أكثر بمقدار يزيد عن الثلثين فى أغسطس مقارنة بالعام السابق، وفقا لجمعية مصرفيى الرهن العقارى.
وذكرت «بلومبرج» أن فكرة شراء مزيد من الأشخاص لمنازل أكبر فى الضواحى أو المناطق الريفية أثناء بحثهم عن ملاذ من المدن، واختيار أصحاب المنازل إعادة التمويل، فضلا عن ارتفاع سوق الأسهم، كانت تساعد فى قيادة هذا الاتجاه.
وتعتبر نيويورك واحدة من المدن الكبرى القليلة التى تكشف عن بيانات الرهن العقارى.
فقد حصل قطب الإعلانات الخارجية درو كاتز، على قرض عقارى بقيمة 15 مليون دولار فى أغسطس مقابل شقة «بنتهاوس» فى نيويورك اشتراها قبل أربعة أعوام بقيمة 22 مليون دولار.
كما حصل مؤسس صندوق التحوط دان أوش، فى أبريل، على قرض عقارى بقيمة 50 مليون دولار لشراء منزل فى «Billionaire›s Row» فى مانهاتن والذى حصل عليه العام الماضى.
وجاءت قروض الرهن العقارى الضخمة، حتى مع فرار بعض سكان نيويورك الأثرياء من المدينة وسط جائحة كورونا والمخاوف بشأن قضايا تحسن المعيشة.
وبالإضافة إلى نيويورك وسان فرانسيسكو، يشهد سماسرة العقارات والمصرفيون فى القطاع الخاص من لوس أنجلوس إلى لندن أيضا زيادة فى القروض التى يأخذها الأشخاص الذين لا يحتاجون بالضرورة إلى النقود.
وقالت رئيس مجموعة العملاء الرئيسيين فى إدارة الثروات فى بنك «بى.إن.بى باريبا»، ريمى فرانك: «فى الواقع، كلما زاد ثراؤك، زاد مستوى اقتراضك بشكل أكثر»، مشيرة إلى أن البنوك تشعر بالسعادة بإقراض الأثرياء.







