يسعى بعض أكبر مستخدمى الطاقة فى أوروبا إلى الحد من الإنتاج، وحذروا من أن ارتفاع أسعار الطاقة والغاز قد يؤدى إلى ارتفاع تكاليف التصنيع ويضر بالقدرة التنافسية.
وخفضت شركة «ألفانس»، وهى أكبر منتج للألمنيوم فى أوروبا، الإنتاج بما يقرب من %4 منذ أوائل ديسمبر، إذ أدى انقطاع الكهرباء فى العديد من محطات الطاقة النووية إلى ارتفاع أسعار الكهرباء فى فرنسا.
كما قالت «نيرستار»، منتج الزنك المملوك لتاجر السلع «ترافيجورا»، إنها ستعمل على إنشاء مصهر بقدرة 150 ألف طن سنوياً فى أوبى بشمال فرنسا بعد عيد الميلاد بسبب أسعار الكهرباء القياسية.
وقالت الشركة، التى قلصت الإنتاج فى ثلاثة مواقع فى فرنسا وبلجيكا وهولندا بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، إنها تتوقع استمرار ارتفاع الأسعار.
قال كزافييه كونستانت، مدير المصهر، مؤخراً إن «الكهرباء تمثل %35 من تكاليفنا الثابتة، وهى نسبة ضخمة»، مشيراً إلى أن الإغلاق سيستمر شهرين على الأقل.
وقفزت أسعار الغاز الأوروبية إلى مستويات قياسية جديدة خلال الأسبوع الماضى، حيث أدى انخفاض الواردات الروسية إلى زيادة الطلب فى فصل الشتاء، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
قفز الغاز الأوروبى تسليم الشهر المقبل، والذى تم تداوله بالفعل عند مستويات قياسية، بأكثر من %20 يوم الثلاثاء ليغلق عند 181 يورو لكل ميجاوات فى الساعة.
فى المملكة المتحدة، ارتفعت الأسعار بنسبة %20 يوم الثلاثاء إلى مستوى قياسى بلغ 450 بنساً، على الرغم من أنها تراجعت مرة أخرى لتتداول عند 348 بنساً يوم الخميس.
فى الوقت نفسه، أوقفت بعض الجهات البريطانية المصنعة للصلب الإنتاج مؤقتاً عندما ترتفع أسعار الكهرباء، بحسب هيئة التجارة البريطانية «يو كيه ستيل».
وحذر ريتشارد ليز، رئيس مجموعة مستخدمى الطاقة المكثفة، من أن المخاوف منتشرة بشأن ارتفاع التضخم الذى يمكن أن ينحسر معه الطلب، وعندما يحدث ذلك، ستظل الشركات تتحمل تكاليف تشغيلية عالية جداً».
جدير بالذكر أن الغاز يستخدم لتوليد الكهرباء ويستخدم بشكل مباشر فى صناعة منتجات مثل الأسمدة والبلاستيك.
ورغم أن معظم الشركات الكبيرة لديها عقود توريد طويلة الأجل، فإن المخاوف تتزايد من أن الزيادة المستمرة فى الأسعار يمكن أن تقوض القدرة التنافسية للشركات.
بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة، التى ارتفعت أربعة أو خمسة أضعاف فى الأشهر الأخيرة، تواجه الشركات ارتفاعاً فى أسعار الكربون، والتى تضاعفت ثلاث مرات منذ بداية العام.
وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن الزيادات دفعت بعض أكبر مستخدمى الطاقة فى الكتلة، بما فى ذلك منتجى الصلب والأسمنت والأسمدة، إلى تصعيد الدعوات إلى الحكومات لمعالجة «أسعار الطاقة المرتفعة بشكل لا يطاق».








