استقرت عوائد السندات فى منطقة اليورو بالقرب من أعلى مستوياتها، خلال تعاملات اليوم الأربعاء، حيث ينتظر المستثمرون بيانات التضخم فى الولايات المتحدة والتى قد تعطى مزيدًا من المؤشرات حول مسار تشديد السياسة النقدية لبنك الاحتياطى الفيدرالى.
وأدت شهادة رئيس بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، جيروم باول، أمام الكونجرس الأمريكى، والتى قال فيها إن الاقتصاد كان قويًا بما يكفى للبدء فى سياسة نقدية أكثر صرامة، إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، يوم الثلاثاء، بعد إغلاق الأسواق الأوروبية، وقد يرجع ذلك لأن تصريحات باول لم تكن أكثر تشددًا من توقعات السوق.
ويبدو أن ذلك خفض من بعض الضغوط الصعودية على عوائد السندات فى منطقة اليورو، اليوم الأربعاء، حيث ارتفعت بشكل حاد منذ بداية عام 2022.
ودفع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، المستثمرون للتوقع بأن بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى قد يرفع أسعار الفائدة فى وقت مبكر من مارس المقبل، حيث أظهر محضر اجتماع البنك فى ديسمبر الماضى أن بعض صانعى السياسة يريدون بوتيرة أسرع تشديد السياسة عن طريق تصفية الميزانية العمومية للبنك.
واستقرت عوائد السندات لأجل 10 سنوات فى ألمانيا، اليوم، عند مستوى 0.03%، بعد ارتفاعها إلى 0.014%، يوم الثلاثاء، لتقترب من المنطقة الإيجابية للمرة الأولى منذ مايو 2019.
وتتجه الأنظار، اليوم الأربعاء، إلى بيانات التضخم فى الولايات المتحدة لشهر ديسمبر، والتى من المتوقع أن تظهر ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 7% على أساس سنوى، وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز.
وتأتى هذه الزيادة فى الوقت الذى يتم ممارسة الضغوط على بنك الاحتياطى الفيدرالى لرفع أسعار الفائدة فى شهر مارس المقبل، بعد تقرير الوظائف الأسبوع الماضى الذى أكد على تشديد سوق العمل، ورغم ذلك من المتوقع أن يتباطأ الارتفاع الشهرى فى أسعار المستهلكين إلى 0.4% من 0.8% فى نوفمبر.
وقال آلان فون ميهرين، كبير المحللين فى بنك دانسكى: “التراجع فى رقماً واحداً على أساس شهرى لا ينبغى أن يغير كثيرًا فى تسعير الاحتياطى الفيدرالى، حيث أنهم بحاجة إلى ما يتجاوز رقما واحدا لتغيير وجهة نظرهم بشأن التشديد الكمى ورفع أسعار الفائدة”.
وأضاف ميهرين: “كانت الزيادات الأساسية فى الأسعار أعلى مما كان متوقعًا لعدة أشهر، لذا يبدو أن المخاطر تميل إلى الاتجاه الصعودى”.