أكد خبراء تأمين أن سوق التأمين التكافلى لايزال واعدا متوقعين زيادة معدلات نمو نشاط الشركات العاملة بالقطاع خلال السنوات المقبلة بنسبة تتراوح بين 20% و 25% سنويا وفقا لنتائج الأقساط التى حققتها الشركات خلال العام المالى الماضى 2011ـ 2012 والتى بلغت 714 مليون جنيه.
فى مسح أجراه «بنوك وتمويل» تصدرت شركة المصرية للتأمين التكافلى ممتلكات السوق بأقساط إجمالية بلغت 220 مليون جنيه، وبيت التأمين المصرى السعودى فى المركز الثانى بأقساط إجمالية بقيمة 160 مليون جنيه، وجاءت فى المركز الثالث شركة المشرق العربى للتأمين التكافلى بأقساط إجمالية بقيمة 123 مليون جنيه، واحتلت شركة «وثاق» للتأمين التكافلى المركز الرابع بأجمالى أقساط بقيمة 90 مليون جنيه والمركز الخامس جاء من نصيب المصرية للتأمين التكافلى حياة بأقساط إجمالية بقيمة 45 مليون جنيه، وحققت شركة نايل جنرال تكافل أقساطاً قيمتها 43 مليون جنيه فى المركز السادس، بينما نايل فاميلى تكافل جاءت فى المركز السابع بأجمالى أقساط 23 مليون جنيه، وكان المركز الثامن والأخير من نصيب شركة سوليدرتى للتكافل العائلى بأقساط بلغت قيمتها 10 ملايين جنيه.
وعلى جانب آخر، اوضح الخبراء ان السوق المصرى يحتاج الى الاستفادة من خبرات وتجارب الدول المتقدمة بمجال التأمين التكافلى للوقوف على التشريعات المنظمة له وإصدار قانون ولائحة تنفيذية لقواعد تطبيق التكافلى والمعايير المحاسبية فى مصر والتوسع، إضافة إلى توفير خدمات ومنتجات تكافلية مبتكرة تلبى احتياجات العملاء.
قال عبد اللطيف سلام، العضو المنتدب لشركة وثاق للتأمين التكافلى ان التأمين التكافلى ينمو حاليا بمعدلات ضعف معدل النمو الخاص بالتأمين التجارى لسببين الأول حداثة شركات التأمين التجارى الموجودة بالسوق المصرى، والتى بدأت عام 2002 بتأسيس شركة بيت التأمين المصرى السعودى.
والثانى وجود النزعة الدينية لدى الغالبية العظمى من المواطنين بصرف النظرعن التوجه العام للدولة، حيث يميل عملاء الشركات إلى المعاملات التى تتفق مع احكام الشريعة الإسلامية.
وتوقع سلام أن يشهد قطاع التأمين التكافلى معدلات نمو متزايدة تصل إلى 20% سنويا مع تزايد حجم الاستثمارات العربية والأجنبية المتوقعة بالسوق خلال الفترة القادمة.
توقع أحمد عارفين العضو المنتدب للشركة المصرية للتأمين التكافلى أن تتغير خريطة شركات التأمين خلال السنوات العشر القادمة وكسر حدة استحواذ شركتى مصر للتأمين على 50% من السوق لصالح شركات التأمين التكافلى والوصول إلى المعدلات التى وصلت إليها الدول العربية المجاورة، موضحا أن معدل نمو التكافلى قفز من 1% عام 2008 إلى 9% خلال السنوات الثلاث الماضية.
أشار عارفين الي أنه من المنتظر ألا يقل معدل نموالتأمين التكافلى عن 12% مع نهاية العام الحالى وما بين 20 و25% عام 2018.
قال سراج الهادى قريب، الأمين العام للاتحاد العالمى لشركات التكافل والتأمين الإسلامى رئيس قطاع العمليات سابقا بشركة سوليدرتى للتكافل العائلى أن هناك اتجاها متزايدا ليس فى مصر فقط وإنما فى العديد من دول العالم يتفق مع الشريعة الإسلامية المنتشرة حاليا بالاتجاه نحو العمل المصرفى الإسلامى بشقيه البنكى والتأمينى، مشيرا إلى أن المستقبل واعد للصيرفة، حيث تشير التوقعات إلى أن معدلات التأمين التكافلى قد تتجاوز 30% خلال السنوات المقبلة.
فى المقابل، أوضح قريب أن هناك العديد من المعوقات لنمو سوق التأمين التكافلى أهمها غياب الوعى التأمينى بصفة عامة وعدم معرفة المواطنين أو الشركات بالفرق بين التأمين التجارى التقليدى والتأمين التكافلى مطالبا اتحاد شركات التأمين بإنشاء شعبة للتأمين التكافلى داخل الاتحاد تتولى التعريف بالتأمين التكافلى.
أشار إلى أن غياب الوعى التأمينى يعد أولى الصعوبات التى تواجه شركات التأمين التكافلى نتيجة اعتقاد العملاء بأن التكافلى مجرد تغيير مصطلحات ولايختلف عن التأمين التجارى، مضيفا أن مشكلة الوعى التأمينى بنشاط التكافلى لاتقتصرعلى العملاء فقط، وتمتد للمؤسسين والعاملين بتلك الشركات نتيجة وجود ندرة فى المتخصصين بنشاط التكافلى.
أشار أن من بين التحديات الأخرى الفقهاء الشرعيين من المتخصصين فى البحوث الاقتصادية منوها بأن الاتحاد سيقوم خلال الفترة القادمة بتنظيم دورات تدريبية لرجال الفقه الإسلامى بحيث يتم توفير عدد من المتخصصين هذا المجال.
من جانبه، توقع محمد عبد الجواد العضو المنتدب لشركة المشرق العربى للتأمين التكافلى أن يشهد التأمين التكافلى معدلات نمو مرتفعة بنهاية العام الجارى تصل إلى ما بين 10 و12% مستبعدا تأثر القطاع بالإستحوذات التى شهدها القطاع مؤخرا باعتبارها استحواذات داخلية وليس اندماج بين شركات، مؤكدا انه لن يعزز موقف السوق سوى استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية.
طالب عبد الجواد بتعديل اللائحة المحاسبية الخاصة بشركات التكافلى لفصل الحسابات الخاصة بأصحاب رؤوس الأموال وحملة الوثائق بحيث تكون لكل منهما ميزانيته المستقلة موضحا أن التأمين التقليدى يختلف حيث تملك شركة التأمين الوثائق الخاصة بالعملاء عكس التكافلى الذى تتولى فيه إدارة الوثائق لصالح العملاء.
كتب – وليد عبدالعظيم ومحمد عزب