تسعى البنوك التى تقدم خدمات الصيرفة الإسلامية لدعم موقفها في السوق عبر المشاركة فى التمويلات الموجهة للشركات في ضوء ضعف تواجدها فى قطاع التجزئة المصرفية.
كما تعتمد البنوك الاسلامية والفروع التابعة لبنوك تقليدية على الأفراد فى تنمية قاعدة إيداعاتها. ويقول منير الجنزورى، المسئول بأحد البنوك المقدمة للخدمات الإسلامية إن الطلب على التعاملات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الاسلامية يكون أكبر من جانب الأفراد، لاسيما الشريحة التى ترغب فى البعد عن التعاملات الربوية، لكن التوسع فى تمويلات الشركات هى الوسيلة الاسرع لخلق نمو قوى للمصرفية الاسلامية، نظرا لأن حجم توظيفات الأموال بها أكبر من نظيرتها الموجهة للأفراد، مشيرا إلى أن الائتمان مرتبط بالمخاطر وكلما ارتفعت قيمته زادت مخاطره، لذا فإن العديد من البنوك الاسلامية تكون حذرة فى تلك التمويلات حفاظا على أموال العملاء الذين يتحملون جزءاً من الخسائر تطبيقا لأحكام الشريعة.
ومن جانبه، قال رئيس قطاع الفروع الاسلامية بأحد البنوك العامة ان توسع البنوك الإسلامية فى تمويلات الشركات أكثر فاعلية فى دعم نشاط المصرفية الإسلامية ونموه، مشيرا إلى انه نفس الحال للبنوك التقليدية التى تبحث عن التمويلات الكبرى لتوظيف الحصة الأكبر من ودائعها، مشيرا إلى أن ذلك لا يعنى أن يتراجع حجم التمويلات الشرعية الموجهة للأفراد، نظرا لأن هناك شريحة كبيرة من العملاء تبحث عن التمويل المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، فضلا عن أن هناك الكثير من العملاء الذين لا يتعاملون مع البنوك تجنبا للشبهات.
أضاف أن طبيعة البنوك الإسلامية تتوافق أكثر مع التمويلات الكبرى وطويلة الأجل، نظرا لكون أغلبها مشروعات تنموية تهدف إلى إعمار الأرض، مشيرا إلى ان تمويلات الأفراد والتى غالبا ما تكون قصيرة الأجل تعد منفذاً لتوظيف السيولة قصيرة الأجل وتقديم خدمات شرعية متكاملة تلبى طلب العديد من العملاء.
وتوقع أن تسهم التمويلات المشتركة المتوافقة مع احكام الشريعة الإسلامية والتى بدأت البنوك التوسع بها مؤخرا فى نمو نشاط المصرفية الاسلامية خلال السنوات المقبلة.
ويرى محمد البلتاجى، رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامى ان التوسع فى تمويل الشركات يسهم فى نمو المصرفية الإسلامية بشكل أسرع وهو ما اتجهت إليه بعض البنوك مؤخرا بشكل واضح على الرغمم من إرتفاع المخاطر المحتملة لكل من العميل والبنك والتى تحاول البنوك التغلب عليها من خلال دراسات الجدوى المحكمة والدقيقة. أضاف البلتاجى ان منتجات التجزئة المصرفية كانت الأكثر اهتماما من جانب البنوك عندما بدأت فى مزاولة النشاط، نظرا لكون طلبات الافراد على التعاملات المتوافقة مع احكام الشريعة الاسلامية أكبر من الطلب على تمويلات الشركات.
ويرى البلتاجى ان أغلب البنوك الإسلامية بدأت تتجه للموازنة بين التمويلات الموجهة للأفراد والخاصة بالشركات من خلال إطلاق منتجات جديدة للأفراد، ومنح تمويلات مشتركة وتسهيلات للشركات، فضلا عن ان معدلات الطلب هى المحرك الأساسى الذى يوجه البنوك، كما أن أنظمة العرض والطلب بالبنوك الإسلامية هى نفس معايير البنوك التقليدية.
كتبت – أسماء نبيل








