المبادرة الرئاسية للتمويل العقارى بفائدة 3% توفر 40 مليار جنيه لمنخفضى الدخل فقط.. وقيمة البرنامج وصلت 250 مليار جنيه
عبد الحميد: نجحنا فى منح الحق فى التملك للسكن لفئات مختلفة كان من الصعب عليها الحصول على وحدة فى الماضى
مبادرات التمويل العقارى نجحت فى ضبط نمو العشوائيات فى مصر ومضاعفة جهود الدولة فى هذا المجال
قالت مى عبد الحميد، الرئيس التنفيذى لصندوق الإسكان الاجتماعى ودعم التمويل العقارى، إن الفترة المقبلة سوف تشهد تسليم عدد أكبر من الوحدات بمشاركة أكبر من البنوك، بالإضافة إلى طرح وحدات لمتوسطى الدخل بالتعاون مع هيئة المجتمعات العمرانية، حيث إن عنوان المبادرة أصبح “سكن لكل المصريين” لذا نحن نستهدف الفئات التى تحتاج إلى سكن مدعوم بالفعل.
وأضافت أن الصندوق يخطط لمضاعفة وتيرة العمل خلال الفترة المقبلة، وذلك فى ظل التكليفات الرئاسية باستمرار العمل على توفير الوحدات السكنية للمواطنين المنطبق عليهم الشروط، ولمختلف شرائح الدخل، وتلك أمور تحتاج إلى المزيد من التعاون مع القطاع المصرفى.
جاء ذلك خلال مشاركتها فى جلسة بعنوان “دور مبادرات البنك المركزى فى دعم الاقتصاد المصرى خلال الأزمات” ضمن فعاليات المؤتمر الاقتصادى “الناس والبنوك”، بدورته الـ15 والذى يتم عقده بعنوان “دور القطاع المصرفى فى دعم التنمية المستدامة”.
وأشارت إلى أن الجلسة تناولت المردود الاقتصادى لمبادرات البنك المركزى للنهوض بالقطاعات المعيشية المختلفة، بجانب دور السياسة النقدية فى تحقيق الاستقرار الاقتصادى والسيطرة على التضخم.
وقالت عبد الحميد إن مشروع الإسكان الاجتماعى فى بدايته كان يواجه صعوبات كبيرة، حيث رأت أغلب البنوك أن المشروع الجديد صعبًا وليس سهلًا، ونوعية العملاء المستهدفين لا يمتلكون الثقافة المالية اللازمة للاشتراك فى مثل هذه البرامج، لذا تم العمل مع البنوك الرئيسية فقط مثل بنك مصر والبنك الأهلى وبنك القاهرة، ولكن الآن يعمل فى المشروع نصف القطاع المصرفى بمصر، بالإضافة إلى مشاركة شركات التمويل العقارى لأول مرة.
وأضافت أن نظرة القائمين على البرنامج كانت تهدف إلى ما هو أبعد من إيصال وحدات سكنية للعميل بشروط محددة، حيث تم التركيز على تحقيق أهداف تنموية أبعد مثل تمكين المرأة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتنمية المستدامة فى مصر.
وأوضحت أن هذه الأفكار ساهمت فى ظهور فكرة مبادرات التمويل العقارى التى تحمس لها البنك المركزى المصرى بصورة كبيرة، وبدون هذه المبادرات لم يكن من السهل خلق تمويل مستدام وبدء البرنامج وضمان استمراريته حتى الآن.
وقالت إن المبادرة الأولى للتمويل العقارى تم إطلاقها بقيمة 20 مليار جنيه وفائدة 7%، واستمر العمل بها منذ 2014 وحتى 2019 حتى تم الانتهاء منها، وكان المعدل ألفى عميل فقط فى السنة الأولى، ولكن الآن تم الوصول لمعدلات من 6 إلى 7 آلاف عميل كمتوسط شهرى.
وأضافت أنه مع ارتفاع أسعار الوحدات السكنية والتحديات السكنية المختلفة تم إطلاق المبادرة الرئاسية الجديدة للتمويل العقارى بفائدة 3% متناقصة ومدة تمويل تصل إلى 30 عامًا، بعد أن استمر الصندوق فى التمويل منذ عام 2019 عن طريق البنوك ووزارة المالية التى تولت دعم فرق سعر الفائدة، حيث تم دفع أكثر من 1.3 مليار جنيه تقريبًا.
وأشارت إلى أن مبادرات البنك المركزى للتمويل العقارى ساهمت فى ضبط العشوائيات ونموها، وبدونها كان من الممكن أن تذهب جهود الدولة فى هذا المجال هدرًا.
وقالت إن المبادرة الجديدة توفر 40 مليار جنيه لمنخفضى الدخل فقط، وقيمة البرنامج وصلت لـ250 مليار جنيه، وحصل 384 ألف عميل على دعم نقدى من الصندوق يتم خصمه من ثمن الوحدة، وكل هذه الأرقام تؤكد الحجم الكبير للإنجاز القائم فى مشروع الإسكان الاجتماعى.
وأضافت أن بعض الأفراد يفكرون فى سحب طلباتهم على الوحدات القديمة للتقديم فى المبادرة الجديدة، إلا أن هذا التفكير خاطئ، خصوصًا أن ارتفاع سعر الوحدات يمثل تحديًا كبيرًا فى الفترة المقبلة مع الموجه التضخمية المرتقبة، إلا أن المبادرة سوف تعمل على خلق مظلة حماية لشريحة منخفضى الدخل من هذه الموجة.
وأوضحت عبد الحميد، أن الصندوق نجح فى تغيير الكثير من المفاهيم حول تملك السكن فى مصر، بالإضافة إلى قدرته على منح الحق فى التملك للسكن لفئات مختلفة كان من الصعب عليها الحصول على وحدة سكنية فى الماضى، مثل الأفراد الذين لا يمتلكون إثبات دخل، حيث وصلت نسبتهم الآن إلى 18.5% من نسبة المستفيدين من المبادرات السابقة والحالية من المهن الحرة، و33% فقط من موظفى الحكومة والنسبة الباقية من القطاع الخاص.
وقالت إنه فيما يخص المرأة، فصندوق الإسكان الاجتماعى ودعم التمويل العقارى يشجع تمكين المرأة، وهناك 22% من المستفيدين من السيدات، وفى الماضى كانت السيدات ربات المنزل اللواتى لا يعملن كنّ يقمن بدفع القسط بصورة مشتركة، ولم يكن يتواجد اسمهن فى إثبات الملكية، وهذا الأمر تغير الآن بصورة ملموسة، حيث إن نسبة تملك المرأة فى مصر أقل من 10% ولكن فى هذا البرنامج وصلنا لـ22%، كما أن أغلب المستفيدين من برنامج الإسكان الاجتماعى هم من فئة الشباب، حيث إن معدل السن يبدأ من 21 عامًا حتى 50 عامًا.








