تراهن مجموعة من المستثمرين على أن صناعة التعدين العالمية البالغ قيمتها 1.6 تريليون دولار ، ستخضع لنوع من الاضطراب الرقمي الذي قلب وسائل الإعلام والموسيقى وصناعات السيارات.
جمعت “تي رو برايس” و”بوند كابيتال” وعشرات المستثمرين الآخرين ما يصل إلى 192 مليون دولار لشركة ناشئة يدعمها الملياردير بيل جيتس تسمى “كوبولد ميتالز”، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للعثور على رواسب جديدة من المعادن المهمة اللازمة للبطاريات والطاقة النظيفة.
يأتي ذلك مع توقع زيادة الطلب على معادن البطاريات مثل الليثيوم والنيكل، إذ أصبحت السيارات الكهربائية التوجه السائد خلال العقدين المقبلين، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
تقدر شركة “كوبولد”، ومقرها سيليكون فالي، أن أكثر من 10 تريليونات دولار من الليثيوم والكوبالت والنيكل والنحاس بحاجة إلى التعدين لتلبية الطلب المقبل على السيارات الكهربائية، وهو رقم سيشهد تزايد عدد من شركات التعدين التقليدية لتتحول إلى الذكاء الاصطناعي للمساعدة على مواجهة ذلك التحدي.
دخلت كل من “بي إتش بي”، أكبر شركة تعدين بالعالم، وشركة “إيكونيور” النرويجية للطاقة المدعومة من الدولة، في شراكة بالفعل مع “كوبولد”، كما أن أذرعتيهما في رأس المال الاستثماري يأتيان ضمن المستثمرين.
قال كيرت هاوس، الرئيس التنفيذي في “كوبولد”، إن اكتشافات التعدين أصبحت أبطأ وأكثر تكلفة بمرور الوقت، مما يعكس ما أسماه قانون إيروم، وهو عكس قانون مور.
وأضاف هاوس: “في الـ 30 عاماً الماضية، انخفض عدد الاكتشافات لكل دولار من رأس مال الاستكشاف ستة أضعاف.. لذلك إذا قمت بزيادة ميزانياتك بمقدار ستة أضعاف، فستجد الأشياء بالمعدل نفسه الذي وجدتها فيه في 1990”.
تم العثور على المواقع الواضحة والسهلة إذ يمكن رؤية المعادن من السطح بشكل كبير، بينما تعاني عمليات التنقيب عن المعادن التي يصعب العثور عليها نقصاً مزمناً في التمويل، فعلى سبيل المثال دفعت شركة “بي.إتش.بي” أرباحاً بقيمة 15 مليار دولار العام الماضي، لكنها أنفقت 75 مليون دولار فقط على الاستكشاف.
جاءت جولة التمويل الأخيرة بعد أن تمكنت شركة “كوبولد” الناشئة من إثبات أن تقنيتها قد تنبأت بنجاح تكوين حجر الأساس في شمال كيبيك، وإيجاد معادن ثمينة في منطقة رفضتها الأساليب التقليدية باعتبارها “غير محتملة”.
تجمع ” كوبولد” مجموعة كبيرة من البيانات التاريخية والعلمية وتستخدم الخوارزميات لتحديد الأماكن التي قد تكون فيها الرواسب المعدنية تحت سطح الأرض، وتتضمن تقنيتها أدوات التعلم الآلي لفحص 20 مليون صفحة من المستندات في المجال العام، كما أنها تقوم بفرز ورقمنة وتبسيط المعلومات التي يمكن الوصول إليها.
قال هاوس إن الكثير من هذه “البيانات المظلمة” تم نسيانها أو عدم استخدامها، فقد استأجر فريقه شخصاً ما للذهاب إلى أرشيفات الدولة في زامبيا حيث عثر على خرائط مرسومة يدوياً على الكتان من فترة العشرينيات، تغطي الدولة بأكملها وتصف الأرض وآثار جثث بارزة.
وأضاف أن هذه الخرائط تمت رقمنتها بالكامل، والآن يمكن النظر إلى البيانات عبر الأقمار الاصطناعية الطيفية، وهناك عشرات الأمثلة المشابهة لذلك، فهذه الأساليب تساعد “كوبولد” على بناء “خرائط جوجل” لقشرة الأرض، وبمجرد أن تشعر الشركة بمكان تم تجاهل المعادن الثمينة فيه، فإنها ترسل فرقا لجمع مزيد من البيانات.








